[ المصور الصحفي محمد اليمني من ضحايا الحوثيين في تعز ]
شيعت مدينة تعز، اليوم الجمعة، جثامين ثلاثة صحفيين قتلوا بقذائف أطلقها الحوثيون شرقي المدينة.
وقالت مصادر صحفية إن وائل العبسي، تقي الدين الحذيفي، وسعد النظاري (مصورون صحفيون)، استشهدوا، بينما جرح صحفيان آخران على إثر قذيفة مدفعية أطلقها الحوثيون صباح اليوم، أثناء تغطيتهم للمعارك الدائرة شرقي المدينة.
ونعت وزارة الإعلام اليمنية ونقابة الصحفيين الشهداء، مؤكدتان أن المليشيات الانقلابية تستهدف عيون الحقيقة لإخفاء جرائمها في حق أبناء تعز منذ أكثر من عامين.
يذكر أن هذه الجريمة ضد الصحافيين ليست الأولى، فمسيرة الانقلابيين حافلة بجرائم مماثلة، ليس في تعز وحدها، بل في اليمن عموما.
وكانت مليشيات الحوثي قد قتلت خلال العام الماضي 2016 العديد من الصحفيين، لعل أبرزهم المصور محمد اليمني، المصور أحمد الشيباني، والمصور أواب الزبيري.
وشيعت جماهير غفيرة، ظهر اليوم، في ساحة الحرية بتعز جثامين الشهداء وسط حزن عميق أصاب الوسط الصحفي اليمني، في ظل صمت دولي رهيب تجاه ما يتعرضون له منذ عامين.
شهداء الحقيقة في تعز
المصور أحمد الشيباني متعاون مع قناة "اليمن" الحكومية، افتتح العام 2016 كشاهد على جرائم المليشيات، استهدف برصاص قناص حوثي في منطقة المرور وسط تعز، أثناء تغطيته للمعارك الدائرة هناك.
لم يمضِ سوى شهر واحد، ليلحق بالشيباني شاهد آخر على الحقيقة، المصور محمد اليمني أصابته هو الآخر رصاصة قناص حوثي في جبهة الضباب غربي تعز، وهو الذي وثق انتهاكات الانقلابيين في محافظات عدة منذ انقلابهم الدامي.
أما المصور الشاب أواب الزبيري، فقد قتل بطريقة مغايرة نهاية العام 2016، حيث فخخ الحوثيون بناية سكنية في منطقة العسكري شرقي المدينة، قبل أن يلوذوا بالفرار وتسيطر القوات الحكومية على المنطقة، انفجر المنزل المفخخ وهو بداخله، حيث طمر ركام البناية جثته الطاهرة.
تفوقتم على كل مجرمي العالم
وزير الثقافة السابق خالد الرويشان قال "في العالم كله ومنذ سبعين عاما لم يحدث أن تم قتل ثلاثة مصورين صحفيين في لحظة غدر واحدة كما حدث في تعز اليوم".
وأضاف "وحدهم الانقلابيون فعلوها في تعز، من بين كل مجرمي العالم وفي كل حروب الدنيا، وحدهم مجرمو الانقلاب فعلوها في تعز".
وتابع "ثلاثة مصوّرين في لحظة غدر واحدة، 60 ضحية مدنية في الأسواق خلال أربعة أيام بينهم 14 طفلاً، يغتالون الكاميرات، وائل العبسي، والنظاري، والحذيفي، يقنصون المصورين وهم يحملون كاميراتهم عيانًا وبيانًا".
واستطرد "أسوأ مجرمي الدنيا لم تكن اليمن أمّكم يومًا، ولن تكون، من أين جئتم؟ في الجريمة تفوقتم على كل مجرمي العالم".
شهداء جدد للصحافة
الصحفي زكريا الكمالي كتب "بعد محمد اليمني وأواب الزبيري وأحمد الشيباني، هاهم شهداء جدد للعدسة يلتحقون بهم في تعز، وائل العبسي، تقي الدين الحذيفي، وسعد النظاري".
وأضاف الكمالي -على صفحته بموقع فيسبوك- "نستقبل رمضان بكارثة فادحة، يمتلك المصورون في تعز شجاعة كبيرة، ولكنهم يتوغلون في مناطق خطرة دون توفر أدنى شروط السلامة المهنية، ويتوجهون جماعات إلى جبهات مشتعلة ويكونون كتفا بكتف بجانب المقاتلين".
واستطرد "رحم الله وائل، تقي، وسعد ومن سبقوهم الذين استشهدوا منذ بداية الحرب في كل المناطق، والشفاء للمصابين".
موت بالجملة
أما المحامي عمر الحميري فيقول "غصة ودمعة وصبر وحوقلة، هذا حال مدينة تفقد عيونها ولسان حالها، شهداء الحقيقة وصناع الصورة الذين أصبحو جزءً منها".
وتابع "اعتدنا الوجع ولكن أكبادنا لم تختبر مذاق الموت بالجملة، فقدنا الكثير من الأحبة ولكن يبقى الفقدان مصيبة".
وأردف "وائل العبسي صانع البهجة في ذمة الله، تقي الدين الحذيفي كتكوت الإعلام في ذمة الله، الرحمة والشفاء لشهداء وجرحى مجزرة الإعلاميين".
ينتظر الوقت المناسب ليتزوج
أما أنس الحاج (مصور) فيتحدث عن زميله وائل العبسي ويقول "كان آخر لقاء معه يوم أمس أمام كلية الطب، قطعتُ أحد خطوط التماس فأخرج كامرته لتصويري طلبتُ منه أن يصورني فيديو".
وتابع "انتهى الحديث بسقوط قذيفه بالقرب منه، كنت برفقه مراسل الجزيرة مباشر وزميلنا المصور الباشا".
وأردف "قبل أسبوعين وجدت الشهيد العبسي جميلا وشيكا كالعادة، غمز لي ويقصد بأنه ذاهب إلى خطيبته، أخذنا بالحديث مع بعض فكان يقول إن عرسه إما في عيد عرفة أو الذي يليه".