كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن إجراء محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في سلطنة عمان خلال يناير/كانون الثاني الماضي، وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وإيرانيين، قولهم إن "وفدا أميركيا ترأسه، مستشار البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكجورك ومبعوثه لإيران أبرام بالي، في المقابل مثل طهران، نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كاني، وهو أيضاً كبير مفاوضي إيران في الملف النووي أجريا مفاوضات سرية بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
وقال المسؤولون إن المفاوضات غير المباشرة، التي أثارت خلالها واشنطن أيضًا مخاوف بشأن البرنامج النووي الإيراني المتوسع، جرت في عمان في يناير وكانت الأولى بين الخصمين منذ عشرة أشهر.
وأفادوا أن مسؤولين عمانيين عملوا كوسطاء ونقلوا الرسائل بين الممثلين الإيرانيين والأميركيين، مشيرين إلى أن المسؤولين العمانيين قاموا برحلات مكوكية بين الممثلين الإيرانيين والأمريكيين ولم يتحدثوا بشكل مباشر.
وقال شخص مطلع على الأمر إن المسؤولين الأميركيين يعتبرون إنشاء قناة غير مباشرة مع إيران "وسيلة لإثارة مجموعة كاملة من التهديدات الصادرة من إيران". وشمل ذلك نقل "ما يتعين عليهم القيام به من أجل منع صراع أوسع نطاقا، كما يزعمون أنهم يريدون".
كما نقلت الصحيفة عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قوله "لدينا العديد من القنوات لتمرير الرسائل إلى إيران". ورفض تقديم تفاصيل.
ويتهم المسؤولون الأمريكيون طهران مرارا وتكرارا بتزويد الحوثيين بطائرات بدون طيار وصواريخ ومعلومات استخباراتية لشن هجماتهم على السفن.
وكانت تقارير قد كشفت في وقت سابق عن قنوات خلفية غير مباشرة مع إيران لمحاولة ردع صراع أوسع في الشرق الأوسط بينما كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يسافر إلى المنطقة، حيث أوضح للقادة الذين التقى بهم أن الولايات المتحدة لا تريد أن ترى الصراع يتصاعد ولا تنوي تصعيده.
وكانت الجهود الرامية إلى التواصل مع إيران - من خلال شركاء ومنافسين مثل الصين - تحدث منذ الأيام الأولى للحرب في غزة، حيث سعت الولايات المتحدة إلى عدم اندلاع صراع إقليمي.