امتنعت الجزائر عن التصويت على مشروع قرار يُدين هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر بمجلس الأمن.
وقال عمار بن جامع، الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة خلال جلسة التصويت، إن الوفد الجزائري عمل بشكل نشط مع مقدمي مشروع القرار حتى يتسنى لمجلس الأمن النظر في مسألة الأمن البحري في البحر الأحمر دون غض الطرف عن الرابط البديهي بين هجمات الحوثيين على السفن التجارية وما يحدث في غزة منذ 3 أشهر.
وأعرب المتحدث تأسفه لعدم أخذ الشواغل الرئيسية للوفد الجزائري فيما يتعلق بعنصرين هامين في نص مشروع القرار بعين الاعتبار رغم الإصرار الشديد.
كما حذر الدبلوماسي الجزائري من تبعات أي تدخل عسكري في المنطقة وتحديدا في اليمن التي قال إنه “يجب التعامل معه بأقصى درجات الحذر، سيما ما تعلق الأمر بمواجهة الحوثيين”، فيما اعتبر أن أي تدخل يمكن أن يحمل في طياته مخاطرا من شأنها القضاء على الجهود الأممية الحثيثة لتهدئة التوترات في المنطقة.
وفي ذات السياق، ذكر عما بن جامع بدور المفاوضات الأخيرة بين السعودية والحوثيين في بعث “الكثير من الآمال بالمنطقة مع فتح آفاق جديدة لتسوية النزاع اليمني ومن أجل مرحلة جديدة من السلام والأمن لفائدة الشعب اليمني الذي لطالما عانى من الانقسامات”.
وأكد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة على أنه لا يمكن “تجاهل المشاعر التي أثيرت في العالم العربي والاسلامي بسبب الانتهاكات والمجاز الواقعة في غزة والتي أودت بحياة أكثر من 23 ألف شخص في صفوف المدنيين الفلسطينيين الأبرياء على مدار 3 أشهر”، مبرزا أن آلة الجريمة الصهيونية تخلف 300 قتيلا كل يوم في فلسطين في نزاع هو الأكثر فتكا عبر العالم.
كما لفت إلى أن الجزائر تولي أهمية قصوى لصون الأمن البحري في ممر البحر الأحمر وهو هدف أساسي يتجاوز الحدود الوطنية، فيما حمل مسؤولية صون الأمن البحري لجميع الدول التي قال إنه يجب أن تتحد لضمان التدفق التجاري في إطار القانون الدولي.
وفي ختام كلمته، برر ممثل الجزائر قرار الامتناع عن التصويت على مشروع القرار، تفاديا لـ “الارتباط بنص يتجاهل 23 ألف من الأرواح المفقود في غـزة”.