[ ولي العهد السعودي محمد بن نائف ]
حينما استمع العالم لكلمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الشهر الجاري، والتي كشف فيها أن المملكة تعرضت لأكثر من 100 هجوم إرهابي منذ عام 1992، وأحبطت 268 عملية كان بعضها موجهاً لدول صديقة، لم يكن العالم يتابع فقط نبذة عن جهود بلاده في "محاربة الإرهاب"، بل كان يتابع معها سطور من سيرة ومسيرة أحد أبرز قادة الحرب على الإرهاب في السعودية والعالم.
وجنباً إلى جنب مع جهوده البارزة في محاربة الإرهاب، يقف الأمير محمد بن نايف (57 عاماً) منذ تعيينه ولياً للعهد يوم 29 أبريل / نيسان 2015 عضداً ومعيناً للملك سلمان بن عبدالعزيز في تنفيذ ورسم ملامح سياسات المملكة على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وتأتي زيارته الحالية إلى تركيا التي بدأت أمس الخميس وتستمر يومين "بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين" كنموذج للدور الذي يقوم به ولي العهد في دعم وتنمية علاقات بلاده مع الدول الصديقة والشقيقة، إضافة إلى تمثيلها في المحافل والمؤتمرات الدولية الهامة، مثل الدورة السنوية الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي عقدت في مدينة نيويورك خلال سبتمبر/ أيلول الجاري، وترأسه وفد المملكة في القمة الخليجية الأمريكية التي عُقدت في كامب ديفيد يوم 13-14 مايو/آيار 2015 بدعوة من الرئيس باراك أوباما .
في السطور التالية ترسم الأناضول بالكلمات بروفايل لولي العهد السعودي ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز.
ولد محمد بن نايف في 30 أغسطس/آب 1959، وهو أحد أبناء الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد الراحل.
درس في مراحل التعليم الابتدائية والمتوسطة والثانوية بمعهد العاصمة في الرياض، ثم درس المرحلة الجامعية بالولايات المتحدة وحصل على بكالوريوس في العلوم السياسية عام 1981، كما خاض عدة دورات عسكرية متقدمة داخل وخارج المملكة تتعلق بمكافحة الإرهاب.
عمل في القطاع الخاص إلى أن صدر أمر ملكي في 13 مايو/آيار 1999 بتعيينه مساعدًا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية بالمرتبة الممتازة.
وفي يونيو/ حزيران 2004، صدر الأمر الملكي بتعيينه مساعدًا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية بمرتبة وزير.
جاء تعيين بن نايف في فترة كانت تشهد فيها السعودية موجة عامة من الإرهاب، كان للرجل رؤية متميزة في محاربته، بتركيزه على بعد الأمن الفكري إلى جانب الحل الأمني.
وفي هذا الصدد كان أول من أسس لجان المناصحة بالمملكة والخليج العربي عام 2005، وقد حظيت فكرته بانتشار واسع عالمي حاز على استحسان الغرب.
ويتوجه جهد مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية إلى أولئك المقبوض عليهم في قضايا إرهابية وأصحاب الفكر المتطرف، حيث يتم إخضاعهم لدورات تعليمية تتضمن برامج شرعية ودعوية ونفسية واجتماعية وقانونية بهدف تخليصهم من الأفكار المتطرفة التي يحملونها، وبعد ذلك تقوم الجهات المعنية بالإفراج عن المتخرجين من الدورات ممن لم يتورطوا في قضايا التفجيرات بشكل مباشر.
وظل الرجل شوكة في حلق التنظيمات الإرهابية، الأمر الذي جعله يتعرض في 27 أغسطس/آب 2009 لمحاولة اغتيال من قبل مطلوب زعم أنه يرغب بتسليم نفسه، حيث كان الأمير محمد بن نايف في مكتبه الكائن في منزله بجدة قام الشخص المطلوب بتفجير نفسه بواسطة هاتف جوال وتناثر جسده إلى أشلاء، وأصيب الأمير بجروح طفيفة. وقد أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عن الهجوم.
ونتيجة جهوده المتواصلة في محاربة الإرهاب، وصفته شبكة MSNBC الأمريكية بـ"جنرال الحرب على الإرهاب".
وفي 5 نوفمبر/تشرين ثان 2012 صدر أمر الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز بتعيينه وزيرًا للداخلية، ليخلف الأمير أحمد بن عبد العزيز في المنصب.
وعقب تولي الملك سلمان الحكم خلفاً لأخيه الراحل عبدالله، أصدر الأول في 23 يناير/كانون ثان 2015 أمراً ملكياً بتعيبن الأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد بالمملكة مع احتفاظه بمنصبه كوزير للداخلية، ليكون بذلك أول من يتولى هذا المنصب، من أحفاد الملك عبدالعزيز .
وفي 29 ابريل / نيسان 2015 أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أمرا ملكيا بتعيين الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولياً للعهد المملكة ، ليكون بذلك أول من يتولى هذا المنصب، من أحفاد الملك عبدالعزيز آل سعود، مؤسس السعودية.
ونص الأمر الملكي على " اختيار الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولياً للعهد ، وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية ورئيساً لمجلس الشؤون السياسية والأمنية" .
وبتولي الأمير محمد بن نايف هذا المنصب يصبح أول حفيد من أبناء الملك عبدالعزيز مرشح لتولي أعلى منصب في قمة هرم السلطة في السعودية، هو الملك ( مستقبلا).
كما يترأس الأمير محمد بن نايف مجلس الشؤون السياسية والأمنية ، الذي استحدثه العاهل السعودي في يناير 2015، والذي يتولى ترتيب كل ما له صلة بالشؤون السياسية والأمنية وفق إستراتيجيات محددة تخدم مصالح الوطن والمواطن ، وبما تقتضيه المصلحة العامة بالخير على البلاد والعباد.
على الصعيد الانساني، أشرف بن نايف على العديد من اللجان والحملات الإغاثية السعودية لمساعدة الشعوب المتضررة في فلسطين، والصومال، وسوريا، وشرق آسيا، وأفغانستان، وباكستان، ولبنان.
وفي إطار حرصه على التواصل المباشر مع الشعب، دشن في أبريل/ نيسان الماضي حسابه الرسمي الموثق على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ، لينضم بذلك إلى الملك سلمان الذي يملك بالفعل حساب على الموقع.
وتعد هذه هي المرة الأولى في تاريخ المملكة الذي يملك فيها الملك وولي عهده ( أعلى شخصين في هرم السلطة بالسعودية) حسابات على "تويتر".
وجاء في البروفايل الخاص بالحساب الموثق "الحساب الشخصي لولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن نايف بن عبدالعزيز".
وقال ولي العهد في أول تغريدة له على حسابه: " بسم الله ندشّن حسابنا الشخصي على تويتر لتعزيز التواصل مع كافة أبناء مجتمعنا الكريم بما يحقق تطلعات خادم الحرمين الشريفين لخدمة المواطنين".
ويواصل ولي العهد السعودي جهوده في دعم عاهل بلاده في مواجهة التحديات التي تقودها المملكة، وعلى رأسها محاولة التدخل الإيراني في شؤون المنطقة، والحرب في اليمن، والحرب على الإرهاب ، جنبا إلى جنب مع العمل على تنمية وتطوير البلاد وتنفيذ رؤية المملكة 2030.