[ انقلاب شاحنات في تعز جراء سلوكها طرقا وعرة بعد قطع الطرقات الرئيسية ]
كشفت مصادر مطلعة عن اجتماعات جرت خلال الأيام الماضية، بين وسطاء محليين وقيادات في جماعة الحوثي بغرض التوصل إلى حلول لفتح الطرق الرئيسية بين المحافظات.
وقالت المصادر لـ "الموقع بوست" إن المساعي الذي تقودها شخصيات ناشطة في المجال العام تهدف لفتح طريق "صنعاء -عدن عبر دمت الضالع"، وطريق "البيضاء - أبين عبر عقبة ثرة خلال الفترة القادمة.
وتأتي جهود الوساطة بعد أيام من إعلان عضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة عن فتح الطريق الرابطة بين مدينتي مأرب وصنعاء من جانب واحد، معرباً عن أمله أن تحذو الجماعة الحوثية حذو الحكومة الشرعية بخطوة مماثلة لتسهيل تنقلات المواطنين.
وكانت جماعة الحوثي قد قامت بعد ساعات من إعلان العرادة فتح الطريق الرئيسي الرابط بين مأرب وصنعاء، مروراً بمديرية نهم من جانب واحد، بالرد على المبادرة بالحديث عن فتح طريق آخر يمر من صرواح غربي مارب، مروراً بخولان وصولاً إلى صنعاء، كما طرحت شروطا أخرى ما يعني ضمنياً رفض مبادرة الحكومة.
ومنذ أسابيع بدأت حملة المطالبة بفتح الطرقات عبر دعوات من ناشطين ومنظمات لتتصاعد بشكل يومي، حيث ينضم إليها الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً مع اقتراب شهر رمضان الذي تزيد فيه حركة اليمنيين وتنقلاتهم بين المدن والأرياف، وسفرهم لزيارة أقاربهم خلال الأعياد.
وبشأن الحديث عن فتح الطرقات، تبرز محافظة تعز (جنوبي غرب) بوصفها أكثر المحافظات اليمنية تضرراً من المأساة الإنسانية التي ضربت البلاد بفعل الانقلاب والحرب، وهي المحافظة الكبرى من حيث عدد السكان، والذين تضرروا من إغلاق الطرق، حيث تفرض الجماعة الحوثية حصاراً خانقاً عليها من مارس (آذار) 2015 عندما كانت تحتل أجزاءً من عاصمتها.
وبعد حملة فتح الطرقات، أطلق محافظ تعز، نبيل شمسان، ورئيس اللجنة الرئاسية لفتح الطرقات، عبدالكريم شيبان، مبادرة تنص على فتح طريق صنعاء - تعز الرئيسي، عبر عقبة منيف – الحوبان.
وتهربا من فتح طريق الحوبان أطلقت جماعة الحوثي مبادرة بفتح طريق الخمسين - الستين، وكذا طريق حيفان - طور الباحة الإسفلتي، الذي يربط محافظة تعز بالمحافظات الجنوبية.
وفي الثاني عشر من فبراير الماضي، شدد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، خلال زيارته لتعز، على ضرورة فتح طرقات المحافظة.
وفي محافظة الضالع، كان الانتقال بين مديريتي دمت وقعطبة، لا يكلف سوى السير في الطريق الرابطة بينهما في مدة لا تتجاوز ربع ساعة بالسيارة، وبعض الأهالي يتنقلون بينهما على الأقدام، إلا أن إغلاق الجماعة الحوثية هذه الطريق جعل التنقل بين المديريتين يمر عبر 4 محافظات.
وإلى جانب ذلك، فإن إغلاق هذه الطريق تسبب في تحول السفر بين مدينتي صنعاء وعدن إلى طرق بعيدة وضيقة في محافظات أخرى، متسبباً في طول أوقات السفر وتكاليف باهظة في نقل البضائع والسلع، ومعاناة كبيرة في وصول المرضى الراغبين في السفر للعلاج إلى مطار عدن.
ويعاني عشرات الآلاف من المسافرين اليمنيين من مخاطر جمة في الطرقات غير الرئيسية، ولقي المئات مصرعهم خلال تنقلهم وسفرهم في الطرقات الفرعية وغير المعبدة، خصوصا في الطرقات الجبلية المؤدية من صنعاء إلى تعز وعدن والعكس، ومن صنعاء عبر الطريق الصحراوي إلى الجوف ومأرب والحدود السعودية.
كما يواجه المواطنون مخاطر الموت بسبب حوادث اصطدام السيارات والحافلات وتعطلها وانقطاعهم عن العالم بسبب غياب خدمة الإنترنت خلال الدخول والسير في الطرق الصحراوية.