[ وصول لواء سعودي إلى عدن يشير إلى محاولة تحجيم دور الإمارات ]
تسارعت وتيرة الأحداث الدائرة في اليمن، على نحو يوحي بتغير جذري في مسار الأحداث وقواعد اللعبة، وباتجاه إنهاء الصراع القائم.
فالتحالف العربي الذي أضاع قرابة العامين في اليمن، يقول اليمنيون إنه فشل في استعادة جميع الأرض اليمنية، في حين كان بالإمكان ذلك إذا توفرت الإرادة بعيدا عن الأجندات الخاصة، فضلا عن تسجيل نموذج سيء الصيت في المناطق المحررة.
وسلمت زمام الأمور في المناطق الجنوبية للقوات الإماراتية، والتي فرضت بدورها سلطة محلية فاشلة، وضيقت على الرئيس الشرعي للبلاد حتى ترك العاصمة عدن لعبثهم، بالإضافة إلى تحجيمها لدور الجيش وتدريب مليشيات متشددة عوضا عن ذلك، حتى ضاق اليمنيون ذرعا بالنموذج الشرعي الماثل.
يبدو أن السعودية تنبهت مؤخرا لفداحة ما يجري في المناطق المحررة، حتى أرسلت لواء عسكري متكامل، قيل إنه لتسلم مهام حماية المنشآت الحكومية في عدن، تمهيدا لعودة نهائية للرئيس والحكومة.
مهمة هذا اللواء لا تقتصر على ترتيب الوضع الأمني في عدن، بل لتسلم الشريط الساحلي اليمني وصولا إلى حضرموت، رفقة قوات خفر السواحل وقوات أمنية يجري تدريبها في المملكة.
رئيس الجمهورية ذهب إلى المغرب، لمقابلة الملك سلمان، ويبدو الأمر متعلقا بتوفير مرتبات الموظفين وإعادة ترتيب الخدمات العامة في عدن، إذا نظرنا إلى تغريدة نشرها رئيس الحكومة بهذا الخصوص.
بالمقابل، يستعد حزب صالح لحشد أنصاره صبيحة ذكرى تأسيس الحزب، وهذه المرة يريد توجيه حزمة رسائل أولها لشريكه الحوثي أنه لا يزال قويا، وثانيها للتحالف العربي مفادها أنه جاهز لتسوية سياسية، وهذه بضاعته، الأمر الذي ينظر إليه شريكه الحوثي كمقدمة للخيانة.
مراقبون يرون أن ما يحدث في المناطق المحررة هو سحب سعودي للبساط من تحت قدم الإمارات التي أخفقت في مساعدة اليمنيين وظلت، رغم تضحياتها الجسام، تفت في عضد الشرعية التي جاءت لإعادتها، لصالح أجندات خفية ربما لا يعرفها اليمنيون.
لواء سعودي بهمام أمنية في عدن
الصحفي الجنوبي فتحي بن لزرق، رئيس تحرير موقع "عدن الغد"، يقول إن لواءا عسكريا سعوديا وصل عدن يطلق عليه "لواء المغاوير" ويضم نخبة مقاتلة من الجيش السعودي ولم يصل كاملا حتى اللحظة.
وأضاف بن لزرق -في سلسلة تغريدات على فيسبوك- "ستتم التهيئة من قبل القوات السعودية لعودة الرئيس هادي عودة نهائية إلى عدن، حيث سيباشر عمله من قصر الرئاسة بالتواهي بدلا عن معاشيق، فيما ستتولى القوات السعودية أيضا حماية قصري معاشيق والتواهي والمطار وميناء عدن وميناء الزيت".
وتابع "ستتولى قوة تابعة للحكومة الشرعية، تتلقى حاليا تدريبا في السعودية، مساعدة القوات السعودية في تأدية مهامها، كما ستتشارك قوة من لواء المغاوير مهام الحماية في الموانئ البحرية بعدن وغيرها من المحافظات مع قوات من خفرالسواحل".
وأردف "سيتولى فريق بريطاني مهام تنسيق عمل القوات البحرية اليمنية السعودية، والذي أنهى زيارته لعدن الأربعاء الماضي، بناء على طلب سعودي يمني".
واستطرد "ستنتشر قوات من خفر السواحل اليمنية على طول الساحل الممتد من المخا إلى المكلا وفق التفاهمات الأخيرة مع الجانب السعودي".
تقليص تدريجي لدور الإمارات
الناشط مطهر المحيا يرى أن ما يحدث هو طرد للقوات الإماراتية بأسلوب راق، دونما ضجيج، لتحل محلها القوات السعودية.
وأضاف المحيا أن "قوات خفر السواحل تعلن استعدادها لاستلام كل الموانئ البحرية في المناطق المحررة، بالتزامن مع تصريح لسفير السعودية في اليمن عن وصول رافعات لأربعة موانئ يمنية لاستعادة أنشطتها الملاحية".
وتابع "هناك مؤشرات قوية لتغير الوضع في الجنوب"، مستشهدا ببيان لقيادة الحراك الجنوبي يتهم الإمارات بخلخلة الصف الجنوبي وإنشاء مليشيات مناطقية تخدم أجندتها خارج نطاق السلطات الشرعية.
وأردف "دليل آخر تمثل بتصريح قائد الجيش بالمخاء عن استعداد 12 ألف جندي لتحرير تعز والحديدة بدعم من المملكة، ولم يذكر الإمارات، فضلا عن تصريح رئيس الحكومة عن عودة قريبة إلى العاصمة المؤفتة عدن، وبشر بصرف الرواتب قبل عيد الأضحى".
واستطرد "كما لا ننسَ سفر رئيس الجمهورية للقاء الملك سلمان، وكل هذه الأحداث والتصريحات تدل دلالة واضحة على تقليص دور الإمارات، التي يتهمها اليمنيون بتنفيذ أجندات خاصة، وعرقلة تحرير بقية المدن اليمنية".