برزت مؤخرا منطقة خبر المراقشة بمحافظة أبين جنوب اليمن، كواحدة من أهم المناطق في سياق الحرب على الإرهاب التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية على تنظيم القاعدة في اليمن.
 
 ونالت المنطقة النصيب الأعلى من الغارات التي نفذتها طائرات الدرونز الأمريكية مطلع مارس الجاري.
 
وتشكل المنطقة بؤرة للإرهابيين وحصنا لهم لما تمتاز به المنطقة من وعورة جبلية يصعب اقتحامها، في محافظة شهدت عمليات كر وفر مع تنظيم القاعدة منذ ما يقارب سبع سنوات.
 
تقع منطقة خبر المراقشة بمحاذاة الشريط الساحلي 200 كيلو متر تقريبا، وتمتد من مديرية شقرة غربا إلى مديرية أحور شرقا.
 
وتسكنها قبائل المراقشة السبع، وبها سلسلة جبلية وعرة، تربط الساحل بالجبل، وتمثل قبائل المراقشة رأس محافظة أبين قبليا، فهي تملك نصف دلتا أبين، وهي من أخصب المناطق الزراعية على مستوى الجمهورية اليمنية.

وظلت منطقة خبر المراقشة بمنأى عن الحملات الأمنية التي شهدتها محافظة أبين، نتيجة لبيئتها الجغرافية الصعبة، وخوفا من عدم تعاون المواطنين مع القوات الأمنية، وبدأت التنظيمات الإرهابية بالظهور بها منذ مطلع التسعينيات.
 
وبخصوص الأسباب التي جعلت من منطقة خبر المراقشة بؤرة للإرهاب، قال شيخ قبلي -فضل عدم الكشف عن اسمه- إن المنطقة عانت الإهمال والإقصاء منذ طرد الاستعمار البريطاني وتوحيد مشيخات وسلطنات الجنوب العربي في 1967.
 
ويضيف -في حديثه لـ"الموقع بوست"- "مثّل آل فضل، القبيلة الأبرز والواقعة في قمة هرم خبر المراقشة، حيث يملكون النسبة الأكبر من الأراضي الزراعية، سببا في إقصاء المنطقة واهمالها".
 
ويذكر "كان آل فضل سلاطين على محافظة أبين، فيما كانت تعرف بمشيخات وسلطنات الجنوب العربي إبان تواجد الاستعمار البريطاني".
 
ويتابع "فور طرد الاستعمار البريطاني وتوحيد المشيخات، تم إقصاء كل السلاطين الذين كانوا يمثلون الطبقة البرجوازية المناوئة لأفكار الاشتراكية آنذاك".
 
ويفيد "تم إهمال منطقة خبر المراقشة، وجعلها تعيش وأهلها خارج نطاق الدولة، وذلك نكاية بآل فضل".
 
ويشير إلى أن ما عانته المنطقة من إهمال وإقصاء تسبب في نشوء الفكر الإرهابي، حيث وجد لنفسه بيئة خصبة للانتعاش بسبب الغياب التام للدولة ومؤسساتها، ما أوجد للإرهابيين حاضنة شعبية، كونهم قاموا بتغطية فراغ الدولة.
 
ويقول "إن قبائل المراقشة أقصوا بعد ثورة 14 اكتوبر 1963، رغم جسامة تضحيات أبنائهم، ومنذ ذلك الحين وإلى  اليوم لا تزال محرومة من أبسط وسائل الحياة العصرية، وتعيش حياة أقرب للحياة البدائية، ويلف أهلها الفقر وضيق ذات اليد".
 
ويتابع "ومن عجيب ما يذكر أن أبناء منطقة خبر المراقشة لا يقبلون الهجرة عنها رغم ظروفهم المعيشية الصعبة والقاسية".
 
واختتم الشيخ القبلي حديثه لـ"الموقع بوست" بمطالبة السلطات المحلية ممثلة بالمحافظ أبو بكر حسين سالم -المعين حديثا- بإيلاء منطقة خبر المراقشة اهتماما يعوضها الإهمال والإقصاء الذي طالها من كل الحكومات المتعاقبة منذ العام 1967.