[ محافظ البيضاء في زيارة أحد معسكرات الجيش الوطني - ارشيفيه ]
أكد قائد اللواء 117 بأن تحرير محافظة البيضاء أبرز الأولويات التي يستعد اللواء لتنفيذها قريباً.
جاء ذلك في زيارة لمحافظ المحافظة للواء، ومع وصول ثلاث كتائب من الجيش الوطني إلى المحافظة، بتوجيهات رئاسية.
ويأمل أبناء المحافظة بالحصول على الدعم العسكري اللازم، لتحرير المحافظة من سطوة الانقلابيين، وإنها كابوس ظل جاثما على صدورهم قرابة العامين.
ويرى مراقبون أن فتح جبهة البيضاء رسميا من قبل القوات الحكومية يأتي في سياق تطويق العاصمة، وتضييق الخناق على الانقلابيين عبر قطع أهم شريان تهريب للأسلحة.
تأتي هذه الأنباء وسط معارك عنيفة تشهدها جبهات صرواح، نهم، والجوف، والتي تمثل المحيط الجغرافي للعاصمة صنعاء، معقل الانقلابيين.
وتشهد محافظة البيضاء حربا منذ عامين، شنتها مليشيات الحوثي والمخلوع على المحافظة، عقب انقلابها على الدولة والاستئثار بأسلحتها، في حروب عبثية طالت كافة المدن اليمنية.
ولأنها لعبت دورا مهما في إنهاء الحكم الإمامي، وفي كسر حصار السبعين الذي فرضه الملكيون، كانت المحافظة من أولويات الإماميين الجدد لإخمادها والسيطرة عليها.
كما تكمن أهميتها في موقعها الاستراتيجي المحاذي لمأرب ومحافظات أخرى شمالا، والمتاخم لأربع محافظات جنوبية، الأمر الذي جعلها منطلقا لمغامرات الانقلابيين صوب الجنوب، وممرا مهما لتهريب الأسلحة والمشتقات النفطية.
ورغم شحة الدعم، وتواري هذه الجبهة عن الإعلام وعدسات الكاميرات، إلا أنها أذاقت الانقلابيين خسائر فادحة في العتاد والأفراد، ولطالما شكلت لهم بؤرة استنزاف حادة وكابوسا حقيقيا.
ويرى مراقبون أن المحافظة- ورغم ما تقوم به- إلا أنها لا تحظى بالدعم اللازم، حيث ذهب البعض لتسميتها بالجبهة المنسية، خصوصا مع بقائها غالبا خارج إطار الاهتمام الإعلامي للحكومة الشرعية.
أطول مدة حرب
معارك محافظة البيضاء هي أطول حرب تخوضها مليشيات الحوثي المخلوع، والأكثر استنزافا لمليشياتهم على مستوى محافظات الجمهورية .
"ناصر علي" كاتب صحفي يقول: منذ ما يقارب العامين والمليشيات تخوض حربا مفتوحة ضد أبناء البيضاء، بدءا بجبهات القتال في مديريات قيفة رداع، وامتدادا إلى جبهات مديريات ذي ناعم، الزاهر، السوادية والصومعة وغيرها.
وأضاف "ناصر" في مداخلة مع "الموقع بوست" : أدركت قيادة المليشيا أهمية موقع المحافظة منذ اللحظة الأولى، حيث تربط محافظة البيضاء حدودا مع ثمان محافظات 4 منها محافظات جنوبية ( أبين _ لحج _ شبوة_ الضالع ) بالإضافة إلى أربع محافظات شمالية( ذمار _ صنعاء _ مأرب _ إب )، فكانت الوجهة الأولى لهم بعد سقوط العاصمة صنعاء، لتأمين خطوط الأمداد ومهاجمة المحافظات الجنوبية وتهديد محافظة مأرب ، وهو ما لم تدركه الحكومة الشرعية وقيادة الجيش الوطني للأسف الشديد.
وتابع: رغم حجم الخسائر في الأرواح والعتاد العسكرية التي منيت بها المليشيا، إلا أنها تستميت في سبيل البقاء فيها، كونها مركز لتجمع مقاتليها ونقطة انطلاق لهم للعديد من الجبهات المفتوحة في محافظات جنوبية وشمالية .
وأردف: تعتبر البيضاء أول محافظة تتصدى للمليشيات، وترفع السلاح في وجه الحوثيين وحليفهم صالح، وهم في عز قوتهم وفي قمة مجدهم؛ كما تعد النوة الأولى للمقاومة الشعبية التي تشكلت فيما بعد.
بعيدا عن الأضواء والكاميرات
ويتابع الصحفي المتخصص في جبهة البيضاء "ناصر علي": يقاتل رجال المقاومة الشعبية في محافظة البيضاء بصمت بعيدا عن الأضواء وعن عدسات الكاميرا وأقلام الصحفيين بإمكانيات بسيطة وأسلحة شخصية، ويكبدون المليشيات خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد،حتى بات يطلق عليها "الثقب الأسود".
وأضاف بالقول: لقد كشفت وثائق سرية ومراسلات حصلت عليها المقاومة الشعبية في جهاز لابتوب وجهاز تلفون لقيادي حوثي كبير قتلته المقاومة في كمين لها بمديرية ذي ناعم، كشفت حجم المعاناة التي تواجهها المليشيات بالمحافظة، والضربات الموجعة التي تتلقها من رجال المقاومة، كما كشفت حجم القلق والتوتر لدى قادة المليشيا جراء الخسائر المهولة والغير متوقعة.
واستطرد: لطالما شكلت البيضاء "كابوسا مرعبا" بالنسبة للانقلابيين، في ظل الاستنزاف اليومي لها من قبل رجال المقاومة الشعبية، الذين تنوعت أساليبهم وتعددت وسائلهم القتالية بين الكمائن والاقتحامات المفاجئة، والهجمات المباشرة.
الأهمية التاريخية والاستراتيجية
بعد إسقاط العاصمة، وضعت المليشيات 3 جبهات في صدارة أهدافها، وهي السيطرة على محافظات مأرب البيضاء وتعز، لأن المكون الاجتماعي والقبلي لهذه المناطق يمثل خصما تاريخيا لمشاريع الحكم القادمة من شمال الشمال.
وقال الكاتب الصحفي "عصام السفياني": لقد تم إسقاط البيضاء بصورة سريعة، وكان للمخلوع صالح وأعضاء حزبه المنتمين للمحافظة دور رئيسي في تسليمها للمليشيات الحوثية، إضافة إلى عدم وجود بنية تنظيمية جاهزة للمقاومة هناك، كما هو الحال في مأرب وتعز.
وأضاف "السفياني" في حديث للموقع بوست: كانت البيضاء تمثل أحد الأذرع القوية التي هدمت عرش الملكية الإمامية، كما كانت خاضرة بقوة في كسر حصار السبعين، الأمر الذي جعلها خصما لدودا للمشروع الانقلابي الإمامي.
وتابع: يعتمد المخلوع صالح وذراعه الأمني على البيضاء كشريان شرقي لعبور شحنات التهريب للسلاح والوقود والذخيرة، القادمة من وراء البحار إلى سواحل شبوة وحضرموت، لذا يستميت الانقلابيون في البقاء في بيحان شبوة منفذ العبور إلى البيضاء ومنها إلى العاصمة ومناطق الشمال.
وأردف: يمثل إعلان الجيش الوطني والتحالف العربي فتح جبهة البيضاء ووصول أول دفعة لقوات الجيش الوطني إلى أطراف البيضاء مؤشرا على جاهزية الشرعية ووحداتها العسكرية وقدرتها على توزيع الملاك البشري للجيش الوطني في جبهات جديدة، رغم استعار المعارك في صرواح مأرب ونهم صنعاء، وجبهات الجوف المختلفة، في حين يقابل ذلك استنفار من قبل الانقلابيين وتحشيد يكشف عن تراجع في رفد الجبهات بالمقاتلين .
واستطرد: سيكون لعملية تحرير البيضاء انعكاسات كبيرة، ستعمل على تغيير المعادلة على الأرض، لأن تحريرها.