[ سيول الأمطار في اليمن ]
توفي طفل ومواطن، غرقا بسيول الأمطار التي شهدتها محافظة إب وسط اليمن، مساء اليوم الثلاثاء، بعد يوم من وفاة أسرة كاملة بعد أن جرفتها سيول الأمطار بالمحافظة.
محافظة إب المطيرة، تتكرر فيها حوادث المآسي والغرق بشكل متكرر وسنوي في ظل غياب أي دور رسمي للجهات المعنية لتفادي تلك الحوادث الأليمة.
وبمجرد أن يبدأ موسم الأمطار تسمع سلسلة من الحوادث اليومية المتعلقة بالغرق في مختلف مديريات المحافظة، في ظل جهود شعبية تنجح في بعض الأحيان من إنقاذ مواطنين من موت محقق، في الوقت الذي تبقى السلطات متفرجة وأحيانا تطل بوعود تهدف للإستهلاك اليومي ولا تنفذ منها شي.
مساء اليوم الثلاثاء، شهدت مدينة إب عاصمة المحافظة حوادث عدة بينها وفاة طفل ومواطن، بحادثين منفصلين، فيما جرفت السيول سيارتين على الأقل في حصيلة أولية لضحايا السيول بالمحافظة، في الوقت الذي لم تعلق فيه السلطات المحلية على السيول حتى اللحظة.
شهود عيان أفادوا بوفاة طفل بصعق كهربائي، أثناء عمله بجمع علب "البلاستيك" في حارة الرشيد بمنطقة السبل غرب مدينة إب، في الوقت الذي كان يقوم بمهمة تجميع علب البلاستيك مع والدته وعدد من أفراد أسرته لبيعها لتوفير حاجاتهم اليومية، في ظل تردي الأوضاع المعيشية في البلاد.
الطفل الذي جرفته السيول بحسب الشهود، أراد أن يتشبث بعمود الكهرباء غير أن صعقة كهربائية أودت بحياته، ليتمكن مواطنون من انتشال جثمانه وقد فارق الحياة على الفور.
منظر والدة الطفل وهي تنظف فم طفلها مما علق به من الطين، كان قاسيا ومؤلما وهي تبكيه في مشهد يكشف الوضع الذي يكابده أبناء المحافظة نتيجة انهيار الأوضاع المعيشية، حيث كان في مهمة تجميع علب البلاستيك، بالتزامن مع غياب أي دور رقابي لمحطات الكهرباء التجارية التي تقوم بعمل تمديد أسلاكها بشكل مكشوف ودون أي رقابة أو ضمير لدى القائمين عليها.
وفي حادثة أخرى، جرفت السيول سيارة مواطن بالقرب من مدرسة المجد، بأحد شوارع مدينة إب، حيث لم يعرف مصير السائق الذي يرجح وفاته، غير أن جثمانه لم يتم العثور عليها حتى اللحظة.
وفي حادثة ثالثة جرفت السيول سيارة نوع "باص" خلف مستشفى البدر بمدينة إب، في مشهد بات متكررا ويجلب مآسي وحوادث مؤلمة على أبناء المحافظة.
ويوم أمس الأول، نجح سائق سيارة بإنقاذ أرواح مواطنين كانوا على متن سيارة "باص" في شارع الجامعة، حيث اعترضت سيارة صالون سيارة الباص بعد أن جرفها السيل وكاد أن يجرف من كان على متنها، في مشهد بطولي نال استحسان المواطنين.
قبل ثلاثة أيام، توفيت أسرة يمنية غرقا، بسيول الأمطار التي شهدتها منطقة ميتم جنوب شرق مدينة إب، حيث جرفت السيول أسرة مكونة من أربعة أشخاص تابعة لمواطن يدعى "صالح القمادي".
وتأتي الحادثة الأخيرة، بعد أيام من وفاة وإصابة سبعة أشخاص في مديرية حبيش شمال إب، جراء تهدم منزلهم إثر هطول أمطار غزيرة على المحافظة.
خلال العام الماضي، شهدت محافظة إب سلسلة من الحوادث المأسآوية والفاجعة، ولعل أشهرها إنقاذ الشاب عبدالمجيد الفخري لأسرته بشكل كامل من موت محقق بعد أن داهمت السيول منزلهم في مدينة جبلة جنوب غرب مدينة إب، وجرف السيول لشابين أنقذا طفلين من موت محقق بعد أن جرفتهما السيول في بيت القدسي بمدينة إب عاصمة المحافظة.
وشهدت محافظة إب، قرابة وفاة وإصابة 50 شخصا بينهم نساء وأطفال بحوادث متعلقة بالغرف والصواعق الكهربائية وتهدم منازل وكلها حوادث مرتبطة بالأمطارـ وفقا لإحصاءات محلية غير رسمية.
وأثارت حوادث الغرق وغمر الشوارع بسيول الأمطار، ردود فعل واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي، تعبيرا عن الغضب والإستياء من غياب الأدوار الرسمية التي يمكن أن تنقذ أرواح المواطنين الذين يتعرضون لمخاطر وكوارث السيول بشكل متكرر ودائم.
الناشط صادق الجبري كتب معلقا: "حوادث تتكرر كل عام في موسم الامطار ولا سلطة محلية فكرت توجد حلول لتفادي مثل هذه الكوارث".
الإعلامي إبراهيم عسقين نشر مقطع فيديو كتب عليه بالقول: "السيول تجرف سيارة اليوم الساعة 12.49 وبداخلها السائق بالقرب من مدرسة المجد في منطقة السبل..".
الإعلامي محمد مزاحم نشر هو الآخر مقطع فيديو موضحا عليه بالقول: "صعقة كهربائية حولت هذا الطفل إلى جثة هامدة أثناء هطول الامطار اليوم بمدينة إب.. الطفل يعمل بجمع العلب الفارغة.. حاول أن يستكن بٳحدى الكنان وقت هطول الأمطار فصعقه سلك كهربائي وتوفي فورا.. والصورة بعد وصول والدته إليه".
الصحفي أحمد الصباحي نشر مقطع فيديو يوثق سحب السيول لسيارة مواطن قائلا: الأمطار اليوم في إب كانت فوق المعتاد وهناك ضحايا بشرية ومادية نسأل أن يلطف بعباده.
أما المهندس عبدالرحمن السمة أحد إداري أشغال إب كتب معلقا: "ردود الفعل تجاه ما احدثته سيول الأمطار في مدينة إب اليوم فالفيسبوك كله انتقادات ومطالبات للسلطة المحلية في المحافظة بالحلول الفورية"، متطرقا لما قال إنه "شرح مختصر ومبسط للتوضيح فقط ليس دفاعا عن س او ص من المسئولين".
وأضاف: "أمطار غزيرة على مدينة إب أنتجت سيول كبيرة جرفت ما بداخل الشوارع الترابية المحيطة بمركز المدينة إلى داخل الشوارع المرصوفة والإسفلتية.. كل المياه تتدفق إلى داخل السوائل الطبيعية اما بشكل مباشر او مرورا بشوارع المدينة المفتقرة اغلبها إلى قنوات صرف سطحية او سفلية لتصريف مياه الأمطار، وان وجدت قنوات الصرف فبالتأكيد ستغلق بالمخلفات والاتربة كون معظم الشوارع المحيطة بالشوارع المعبدة ترابية".
وأوضح السمة، أن الشوارع الترابية التي هي نفسها بحاجة إلى رصف خرساني او أسفلتي بعد تنفيذ تمديدات الخدمات الرئيسية فيها ومنها شبكات الصرف".
ولفت إلى أن مدينة إب تأسست ونمت وتوسعت عبر عقود من الزمن بشكل عشوائي وغير مدروس، مشيرا إلى أن حل هذه المعضلة بشكل نهائي بحاجة إلى دراسة وضع المدينة وتوسعها وحصر كافة المشاكل وبالتالي عمل خطة مدروسة بدقة وبشكل مفصل وشامل لكافة الجوانب مع الاخذ بالاعتبار ثلاثين سنة تالية ومن ثم تنفيذها على أرض الواقع، وهذا كله بالتأكيد بحاجة الى مبالغ مالية كبيرة جدا.
وحلص المهندس السمة للقول "هذه إب وهذه بنيتها التحتية عبر عقود من الزمن والى يومنا هذا"، في إشارة ضمنية لمسلسل أخطاء متراكمة منذ عقود ولا تزال مستمرة حتى اليوم.
أما الناشط محمد العريفي فنشر مقطع فيديو معلقا عليه بالقول: "فيديو يظهر تدفق مجرى السيول جارفة وتسحب معها سيارات المواطنين في محافظة إب اليمنية".
العريفي أعاد مقطع فيديو آخر معلقا عليه بقوله: "كوراث فيضانات الأمطار الغزيرة بمحافظة اب اليمنية منطقة المعاين على خط إب - صنعاء والسيول الجارفة تسحب سيارات المواطنين..".