أعلنت الحكومة الألمانية أنها لن توافق، مبدئيا، على توريد طائرات مقاتلة طراز “يوروفايتر” للسعودية.
وعلى هامش قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، قال المستشار الألماني أولاف شولتس “ليس من المتوقع في المستقبل المنظور صدور أي قرار بخصوص توريد طائرات يوروفايتر إلى السعودية”.
وقالت مصادر حكومية ألمانية إن هذا القرار ساري المفعول مبدئيا خلال الفترة التشريعية الحالية أي حتى خريف عام .2025
وتعتبر صادرات الأسلحة إلى السعودية مثار جدل في ألمانيا على نحو خاص حيث تقود المملكة تحالفا مؤيدا للحكومة الشرعية في اليمن ضد الحوثيين.
يذكر أن اتفاقية الائتلاف الحاكم في ألمانيا بين حزب شولتس الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر المحررة في 2021 تتضمن العبارة التالية: “لن نصدر أذون تصدير أسلحة إلى دول يمكن إثبات تورطها المباشر في حرب اليمن”.
وفي الوقت نفسه، قال شولتس إنه لا ينبغي تطبيق هذا البند بعد الآن بسبب التطورات في الصراع في اليمن وتابع أن هذا البند ” لا يمكن بعد الآن أن يكون مرجعية للتصرف (في الصراع في اليمن)” مشيرا إلى أن “الوضع في اليمن تغير بشكل كبير” وأن العديد من الأطراف التي كانت مشاركة في الصراع، انسحبت منه.
ومع ذلك، من غير المنتظر مبدئيا إصدار إذن بتصدير طائرات يوروفايتر إلى السعودية.
يذكر أن هذه الطائرات يجري تصنيعها في بريطانيا وتشارك ألمانيا في تصنيعها بمكونات توردها إلى بريطانيا.
كان السياسي في حزب الخضر انطون هوفرايتر صرح قبل أيام قليلة بأن السعودية طلبت توريد 48 طائرة يوروفايتر وست طائرات نقل طراز ايه 400 إم إلى الإمارات التي كانت تشارك مع السعودية في حرب اليمن.
ومن المنتظر الموافقة على توريد طائرات النقل للإمارات، وقال شولتس إن التفسير الجديد للبند الخاص باليمن سيتيح ” إمكانية إصدار العديد من القرارات على سبيل المثال عندما يتعلق الأمر بطائرات إيه 400 إم”.
وذكرت صحيفة زود دويتشه تسايتونج في وقت سابق اليوم الأربعاء نقلا عن وثيقة حكومية داخلية أنه “ستؤجل طلبات الحصول على تراخيص التصدير للسعودية حتى نهاية الحرب في اليمن”.
وتقود السعودية تحالفا يحارب الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن منذ عام 2015. وتسببت الحرب في مقتل عشرات الألوف وتجويع الملايين.
وعلقت ألمانيا مبيعات الأسلحة للسعودية بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018، متخذة نهجا أكثر صرامة من حلفاء رئيسيين مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
لكن منذ التقارب بين المملكة وإيران في وقت سابق هذا العام، تجادل بريطانيا بأن ألمانيا لم يعد بوسعها منع تصدير طائرات يوروفايتر لأطراف ثالثة.
وأبرمت شركة بي أيه إي سيستمز البريطانية اتفاقا منذ خمس سنوات لتوريد 48 طائرة من هذه الطائرات، غير أن ثُلُث مكونات الطائرات يأتي من ألمانيا.
وبحسب تقارير صدرت في وقت سابق هذا الشهر، فإن الائتلاف الحاكم في ألمانيا على خلاف حول ما إذا كان سيتراجع عن موقفه تحت وطأة الضغط البريطاني. ويعارض حزب الخضر هذه الخطوة بشدة.