[ ضحايا ألغام الحوثي باليمن - ارشيفية ]
تواصل الألغام التي زرعتها جماعة الحوثي في الأراضي اليمنية حصد الأرواح والتسبب في إصابات وعاهات مستديمة لآلاف الأشخاص، وسط تحذيرات مستمرة من هذا الخطر الذي تسبب في مقتل أكثر من 10 آلاف يمني معظمهم من النساء والأطفال.
وقال الناشط السياسي اليمني جمال المعمري، إن هناك ما يقرب من 230 ألف لغم حوثي انفجرت خلال الفترة الماضية، وزاد ضحايا الألغام بنسبة 160%، حسب المراكز المختصة في دراسة الألغام أيام الهدنة بسبب التنقل في المناطق المختلفة.
ونقت صحيفة الاتحاد الإماراتية عن المعمري قوله إن الألغام زُرعت في كل مكان في الطرقات ومناطق الرعي وحول القرى والمدن، مشيراً إلى أن هناك عائلات كاملة لقيت حتفها بسبب الألغام، حيث إن هناك مئات الآلاف من الألغام في الأراضي اليمنية لا يعرف أحد خرائطها وكميتها.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 10 آلاف شخص قتلوا، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المعاقين والمصابين، علاوة على الخسائر الكبيرة للمسافرين والسيارات والبنية التحتية.
وبحسب الأمم المتحدة، تتسبب الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة في آثار اقتصادية واجتماعية هائلة على اليمنيين في جميع المناطق، مما يفرض قيوداً كبيرة على التنمية، مؤكدة أن العديد من الأحياء غير صالحة للسكن أو خطيرة للغاية.
ومن جانبه، أوضح المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر أنه رغم استمرار مشروع «مسام» لنزع الألغام، والذي يعمل مع الفرق اليمنية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، إلا أن ضحايا المتفجرات ارتفع إلى أكثر من الضعف خلال شهر أغسطس الماضي في محافظة الحديدة وحدها، حسبما ذكرت بعثة الأمم المتحدة في المحافظة.
وكشف الطاهر في تصريح لـ«الاتحاد»، عن أن هناك قتلى وجرحى بشكل يومي نتيجة انفجار الألغام، وهو ما يعني أن اليمن ولا سيما المناطق الحوثية تحتاج لتكثيف درء المخاطر منها سواء عبر التوعية الإعلامية، أو من قبل فرق خاصة تعمل على المسح الكامل، لتحديد مكان الألغام والتحذير من خطرها.
وبحسب وكيل وزارة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية نبيل عبد الحفيظ، فإن التقديرات تشير إلى أن جماعة الحوثية زرعت مليونين و300 ألف لغم، وأن نحو مليون و800 ألف لغم لا تزال مزروعة في مختلف المناطق التي دخلتها الجماعة، في حين تم نزع أكثر من 500 ألف لغم.
وأوضح المسؤول اليمني، أن دراسة أجريت قبل عام ونصف، أظهرت أن اليمن سيحتاج 8 أعوام لنزع هذه الألغام؛ لكن هذه التقديرات لم تعد دقيقة الآن، لأن الحوثيين مستمرون في زرع الألغام وبكثافة حتى اللحظة.