[ احتمالات كثيره حول من يقف وراء الإغتيالات ]
سمير حسن-عدن
تثير الاغتيالات المتكررة في محافظة عدن جنوب اليمن تساؤلات بشأن الجهة التي تقف وراءها، وسط مخاوف متصاعدة من أن يؤدي ذلك إلى الدفع بهذه المدينة المحررة من قبضة مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح إلى سيناريوهات وتداعيات لا تحمد عقباها.
وتشهد عدن منذ أسبوعين موجة اغتيالات متتابعة استهدفت قيادات أمنية وناشطين في المقاومة الشعبية، كان أبرزها اغتيال مدير غرفة العمليات بأمن عدن العقيد عبد الرحمن السنيدي، في مدينة المنصورة، واغتيال القيادي في المقاومة الشعبية حمدي نصر اليافعي، كما اغتال مسلحون مجهولون أمس السبت القيادي الميداني بالمقاومة في عدن عمار علي هادي، في مدينة خور مكسر، بعد ساعات من اغتيال مسلحين مجهولين المواطنين عبد الله عبد الرب بحي مدينة إنماء السكنية وطارق الوليدي في مديرية التواهي، في عمليتين منفصلتين.
وفي محاولة لتفسير الوضع، قال القيادي الميداني في المقاومة الشعبية بعدن محمد علي الناشري "إن هناك خلايا نائمة تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في المدينة، بعضها تابع لجماعات ذات توجهات فكرية وأيديولوجية متطرفة، وأخرى موالية للمخلوع صالح والحوثيين، والأمر لا يخلو أيضا من تصفية حسابات سابقة بين بعض الأطراف تقف وراء بعض هذه الاغتيالات، إما لعداوات شخصية أو مناطقية أو حزبية أو غيرها، وجميعها حوادث عارضة لا يمكن القياس عليها باعتبارها مخاطر كبيرة تزعزع الاستقرار في المدينة".
وأضاف: "في مثل هذا الوضع وخلال الانتقال من حالة الحرب إلى السلم والاستقرار، عادة ما تحدث مثل هذه الاختلالات الأمنية والجرائم، ونحن نسعى في المقاومة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية -رغم كل الصعوبات وضعف الإمكانيات- للحد منها وفرض حالة الأمن والاستقرار باعتباره التحدي الأكبر".
من جهته، يرى الخبير العسكري العميد عمر سعيد الصبيحي أن "قوى إرهابية يقودها الرئيس المخلوع صالح تقف خلف مثل هذه الجرائم، وتستهدف خلق فوضى أمنية في المدينة بعد النجاح الذي حققته المقاومة في السيطرة عليها وطرد مليشيات الحوثي وصالح". وقال الصبيحي -وهو ناشط في الحراك الجنوبي- "إن المخلوع صالح عمل خلال فترة حكمه وعبر نظامه السابق على تأسيس قوى إرهابية في الجنوب، وله ارتباطات قوية مع القاعدة وتنظيمات إرهابية، وهو من يلعب بهذه الأوراق ويحركها لتصفية خصومه السياسيين في عدن".
وحذر الصبيح من "تداعيات مفزعة على الأمن والاستقرار بعدن في حال استمرار هذه الاختلالات، فموجة الاغتيالات هذه مؤشر خطير خاصة في ظل ظروف المرحلة الراهنة، والحد من هذا الخطر بحاجة إلى تنسيق الجهود بين المقاومة والأمن لردع مثل هذه الأعمال والتصدي لها".
أما مدير مركز أبعاد للدراسات والبحوث، عبد السلام محمد، فقال إن "الفوضى الأمنية التي شهدتها عدن بعد حالة الحرب وقبل ترتيب الأوضاع أمر طبيعي"، لكنه تساءل عما إذا كانت عمليات الاغتيالات التي حدثت خلال الأيام الماضية "نتيجة لفوضى ما بعد التحرير أم أن هناك إستراتيجية منظمة تنفذها جهات ما؟". وسعيا للإجابة أضاف "هناك أربعة احتمالات لأسباب تلك الاغتيالات، فإما أن تكون تصفية حساب بين أطراف الحراك الجنوبي تمهيدا للسيطرة على الأرض، أو ثمة جهاز استخبارات دولي يغذي الخلافات ويقوم بدعم عمليات الاغتيال لتصفية طرف معين. قد يكون الطرف المهزوم هو من يقف وراء الاغتيالات لخلط الأوراق، أو أنها أحداث عادية نتيجة لتقاطع مصالح شخصية مستغلة الفراغ الأمني، وقد تتداخل كل تلك الاحتمالات الأربعة وينتج عنها مثل الوضع الراهن في عدن". |