[ إيران ترفع حدة خطابها السياسي والعسكري في اليمن بعد خارطة الطريق لـ"ولد الشيخ" ]
رفعت إيران من جهودها الدبلوماسية والسياسية لمساعدة حليفها في اليمن، إلى جانب التأكيد على نفوذها المترامي الذي يصل إلى اليمن، بالتزامن مع مبادرة أممية للمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد تبدو طهران مواقفه بشكل عام عليها.
(الموقع بوست) رصد خلال العشرة الأيام الماضية (31 أكتوبر/تشرين الأول-9 نوفمبر/ تشرين الثاني) تصاعد الخطاب الإيراني الداعم والمساند للحوثيين في إطاراته الأربعة (الدبلوماسي، والبرلماني، والتعبوي العسكري، والديني) مستهدفة المملكة العربية السعودية ومشيدة بدورها الطموح في دعم الحوثيين.
دبلوماسياً
ففي الناحية الدبلوماسية، قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف، اليوم الأربعاء، 09 تشرين الثاني/نوفمبر إنه بحث مع نظيره الروماني القضايا المتعلقة بالأزمة السورية واليمنية والأزمات الأوروبية. وفي نفس اليوم انتقد مساعد وزير الخارجية الايراني في الشؤون العربية والافريقية حسين جابري انصاري في لقاءه مع مساعدة وزير الخارجية السويدي هونيكا سودر استمرار الحرب في اليمن وصمت المجتمع الدولي عليه.
قبل ذلك بأيام كان جواد ظريف قد نفى أن بلاده تزود حلفاءها الحوثيين بالسلاح في تعليق على إعلان أمريكي باعتراض خمس سفن إيرانية مليئة بالسلاح كانت في طريقها إلى الحوثيين منذ ابريل/نيسان العام الماضي.
كما جاء استهجان المتحدث باسم الخارجية الايرانية لخبر الهجوم الصاروخي للحوثيين علي مكة المكرمة متهماً السعودية بالكذب، وقال ان "السعودية تحاول ومن خلال افتعال الاخبار الكاذبة والسيناريوهات المزيفة، استغلال القضايا الدينية والمقدسات سياسيا".
دينياً وتعبوياً-عسكرياً
يأتي ذلك في وقت تحفل المجمعات الدينية الإيرانية والعسكرية والسياسية بنشاط مستمر للحديث عن اليمن وجمع التبرعات فيها لدعم الحوثيين، ويوم الاثنين الماضي لتحتل مدينة "قم"، جنوب طهران، المكان الأبرز لكل ذلك الحديث الشجيّ عن حلفاءهم الحوثيين، لتأتي تصريحات المرجعين الدينيين آية الله حسين نوري همداني، آية الله الشيخ ناصر مكارم شيرازي، بالتنديد بعمليات التحالف وتتفق في الحديث عن الظلم في البلاد.
ومنذ اجتياح الحوثيين العاصمة صنعاء سبتمبر/أيلول 2014م تؤكد إيران مراراً أن جماعة الحوثي في اليمن ضمن القوة الإيرانية التي تواجه خصومها في الشرق الأوسط، مهددة باستمرار تصدير الثورة عسكرياً، وأن حدودها تصل إلى البحر الأحمر.
وتكرر ذلك الحديث مؤخراً (الاثنين 31 أكتوبر/تشرين الأول) لنائب الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي بأن حدود بلاده توسعت إلى البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط.
ووصف هيكلية قوة إيران بانها عميقة ومتجذرة للغاية وباتت عناصر القوة الاخرى في جميع ارجاء العالم الاسلامي ناشطة وفاعلة في المواجهة حيث ان هذه القوة تتمثل في جماعة الحوثي "انصار الله" باليمن و"حزب الله" لبنان-حسب قوله.
والأحد الماضي (6نوفمبر/تشرين الثاني) قال العميد محمد رضا نقدي، القائد العام لقوات التعبئة "الباسيج" في إيران، خلال اختتام مناورات إلى "بيت المقدس"، أن راية الثورة الإسلامية ترفرف في اليمن إلى جانب سوريا والعراق.
نقدي الذي تحدث للآلاف من قوات التعبئة قال تعهد أن بلاده ستستمر في الدفاع عن "حقها في المنطقة".
وكانت وكالة أنباء «فارس»، المتحدثة باسم الحرس الثوري، قالت إن هناك صواريخ إيرانية لدى الحوثيين في اليمن، إذ أوردت الوكالة في موقعها باللغة الفارسية أن الحوثيين هاجموا مواقع تابعة للجيش اليمني بصاروخ إيراني الصنع يدعى (زلزال 2) وتم الهجوم يوم (السبت 5نوفمبر/تشرين الثاني).
والاثنين الماضي زعم علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، أن الحوثيين وحلفاءهم أصبحوا قادرين على الوصول إلى جميع الأراضي السعودية، في إشارة منه إلى أن لدى الحوثيين القدرة على ضرب المملكة بالصواريخ.
وقال ولايتي بحسب وكالة أنباء "تسنيم": إن إيران لم ولن تقف مكتوفة الأيدي، في دعم حلفائها في اليمن". مشيرا إلى أن إيران قدمت الدعم لليمن قدر المستطاع، وستواصل ذلك.
وأضاف المسئول الإيراني أن الطريق إلى النصر طويل في اليمن، على حد قوله.
البرلمان الإيراني
أما من الناحية البرلمانية وقبل تصريح انصاري تحدث مستشار رئيس مجلس الشورى الاسلامي للشؤون الدولية حسين امير عبداللهيان أن إيران قدمت مبادرات للحل السياسي في اليمن والبحرين وسوريا، مطالباً بوقف عمليات التحالف العربي.
هاجم علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى السعودية واتهمها بارتكاب أخطاء في اليمن ودعا الرياض إلى الاعتراف بعدم قدرتها على حل الأزمة اليمنية.
وجدد لاريجاني نفي بلاده بإرسال السلاح إلى الحوثيين وقال إن الحوثيين لدهم قدره خاصة على صناعة الصواريخ.
أخيراً..
تشير مصادر صحافية عربية إلى أن إيران دفعت الحوثيين للموافقة على "خارطة الطريق" التي قدمتها الأمم المتحدة في اليمن، والتي تبقي أسلحة الجماعة حتى تشكيل حكومة يمنية تسحب منهم السلاح يكون الحوثيين أعضاء فيها بعد تخلي الرئيس اليمن عن صلاحياته لنائب توافقي مع تقديم علي محسن الأحمر لاستقالته!
الواضح أن هذه الخارطة تحقق الطموح الإيراني في اليمن ببقاء الحوثيين في حكومة يملكون فيها (الثلث المُعطل) لعرقلة سحب السلاح منها، كما تنص الخارطة على رفع الحظر البحري والجوي إلى اليمن وحسب المزامنة في خارطة الطريق تبدو مدة كافية لتصل الأسلحة الإيرانية بشكل أكبر إلى الحوثيين.