[ رئيس الوزراء التونسي يلقي خطاب افتتاح المنتدى العالمي للصحافة في تونس ]
يجتمع مئات الصحافيين الذين قدموا من دول تمارس فيها أحيانا رقابة على الصحافة، على مدى ثلاثة أيام في تونس للتباحث في سبل إنتاج معلومة ذات جودة و"مفيدة للمواطن".
ويشارك في افتتاح التظاهرة التي تنظم لاوّل مرة في تونس، طلبة ومديرو مؤسسات إعلامية وأساتذة جامعيون ومدونون وجمعيات وهيئات جاؤوا من 30 دولة في منطقة المتوسط وأفريقيا وأوروبا الشمالية الفرنكفونية.
وتتناول النقاشات التي تستمر حتى السبت ضمن ورش عمل، استقلالية وسائل الاعلام العامة والتضليل الاعلامي والاليات الجديدة للصحافة وكيفية التثبت من المعلومات على الانترنت.
وأبدى أحد الصحافيين المصريين المشاركين استغرابه خلال نقاش، من طريقة حوار دار بين صحافي ورئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد يتعلق بالفساد، قائلا " كل شيئ مسموح عندكم كل الأسئلة مسموحة".
ويتابع رافضا الافصاح عن هويته "حقا نحن بعيدون عنكم (...) أخشى حقا على مستقبل الصحافة في بلدي، نحن بعيدون جدا عن حرية التعبير التي لديكم، كم أنتم محظوظون فعلا". وفي الاثناء يبدي زميل له مصري خشية من أن يستمع أحد للحديث.
وسجن في مصر العديد من الصحافيين ومعارضين علمانيين بارزين خلال ثورة يناير 2011 ويُنتقد نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي بصفة متواصلة من قبل منظمات حقوقية غير حكومية تعتبر أنه يتم قمع حرية التعبير في البلاد.
ويعتبر المحرر بجريد الاخبار المصرية الحكومية ابراهيم مصطفى أن المنتدى يشكل مناسبة لمقارنة مستويات الحرية من بلد الى آخر ويبين أنه "من الضروري أن نستمع لبعضنا البعض وأن نتعارف".
وتنعم تونس منذ ثورة 2011 بحرية التعبير التي لم تعرفها قط منذ الاستقلال سنة 1956 وفقا لمنظمات حقوقية.
ويقول الرئيس المدير العام لصحيفة "لابرس" الحكومية التونسية الناطقة باللغة الفرنسية، المنوبي المروكي إن المنتدى يسمح "بالنظر الى ما توصلنا اليه مقارنة بالاخرين بعد ثماني سنوات من الثورة".
-"اعادة الثقة"-
ويؤكد المروكي أنه "يجب معالجة مواضيع أخرى على غرار جودة المعلومة الموظفة في المواضيع التي تقدمها وسائل الاعلام وكذلك احترام القواعد المهنية والاخلاقية خاصة في الانتاج السمعي البصري"، مستنكرا في ذات الوقت الاستناد على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للخبر.
يُعقد هذا المنتدى بمبادرة من "جمعية الصحافة والمواطنة" الفرنسية التي تنظّم سنوياً "منتدى الصحافة في تور"وترغب في ان تنظم المنتدى سنويا في تونس.
ويقول رئيس الجمعيّة جيروم بوفييه إن الهدف هو "مناقشة ظروف إنتاج معلومة ذات جودة".
ويتداول تحت قبة مدينة الثقافة في العاصمة تونس المشاركون وضمن ورش باللغتين الفرنسية والعربية مواضيع تهم كيفية التثبت من المعلومة على الانترنت وأساليب وتقنيات الحماية الشخصية بالاضافة الى عمليات توظيف التكنولوجيا في معالجة المعلومة والحصول عليها مثل تقنية الطائرات دون طيار.
وفُتحت حلقات النقاش أمام الجمهور ما يمكن وفقا لمقدم البرامج التونسي بقناة فرانس 24 توفيق مجيد "من بناء ثقة بين الصحافي والمواطن والتي نادرا ما نراها".
وشكل الحدث مناسبة تجمع فيها صحافيون متخصصون في الصحافة الاستقصائية من ضفتي المتوسط للتعارف وتكوين شبكة ضرورية لمعالجة مواضيع تهم الطرفين.
كما يعمل عدد من الصحافيين والتقنيين على ابتكار أشكال صحافية جديدة بتوظيف تقنيات الواقع الافتراضي والبرمجيات المخصصة للمخاطبة.
ويأمل بوفييه في أن "يُُخول اللقاء والتبادل بين المشاركين القادمين من مختلف الاماكن، من خلق مشاريع ومبادرات تكون بمثابة بذرة للغد".