[ المختطف عزام نجيب علي هزاع ]
على تلة البنجسار الواقعة في مديرية التواهي جنوب عدن، يقع منزل المواطن عبدالله عبده محمد، المغترب حاليا في دولة الإمارات العربية المتحدة، ونتيجة لغيابه، فقد أوكل مهمة الاهتمام بالمنزل وتفقده لأحد أقاربه، وهو ابن اخته عزام نجيب.
ظل عزام يزور منزل خاله عبدالله بين الفينة والأخرى لتفقده، وفي ديسمبر من العام 2016، قام قائد شرطة التواهي نبيل عامر بالنزول إلى مكان المنزل، وأغلقه بمجموعة أقفال.
يقول صاحب المنزل عبدالله عبده محمد القباطي بأن قائد شرطة التواهي نبيل عامر، استغل سفر قريبه عزام إلى تعز، وقام بإغلاق المنزل، في محاولة منه للبسط عليه كونه ملكية خاصة لأحد المواطنين الشماليين.
ويضيف عبدالله القباطي -في حديثه لـ"الموقع بوست"- "قمت بإرسال مجموعة من الوساطات إلى قائد شرطة التواهي نبيل عامر، للاستفسار حول الأسباب التي جعلته يقوم بإغلاق منزلي، ومطالبته بتسليم المفاتيح، كون جميع أوراقي سليمة -حصل "الموقع بوست" على نسخة منها-، ولا يوجد من ينازعني على ملكية المنزل، لكي تتدخل الشرطة".
ويتابع "لم تنجح كل الوساطات والمحاولات، التي تجاهلها قائد شرطة التواهي نبيل عامر، مما دعا قريبي عزام نجيب إلى جلب أسرته والقدوم من تعز إلى منزلي، حيث قاموا بكسر الأقفال التي وضعها قائد شرطة التواهي، وذلك مطلع فبراير من العام الجاري".
ويذكر "حاول قائد شرطة التواهي نبيل عامر، مرارا وتكرارا النزول للمنزل، محاولا طرد عائلة قريبي عزام ومن معه من أقاربه وتهديدهم، إلا أنه فشل في ذلك، ليقوم بعدها باعتقال عزام، في الأول من مارس وإيداعه سجن قسم شرطة التواهي".
ويشير إلى أن قيام قائد شرطة التواهي نبيل عامر باعتقال عزام، يأتي لإجباره على التنازل عن ملكية المنزل، كون مالك المنزل عبدالله القباطي قد قام بتحرير توكيل رسمي لعزام، خوله بالتصرف بممتلكاته.
ويلفت "انتمائي لمحافظة تعز هو ذنبي الوحيد، والذي أثار طمع قائد شرطة التواهي نبيل عامر، فقد حاولت التواصل مع جميع الجهات المعنية وفي مقدمتها إدارة الأمن العام ممثلة بالعقيد عبد الدائم أحمد، إلا أن التجاهل كان لغة الرد السائدة".
ويمضي في حديثه لـ"الموقع بوست" قائلا "لم يتوانى قائد شرطة التواهي نبيل عامر عن تهديد النساء والعائلات في منزلنا، فقد قام بالنزول للمنزل عدة مرات، عقب اعتقال عزام، وهدد أسرته بإخراجهم للشارع مستعينا بالشرطة النسائية".
السجن أو التنازل
يقضي المواطن عزام نجيب علي هزاع يومه الثالث والعشرين خلف قضبان قسم شرطة مديرية التواهي، لا لشيء سوى أنه قام بمتابعة أملاك خاله عبدالله عبده محمد -المقيم في الخارج- مستندا على توكيل رسمي، خوله بمتابعة الأملاك والتصرف بها.
يفيد عبدالله القباطي (مالك المنزل) في حديثه لـ"الموقع بوست" قائلا "تواصلت مع وكيل وزارة الداخلية عبد الناصر عثمان، والذي حاول مساعدتي بقدر استطاعته، لكن دون جدوى، حيث لم يستطع الضغط على قائد شرطة التواهي نبيل عامر".
"الإفراج عن قريبي عزام، مرهون بالتنازل عن ملكية المنزل، هذا ما يريده قائد شرطة التواهي"، حسبما يضيف عبدالله القباطي.
مستدركاً "كل الوساطات التي قام بها بعض المسؤولين المحليين والأمنيين، لإخراج قريبي عزام من السجن، باءت بالفشل، فقائد شرطة التواهي نبيل عامر متمسك بالمنزل، حيث اشترط التنازل عن ملكيته، كشرط لإطلاق سراح عزام".
حقوق تغتصب
ويناشد عبد الله عبده محمد القباطي جميع المنظمات الحقوقية النظر إلى قضيته والتحرك للإفراج عن قريبه عزام، الذي يدفع ثمن وقوفه إلى جانب خاله.
ويفيد عبدالله القباطي "عجرفة قائد قسم شرطة التواهي نبيل عامر، وصلت به لأن يقول: لو تجيبوا لي كل المسؤولين لن أفرج عن عزام القباطي، لا حل سوى بالتنازل عن البيت".
ويختتم القباطي حديثه لـ"الموقع بوست" قائلا "أطالب وزارة الداخلية وإدارة الأمن العام بالتدخل، وإيقاف ما نتعرض له من تعسف وابتزاز، فمنذ متى والانتماء لمحافظة تعز يعد جرما يستحق السجن، ويبرر نهب الممتلكات الخاصة"، لافتا إلى أن أسرة قريبه عزام المعتقل مهددة بالطرد في أي لحظة.
استفحال للظاهرة
بدأت ظاهرة البسط على الممتلكات الخاصة، وإبتزاز ملاكها، بالبزوغ عقب تحرير العاصمة المؤقتة عدن، منتصف يوليو من العام 2015، نتيجة للأوضاع الأمنية المتدهورة حينها.
وعقب عامين من التحرير، شهدت هذه الظاهرة انحسارا نسبياً، حيث أصبحت تنفذ بأيدي متنفذين ومسؤولين في الأجهزة الأمنية، بعدما كانت تنفذ بأيدي العصابات المسلحة.
وغالبا ما تستهدف هذه الظاهرة المنتمين للمحافظات الشمالية، لتكشف بذلك مدى حاجة الأجهزة الأمنية بعدن للهيكلة وإعادة البناء وفق نظام مؤسسي يحترم النظام والقانون.
ولم يستطع "الموقع بوست" التواصل مع مدير قسم شرطة التواهي للتعليق على القضية.