يتوجه، اليوم الأحد، وفد من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى القاهرة، استجابة لدعوة مصرية لبحث تطورات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ووصل مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز إلى القاهرة بالتزامن مع تزايد الضغوط الأميركية على إسرائيل للتوصل لاتفاق وعقد صفقة تبادل.
وذكرت حماس، في بيان، أن الوفد المسافر إلى القاهرة سيكون برئاسة خليل الحية نائب رئيس الحركة في قطاع غزة، وأكدت تمسكها بموقفها الذي قدّمته يوم 14 مارس/آذار الماضي، الذي يتمثل بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة، وعودة النازحين إلى أماكن سكنهم، وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم، إضافة لصفقة تبادل أسرى جادة.
وقال مصدر قيادي في الحركة للجزيرة إن اتصالات مكثفة جرت خلال الساعات الأخيرة بين رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية والوسطاء، لاستئناف جولة التفاوض بالقاهرة التي ستشهد مشاركة مسؤولين من مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل.
وأشار المصدر إلى أن هنية أكد للوسطاء أن أي جولة تفاوض جديدة يجب أن تبدأ على قاعدة وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الشامل للاحتلال، وعودة النازحين دون قيد أو شرط.
في المقابل، قالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية إن الحكومة رهنت إرسال وفد برئاسة رئيس الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) ديفيد برنيع لمحادثات صفقة التبادل في القاهرة، برد وصفته بـ"الإيجابي" من حركة حماس.
ولم توضح الإذاعة طبيعة الرد "الإيجابي" المتوقع من حماس، غير أن إسرائيل رفضت سابقا خلال المفاوضات في الدوحة والقاهرة مطالب الحركة بعودة النازحين غير المشروطة إلى شمال القطاع، والانسحاب الكامل من غزة، والوقف الدائم لإطلاق النار.
ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مسؤولين إسرائيليين في المفاوضات عدم ترجيحهم لحدوث تقدم في المفاوضات "من دون ضغط عسكري شديد على حماس"، واعتبروا أن "تأخير عملية رفح يضر بجهود التوصل لصفقة بشأن الرهائن".
بايدن ونتنياهو
وفيما قالت مصادر في مطار القاهرة لرويترز إن مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز وصل إلى القاهرة للمشاركة في المحادثات، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصدر مطلع قوله إن الرئيس الأميركي جو بايدن طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التوصل إلى تسوية مع حماس بشأن عودة الفلسطينيين إلى شمال القطاع.
أما شبكة "إن بي سي" الأميركية، فقد نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن بايدن طلب من نتنياهو أن يوافق على وقف إطلاق النار، وأن يوسع صلاحيات وفد التفاوض.
والخميس الماضي، دعا بايدن، في اتصال هاتفي مع نتنياهو، إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، واتخاذ إسرائيل خطوات في هذا الاتجاه.
وكانت إسرائيل اقترحت سابقا في المفاوضات السماح بعودة 2000 نازح يوميا إلى شمال قطاع غزة، بمعدل عودة 60 ألف فلسطيني كحد أقصى، وذلك باستثناء الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاما.
كما اشترطت إسرائيل عودة الـ2000 شخص الذين حددتهم بعد 10 أيام إلى أسبوعين من تنفيذ وقفٍ لإطلاق النار يستمر لمدة 6 أسابيع، وفق مصادر عربية مطلعة نقلت عنها "وول ستريت جورنال".
وأكدت تل أبيب أنه يتعين على الراغبين بالعودة إلى الشمال المرور عبر نقاط تفتيش عسكرية إسرائيلية، بذريعة منع أعضاء حماس من التسلل مرة أخرى إلى الشمال.
ورفضت حركة حماس الشروط الإسرائيلية، مؤكدة مطالبها بعودة غير مشروطة للنازحين، وبوقف دائم لإطلاق النار، معتبرة أن التعنت الإسرائيلي يجعل المفاوضات تدور في "حلقة مفرغة".