قال مدير مكتب قناة الجزيرة في قطاع غزة، وائل الدحدوح: "لا شيء أصعب من آلام الفقد، وعندما تتجرع هذه الآلام مرة تلو المرة، تكون الأمور أصعب وأشد، لكن ماذا عسانا أن نقول؟ حسبنا الله ونعم الوكيل"، وذلك عقب استشهاد نجله حمزة بقصف من الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، جنوب قطاع غزة.
وأضاف الدحدوح: "ليس أصعب من آلام الفقد، فكيف إن كان الفقد يتعلق بالولد البكر، حمزة كان كلي، روح الروح"، مردفا بأن "هذه دموع الحزن والفراق وليست دموع الخوف والجزع؛ هي دموع الإنسانية التي تفرقنا عن أعدائنا، نرجو أن يرضى الله عنا ويكتبنا مع الصابرين".
وقال وائل الدحدوح: "ماضون رغم الحزن والفقد، باقون على العهد في هذا الطريق الذي اخترناه طواعية وسقيناه بالدماء"، مشيرا إلى أن "هذا الحال هو واقع الفلسطينيين الذين يودعون أحبابهم الشهداء".
واستشهد الصحفيان مصطفى ثريا، وحمزة الدحدوح، الأحد، إثر صاروخ من طائرة من الاحتلال الإسرائيلي، استهدفت السيارة التي كانا يستقلانها قرب منطقة المواصي جنوب غرب قطاع غزة.
إلى ذلك، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن استشهاد الصحفيين حمزة وائل الدحدوح ومصطفى ثريا، يرفع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 109 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، داعيا كل الاتحادات الصحفية والهيئات الإعلامية والحقوقية والقانونية إلى إدانة هذه الجريمة والتنديد بتكرارها.
تجدر الإشارة إلى أن وائل، لم يترك ميدان المعركة أبدا، حتى بعد استشهاد عائلته، التي عرف خبرها وهو على الهواء مباشرة، فقال: "القصف الإسرائيلي استهدف عائلتي في منطقة تبعد عن شمال غزة الذي طلب جيش الاحتلال إخلاءه".
وقال الدحدوح، خلال حوار صحفي معه سابقا: "دور الأب مفقود في مهنة الصحافة.. فعندما يحتاجك أولادك يفتقدون وجودك، وهذا شيء مؤلم جدا"؛ ليقول بعدها بسنوات، في تصريح لقناة "الجزيرة" التي يشتغل فيها: "من الواضح أن مسلسل استهداف الأطفال والنساء والمدنيين مستمر، وكنت تحدثت عن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت كل المناطق، بما فيها منطقة النصيرات، وكانت تراودنا بعض الشكوك بأن الاحتلال الإسرائيلي لن يترك هؤلاء دون عقاب، ومع الأسف هذا الذي حدث، وهذه هي المنطقة التي قال عنها الاحتلال اللاأخلاقي إنها آمنة".
وأضاف وائل: "القصف الإسرائيلي استهدف عائلتي في منطقة بعيدة عن شمال غزة الذي طلب جيش الاحتلال إخلاءه" وقال: "ينتقمون منا بالأولاد، دموعنا دموع إنسانية وليست دموع جبن وانهيار، فليخسأ جيش الاحتلال".