شهد الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة العربية السعودية، تصعيدا غير مسبوق، من قبل القوات الشرعية والتحالف العربي من جهة، ومليشيا الحوثي وصالح الانقلابية من جهة أخرى.
 
تزامن التصعيد مع تعثر مشاورات السلام اليمنية المنعقدة في الكويت ووصولها إلى طريق مسدود، على الرغم من الضغوط الدولية الكبيرة لإنجاحها.
 
وبحسب مراقبين فإن ما يجري على الحدود، يؤكد أن خيار القوة هو ما سيغير المشهد على الأرض، وكذا فشل المفاوضات الخلفية بين السعودية ومليشيا الحوثي.
 
وفي وقت سابق هدد المتحدث باسم المليشيا، ورئيس وفد الانقلابيين المشارك في المشاورات محمد عبدالسلام، المملكة العربية السعودية، بالتقدم إلى ما بعد محافظة "جيزان"، في حال حدث أي تصعيد عسكري.
 
ورقة ضغط
 
في السياق قال المحلل السياسي سمير الصلاحي، إن المليشيا سارعت للتصعيد على الأرض، ودفعت بكل قوتها العسكرية على الحدود السعودية، بسبب انهيار المشاورات وقناعة المجتمع الدولي ودول التحالف العربي والقيادة السياسية اليمنية، بعدم جدوى استمرار المشاورات، وضرورة الحسم العسكري.
 
 وأوضح لـ(الموقع بوست) أن التصعيد الذي قامت به المليشيا، هو محاولة لتغيير المعطيات، ليعطي ذلك مؤشرا لدول التحالف العربي، أن الميليشيا ما تزال تملك بعض الأوراق العسكرية، وبإمكانها إقلاق الأمن والسكينة على الحدود، وبالتالي لا بد من التحاور معها، لافتا إلى أن ذلك لن يحدث.
 
 وأكد "الصلاحي" أن دول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، تدرك جيدا أن الميليشيا لا تملك قرارها، وأنها مرتهنة كليا لإيران، ولا تنفذ إلا أجندتها، وهذا يجعل منها " سرطان ينتشر في الجسد اليمني، ولابد من التخلص منه".
 
"حرض" البركان النائم
 
يوم الخميس 21 يوليو/تموز، أطلق الجيش اليمني عملية تحرير" حرض" الواقعة في محافظة حجة الحدودية مع المملكة العربية السعودية، وتمكن الجيش والتحالف العربي من السيطرة على مواقع عدة أبرزها" جمرك حرض القديم".
 
ويقول المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي علي الذهب، إن المليشيا الانقلابية لا تعول على جبهة "حرض" فهي مناطق تقرب من العمق السعودي، ولديهم البديل المتمثل بالمناطق الحدودية التابعة لمعقل الحوثيين (صعدة)، لا فتا إلى أن تلك المناطق محصنة، ولديهم فيها ملاجئ ومخابئ أعدوها خلال الحروب الستة التي قامت بها الحكومة اليمنية ضدهم آنذاك، ويجيدون التعامل معها بمرونة كبيرة اعتمادا على خبرتهم بها.
 
وأشار في حديثه مع (الموقع بوست) إلى أن المليشيا تعاني من نقص حاد في المقاتلين من ذوي الخبرة، في جبهة "حرض"، ومعظم المقاتلين من الملتحقين الجدد بصفوفهم، مع بعض منتسبي الجيش السابق.
 
وأوضح "الذهب" أنه في حال حصول تقدم باتجاه محافظة الحديدة، ستتسع الجبهة، وتقل فاعلية أدائهم، مما يضاعف عجزهم، خاصة مع انعدام أي إسناد جوي.
 
وفي حال تطورت العمليات العسكرية واتسعت وتعددت جبهاتها، ستتغير مسارات الحرب، وقد ينفجر الوضع في وجوه المليشيا في "حاشد" بالعاصمة صنعاء، ومناطق الوسط في البلاد. حسب الخبير الاستراتيجي.
 
وهو يعتقد أن جبهة الجوف، سوف تتطور لتخترق مناطق حرف سفيان، سكون التحول كبيرا في سير المعارك على الأرض، مستدركا بالقول "لكن يظل العمل على الأرض في صدارة أي توجه، وهو ما يحكم ويفرض ويملي الشروط".
 
جغرافيا
 
 وفي معرض حديثه قال المحلل العسكري "الذهب"، إن جبهة حرض غاية في الأهمية، كونها توفر منطقة عازلة بين القوات السعودية المتمركزة داخل الحدود السعودية، ومناطق وجود مليشيا الحوثي وصالح، وكذا المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني داخل الأراضي اليمنية.
 
وأضاف أن "حرض" تعد أسهل طريق للشرعية للتمدد على طول المناطق المواجهة للبحر الأحمر، وصولا إلى محافظة الحديدة، في حال أخذت أعمال القتال توسعا أكثر، وذلك سيقلص من فرص حصول المليشيا على أسلحة عن طريق التهريب عبر الشريط الساحلي الطويل لليمن.
 
يذكر أن مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية وخلال الثلاث الأيام الماضية، أطلقت ثلاثة صواريخ باليستية، باتجاه الأراضي السعودية، لكن الدفاعات السعودية تصدت لها.