نظم عشرات الناشطين والحقوقيين اليوم الخميس 29 سبتمبر، وقفة احتجاجية أمام إدارة الأمن بالعاصمة المؤقتة عدن، للتنديد بعمليات الإخفاء القسري والتي طالت العشرات من المواطنين، وكذا الإجراءات الغير قانونية التي تتخذ بحق المئات من نزلاء السجن المركزي بمديرية المنصورة.
وأوضح مراسل (الموقع بوست)، الذي حضر الوقفة الاحتجاجية، أن العشرات من الناشطين والحقوقيين شاركوا في الوقفة، إلى جانب عشرات المواطنين ممن تعرض أقاربهم للإعتقال والإخفاء القسري من قبل أجهزة الأمن بعدن، وعلى رأسها قوات الحزام الأمني.
ورفع المشاركون لوحات كتبت عليها شعارات تطالب بالحقوق القانونية والمشروعة لكل معتقل لدى الأجهزة الأمنية، وأهمها السماح بتوفير محاميين للمعتقلين في السجن المركزي بالمنصورة، وكذا الكشف عن مصير المخفيين قسرا في السجون التابعة للحزام الأمني.
وفي هذا السياق، قال المحامي والناشط الحقوقي، نزار سرارو – أحد منظمي الوقفة - لـ(الموقع بوست)، إن هذه الوقفة، التي أقيمت أمام إدارة الأمن وإدارة البحث الجنائي، هي بهدف الضغط على السلطات الأمنية بعدن من أجل أن تستعيد السيطرة على السجن المركزي بالمنصورة، والذي بات يتبع القوات الإماراتية مباشرة، ولا يخضع لسلطة إدارة الأمن، أو حتى الحكومة الشرعية.
وذكر أن السجن المركزي بالمنصورة هو أحد السجون التي يستعصى على المحاميين والنشطاء الحقوقيين الدخول إليها للإطلاع على أحوال نزلاءه والذين يفوق عددهم 300 سجين.
ولفت سرارو، إلى أنه تم البدء بتسجيل حالات المخفيين قسريا، تمهيدا لرفع الأسماء للصليب الأحمر الدولي، حتى يتمكنون لاحقا من مخاطبة الحكومة الشرعية والجانب الإماراتي كونه المسؤول عن الحزام الأمني والذي بدوره يقوم بإخفاء المعتقلين عقب احتجازهم، حسب قوله.
وأضاف الناشط الحقوقي: "ستكون لدينا وقفات أخرى لحث الجانب القضائي على معاودة عملهم وافتتاح المحاكم واستعادة الدور الرقابي للقضاء, والإسهام في الفصل بقضايا مئات المعتقلين والإشراف على عمليات التحقيق معهم"، مؤكدا أن غياب القضاء يعني غياب القانون.
إخفاء قسري
الشيح عادل الحسني هو أحد أبرز القيادات بالمقاومة الشعبية والمجلس العسكري بمحافظة أبين والمديريات الوسطى, إضافة إلى كونه ناشط بالمجال الدعوي محسوب على التيار السلفي المعتدل, أعتقل مطلع شهر أغسطس الماضي من قبل الحزام الأمني لحظة تواجده بالسجن المركزي في المنصورة لغرض استكمال إجراءات ضمان أحد المعتقلين.
يروي محمد موفجة الحسني تفاصيل اعتقال ابن عمه الشيخ عادل الحسني لـ(الموقع بوست)، حيث قال: "بعد عودة الحسني بأيام من المملكة العربية السعودية، برفقة مجموعة من قيادات المقاومة الشعبية، والذين استدعتهم للملكة بغرض التباحث والتشاور, توجه الحسني للسجن المركزي بالمنصورة يوم الثلاثاء الموافق 2 أغسطس وذلك لاستكمال إجراءات ضمان معتقل كان الحسني على معرفة مسبقة به".
وأضاف الحسني: "لكن لم يخرج عادل ولا صاحبه المعتقل هو الآخر لقرابة الخمسة أشهر , فقد قامت قوات الحزام الأمني المسيطرة على السجن المركزي في المنصورة بإعتقال الشيخ عادل وإخفاءه قسريا لأكثر من 50 يوما".
وتكاد العبرة تقتله وهو يتابع قائلا: " لم تتوقف دموع أم الشيخ عادل عن الانهمار, حزنا وقهرا على ما حصل لابنها والذي تشهد له ميادين القتال ضد الميليشيا الانقلابية في عدن وأبين".
واستطرد متحدثا لـ(الموقع بوست): "قمنا بمتابعة الجهات المعنية ابتداءً من إدارة الأمن والمحافظة ووصولا لوزيري الداخلية والزراعة وانتهاءً برئيس الجمهورية إلا أن توجيهاتهم لم تكن ملزمة للحزام الأمني"، لافتا إلى أنهم طالبوا ولو بالكشف عن مكان احتجازه وفي حال ثبتت عليه أي تهمة فليقدم لمحاكمة علنية وعادلة والجميع مع القانون.
ولفت إلى أنهم علموا لاحقا أن الشيخ الحسني معتقل لدى معسكر القوات الإماراتية، متسائلا: "هل جاءت الإمارات لبلادنا لغرض دعم المقاومة الشعبية والشرعية أم أنها جاءت لكي تقوم بفتح السجون للأبرياء وتقوم بإخفاءهم كما حدث مع عادل الحسني؟"، مضيفا: "هل الحسني لا يزال حي أم ميت؟، وهل ما يزال في اليمن أم أنه تم نقله للخارج؟".
وأشار إلى أن قوات الحزام الأمني تحاول إعادة الزمن لفترة السبعينات التي شهدت اعتقالات بحق فئة معينة من الجنوبيين جعلتهم يفرون باتجاه المحافظات الشمالية.
وأكد محمد الحسني، أحد أقارب المعتقل عادل الحسني، أن أبناء أبين وقبائل دثينة والمديريات الوسطى لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وسيكون هناك رد قوي خلال اليومين القادمين.
