تمكنت إيران من تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، بالرغم من حظر وصول السلاح إلى اليمن بموجب قرار مجلس الأمن 2216، والقرار الدولي (2231)-2015م الذي أقر استمرار حظر إرسال إيران للسلاح بعد الاتفاق النووي.
وجدت إيران في الحالة السياسية بسلطنة عُمان الكثير مما يمكن تحويله إلى نقطه عبور برية لإيصال السلاح إلى الحوثيين.
لوبي إيراني
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة مخابراتية فرنسية تدعى "أنتلجنس أون لاين" في سبتمبر/ أيلول تقريراً عن وجود "لوبي إيراني" في مسقط، إلى جانب تحويل محافظة ظفار على الحدود اليمنية إلى مكانٍ لتهريب الأسلحة إلى اليمن.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين محليين في ظفار (التي دخلت مؤخراً في سلطنة بعد ثورات عديدة)، يملكون علاقات ممتازة مع إيران، "وأحد أولئك الذين يميلون إلى توثيق التنسيق مع إيران، هو الجنرال سلطان بن محمد النعماني، وزير مكتب قصر السلطان.
وادعت الصحيفة أن النعماني ينتمي إلى إحدى أبرز الأسر العُمانية، يشرف بشكل رسمي على جهاز أمن الدولة، وهو جهاز المخابرات الداخلية العمانية"، وتمر تلك الشبكة بشكل سهل عبر الحدود اليمنية - العمانية لتصل إلى يد الحوثيين متبعة خط (المهرة - حضرموت – شبوة ثم البيضاء حتى صعدة).
ظفار مركز تهريب الأسلحة
محافظ مأرب الشيخ سلطان العرادة كشف مؤخرا، عن ضبط أسلحة على متن ثلاث شاحنات تحمل لوحات معدنية عُمانية، في حين تحدثت صحيفة الوطن السعودية في تقرير لها عن أسلحة تمر عبر دولة شقيقة إلى الحوثيين، دون ذكر اسمها.
"أنتلجنس أون لاين" الفرنسية، تعتقد أن تقديرات متطابقة تؤمن أن مطار صلالة، المدينة الرئيسة في محافظة ظفار، والجزر الصغيرة في المنطقة، تشكل طرق وأماكن تخزين للعتاد العسكري الإيراني المتجه إلى المتمردين الحوثيين، ذلك أن مسقط لا تسيطر بشكل كامل على هذه المنطقة، التي كانت دائما مترددة في الخضوع للسلطة المركزية.-كما تقول الصحيفة.
وأضافت: "بحجة الدبلوماسية الإقليمية والحياد العُمَاني، وجهت السلطنة الدعوة لقادة الحوثيين بشكل منتظم منذ أن فشلت المحادثات في الكويت في 31 يوليو".
وقالت الصحيفة المقربة من المخابرات الفرنسية في تقريرها: "وخصصت لهم وزارة الخارجية برئاسة الذراع الأيمن للسلطان قابوس، يوسف بن علوي بن عبد الله، إقامة فاخرة في فندق "البستان" بالقرب من الأجنحة المخصصة لوفد حليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، عدو الرياض الرئيس".
وكان الوفد اليمني الذي شارك في المحادثات الكويت، قبل فترة قصيرة، غير قادر على الطيران من العاصمة العمانية إلى صنعاء على متن طائرة استأجرتها السلطنة.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول: "وقد حاولت السلطات السعودية، التي بدأت مؤخرا تراقب المجال الجوي اليمني، الإصرار على أن الطائرة ستتعرض للتفتيش والتحقيق في هويات ركابها ما إن تحطَ في مطار سعودي، غير أن المتمردين الحوثيين والسلطات العمانية رفضوا الاستجابة للطلب".
بداية سبتمبر الحالي قالت صحيفة إيران إن وزير الداخلية العُماني حمود بن فيصل البوسعيدي و وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وقعا اتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين في ختام مباحثات أمنية تتعلق بتطورات المنطقة، في ظل ارتفاع غضب دول الخليج من التدخلات الإيرانية في شئون المنطقة وزيادة تهديداتها.
وأضافت الصحيفة الإيرانية أن البوسعيدي قال "إن العلاقات بين إيران وسلطنة عمان في مستوى ممتاز، ونحن نعتقد أنه يجب العمل على أن توسيع العلاقات الثنائية في كافة المجالات أكثر وأكثر"، مشيراً إلى أن السلطان قابوس بن سعيد يؤكد عدم وجود أي مانع يعيق توسيع نطاق العلاقات بين طهران ومسقط.
التهريب عبر البحر الأحمر
استطاعت إيران استخدام شبكة تهريب كبيرة، كان يملكها علي عبدالله صالح للتهريب عبر البحر الأحمر للأسلحة القادمة من "أمريكا اللاتينية"، فارس مناع محافظ صعدة المعيَّن من قبل الحوثيين بين عامَي (2012 - 2014) والمشمول بعقوبات أممية لتهريب الأسلحة إلى الصومال، كان أحد الأسماء التي ذكرها تحقيق لرويترز عن القضاء البرازيلي حول قضية شحنة أسلحة ودخول الدولة اللاتينية بوثائق مزورة.
حزب الله اللبناني
في يناير 2016 أفادت تقارير صادرة من أجهزة أمنية واستخباراتية غربية أن عددا من المنتمين إلى جماعات إيرانية وأخرى تنتمي إلى حزب الله اللبناني مشتبه بارتباطها بالإرهاب، يقومون بالتنقل بحرية في الولايات المتحدة ودول أميركا الجنوبية، بواسطة جوازات سفر من دول لاتينية مثل فنزويلا والإكوادور بمساعدة «تقنية كوبية». وأكد هذا الاتجاه أنتوني داكين، وزير الداخلية الفنزويلي السابق والموجود حاليا في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن فنزويلا أصبحت مركزا لمنح جوازات السفر لجماعات إيرانية وأفراد من حزب الله، بهدف تسهيل تنقلاتهم بحرية في أوروبا والعالم. وأشار بإصبع الاتهام إلى دور لعبه وزير الداخلية الفنزويلي ذو الأصول السورية، طارق العيسمي، لحصول كثير من الشرق أوسطيين على جوازات سفر فنزويلية، ما أسهم في خلق شبكات للتهريب وغسيل الأموال.
وفي أغسطس الماضي نشر معهد واشنطن مقابلة مع المسؤول السابق في وزارة الخزانة الأمريكية والخبير في شؤون حزب الله اللبناني، ماثيو ليفيت، الذي أكد أن: "للحزب جذور مترسّخة في المنطقة (أمريكا اللاتينية) بشكل عام وفي البرازيل بشكل خاص، وقد يستخدمها لدعم عملية ما، إذا ما تلقى تعليمات بذلك. كما أن مجرمين فرديين مرتبطين بهذه الشبكات، قد يستخدمون صلاتهم أيضا لدعم عملية ما".
في 2012م نشرت صحيفة "أو غلوبو" البرزايلية خبراً يفيد أن الحزب نسج علاقات مع أخطر عصابة في البرازيل، وساعدها في الحصول على أسلحة في سوق السلاح الدولية، مقابل أن تؤمن له التنقل في المنطقة البرية الحدود بين الباراغواي والبرازيل والأرجنتين. وكشف الموقع الأرجنتيني الشهير "infobae"، نقلاً عن مصادر في الاستخبارات الفرنسية، معلومات تفيد أن الحزب منخرط بالاتجار بالمخدرات والأسلحة وغسيل الأموال وأن منطقة الحدود الثلاثية تمثل "العاصمة التي تدر أرباحاً كبيرة يرسل منها عشرة ملايين دولارات سنوياً إلى لبنان وحده، كما يوسع من نشاطاته بشكل متعاظم في المنطقة، ويعمل على تهريب كميات ضخمة من البرامج المقرصنة من هونغ كونغ، مضيفةً أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو هو الشريك الاستراتيجي لـ"حزب الله" بعد أن رسخ الرئيس السابق هوغو شافيز العلاقات مع "حزب الله" وإيران.
هذه المعلومات تشير إلى شبكة معقدة نسجها حزب الله منذ الثمانينات ليتجنب الاتهامات بتهريب الأسلحة والمخدرات والاتجار بها، وتكشف -أيضاً- أن علاقة هؤلاء القيادات بالحزب بقيادات أخرين أتهموا بدعم وتهريب تقنيات وبرامج وأسلحة أيضاً للحوثيين في اليمن بعد ابريل/نيسان 2015م (بعد صدور قرار مجلس الأمن بحظر وصول السلاح للجماعة).