وصل رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر جمهورية مصر أمس الأول في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام، وفقا للإعلان الرسمي عن الزيارة التي تعد الأولى منذ تعيين بد دغر رئيسا للحكومة.

وتأتي الزيارة بعد سلسلة تحركات قام بها بن دغر مؤخرا بعد عودته من العاصمة المؤقتة عدن، حيث زار كلاً من العاصمة الإماراتية أبوظبي، اضافة إلى تواجده الدائم في العاصمة السعودية الرياض.

وتعد مصر والإمارات من أهم الدول المشاركة في التحالف العربي، لإعادة الشرعية في اليمن إلى جانب المملكة العربية السعودية التي تقود هذا التحالف منذ نحو عامين.

وتربط اليمن بدولة مصر، علاقات استراتيجية كون مضيق باب المندب ممر الطاقة الدولي المهم، يربط بين المحيط الهندي وخليج عدن من ناحية، والبحر الأحمر وقناة السويس الاستراتيجية لمصر من جهة أخرى.

ردم الهوّة

ويرى المحلل السياسي محمد الغابري، أن زيارة رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر لمصر وقبلها الإمارات، تتيح لليمن الفرصة لبيان موقف الحكومة الشرعية من بعض القضايا التي تحفظت عليها البلدين، خاصة حزب" التجمع اليمني للإصلاح" الذي يواجه بعدم قبول من قِبل النظامين، وهو ما أعاق بشكل أو بآخر مسيرة استعادة الدولة اليمنية.

ولفت في تصريحه لـ(الموقع بوست) أن الحكومة الشرعية تسعى للتوصل إلى تفاهم مع الإمارات البلد الثاني في التحالف العربي، والذي يسعى للسيطرة على المحافظات الجنوبية وبلورة مشروع انفصالي.

وأوضح الغباري أن توقيت زيارة بن دغر للإمارات، تشير إلى رغبة الحكومة في إقناعها بالعمل معا لإرساء الاستقرار في عدن ومحيطها، فتحرير صنعاء لو تم مع بقاء الحالة في عدن ومحيطها مضطرب، قد يشكل خطرا على الشرعية وتكريس الانقسام شمال جنوب.

الدور المصري الفاعل

من جهته قال الناشط السياسي مانع المطري، إن زيارة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر إلى جمهورية مصر العربية للقاء المسئولين المصريين، تكتسب أهمية استراتيجية، نظرا للتوقيت ولظروف المرحلة الراهنة.

موضحا لـ( الموقع بوست) أنها تعكس عمق العلاقة الاستراتيجية بين مصر واليمن، فالأولىآ  عضو في دول التحالف العربي الداعم للحكومة الشرعية في البلاد.

لافتا إلى أن مصر تحاول أن تقوم بدورها المطلوب، في حماية الامن القومي العربي، في مواجهة التدخلات الإقليمية والإيرانية على وجهه الخصوص في شئون الدول العربية.

كما يرى المطري أن هذه الزيارة منتظر منها أن تفتح آفاق التعاون بين الحكومتين في مجالات واسعة، كمساعدة الحكومة اليمنية بإعادة بناء مؤسسات الدولة، التي عملت المليشيا الانقلابية على تجريف الجهاز الإداري فيها، وكذلك التعاون في مجال تدريب القوات المسلحة والأمن.

وأكد الناشط السياسي في ختام حديثه، أن موقف مصر الداعم لليمن اليوم، في معركته ضد المليشيا الانقلابية التي تحاول إعادة النظام الامامي، وتقوض الجمهورية بعد نصف قرن من الثورة، موقفا ليس بجديد كونها دعمت ثورة 26 سبتمبر 1962 ضد النظام الإمامي.

ترتيب حزب المؤتمر

وبحسب مراقبون فإن زيارة بن دغر لمصر قد تتطرق إلى عملية إعادة ترتيب حزب المؤتمر الشعبي العام الموالي للشرعية، وسحب البساط عن المخلوع صالح الذي يتزعم حزب المؤتمر في الداخل، ودخل مؤخرا في تحالف معلن مع جماعة الحوثي، عبر تشكيل مجلس سياسي مشترك لإدارة البلاد.

وتقول المصادر أن هذا الترتيب سيكون أحد أجندة زيارة بن دغر للقاهرة، وستبحث في استضافة مصر للقاء موسع لقيادات حزب المؤتمر سينهي هيمنة صالح على الحزب.

وكانت صحيفة" الشرق الأوسط" كشفت في العاشر من آذار/مارس الماضي، عن معلومات تفيد بأن السلطات المصرية وافقت على انعقاد اللقاء الموسع على الأراضي المصرية، لكن المصادر لم تعلن موعدًا محددًا لانعقاد اللقاء، الذي تجري التحضيرات له بواسطة لجنة خاصة، من خلال سلسلة لقاءات.

وقال الشيخ سعود سعيد اليوسفي، نائب رئيس فرع حزب المؤتمر الشعبي العام في محافظة مأرب للصحيفة، بأن الملتقى سيقف أمام تشكيل أو انتخاب قيادة جديدة للحزب، والتأكيد على أن القيادة، التي ستنتخب، هي التي ستمثل حزب المؤتمر الشعبي «على كل المستويات الداخلية والخارجية».

وكشف اليوسفي في تصريحه عن اتصالات تجري على نطاق واسع بين قيادات حزب المؤتمر في اللجنة الدائمة (اللجنة المركزية)، والقيادات التنفيذية المؤيدين للشرعية والمناوئين للانقلاب، وإلى أن التحضيرات أصبحت في مرحلة الإعداد لتوجيه الدعوات من قبل قيادة الحزب المكلفة، ممثلة في الدكتور أحمد عبيد بن دغر النائب الأول لرئيس الحزب، قبل أن يتم تعيينه رئيسا للوزراء.