[ الزبيدي يتجول في شوارع المكلا على متن مدرعات إماراتية ]
كشفت تصريحات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، عيدروس الزبيدي، حول إمكانية استخدام القوة لحماية المكتسبات والقضية الجنوبية، عن حجم الصراع الذي يدور حاليا في الجنوب بين عدة أطراف بما فيها الانتقالي والشرعية، الأمر الذي قد ينذر بحرب أهلية تستمر لسنوات.
ما الهدف من تهديدات رئيس الانتقالي باستخدام القوة في الجنوب وهل أراد إرسال رسالة لأطراف بعينها؟
بداية، يقول ياسر اليافعي، الكاتب والمحلل السياسي الجنوبي، إن "الحرب في جنوب اليمن لم تتوقف، وهي مستمرة سواء من مليشيا الحوثي التي تستهدف مواقع القوات الجنوبية والمنشآت النفطية بشكل دائم، أو من قبل عناصر الإرهاب التي تعمل على استنزاف القوات الجنوبية بشكل مستمر بهدف إضعافها، أو الحرب السياسية والإعلامية والخدمية التي يقودها إخوان اليمن ضد الانتقالي بهدف إضعافه وتفكيكه".
حرب شاملة
وتابع، في حديثه لـ"سبوتنيك": "لكن هذه الحرب من المتوقع أن تتصاعد وتتحول إلى حرب شاملة ضد الجنوب من كل المكونات الشمالية، والتحالفات بين هذه المكونات، وستظهر للعلن قريبا، لمنع الجنوب من اتخاذ أي خطوات جديدة باتجاه الإدارة الذاتية".
وأشار اليافعي إلى أن "رئيس الانتقالي حذر من تبعات هذه التحالفات التي تهدف إلى إضعاف الجنوب وهدد بمواجهتها"، مضيفا: "هذا أمر طبيعي، كون هذه مسليته وواجبه بحكم التفويض الشعبي الذي حصل عليه".
محاولات فاشلة
وقال المحلل السياسي اليمني إن عملية إنشاء مكونات جديدة في جنوب اليمن على غرار (مجلس حضرموت الوطني)، ليست جديدة وتم استخدامها من قبل النظام السابق، سواء كان ذلك خلال حكم الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح أو الرئيس السابق عبد الربه منصور هادي، بهدف إضعاف المشروع الجنوبي.
وتابع اليافعي: "المحاولات السابقة بإنشاء كيانات موازية فشلت، وستفشل كل المحاولات الجديدة كونها تخالف إرادة شعب الجنوب وتصطدم مع تضحياته وتطلعاته، وبالتالي ستفشل ويتم تجاوزها، لأن الجنوب اليوم يواجه مشروع "الحوثيين" والإرهاب"، مضيفا: "من يريد إضعاف الجنوب يدعم هذه الحركات والمشاريع التي تشكل خطر على الإقليم والعالم".
رسالة تحذير
من جانبه، يقول عبد العزيز قاسم، القيادي بالحراك الجنوبي اليمني، إن تصريحات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، الأخيرة، بشأن استخدام القوة لحماية المكتسبات الجنوبية، هي محاولة لإرسال رسالة نتيجة الضغوطات الكبيرة التي يتعرض لها المجلس.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الزبيدي أراد أن يقول للتحالف العربي والقوى المناهضة للمشروع الجنوبي الوطني، إن كل الخيارات يمكن اللجوء إليها بما فيها القوة العسكرية ضد أي محاولات لهدم المكتسبات السابقة.
وأشار القيادي الجنوبي إلى أن التهديد باستخدام القوة ليس جديدا من جانب الانتقالي، فقد استخدمها أكثر من مرة قبل ذلك.
الحفاظ على المكتسبات
وحول مخاطر استخدام القوة من جانب الانتقالي وإشعال حرب جديدة في اليمن، يقول القيادي بالحراك الجنوبي: "استخدام القوة من جانب المجلس في هذا التوقيت قد تؤثر بشكل أو بأخر على مستقبل القضية الجنوبية، لكن هناك بعض المواقف تحتاج إلى إبراز مواطن القوة لديك لكي تحافظ على مكتسباتك".
وأوضح عبد العزيز قاسم أنه في الوقت الراهن ليس هناك خوف لدى الجنوبيين من الصراعات سواء مع حزب الإصلاح أو الشرعية أو مع من يحاولون إبعاد حضرموت عن الجنوب، مشيرا إلى أن تصريحات رئيس الانتقالي تؤشر إلى أن الوضع خطير بالفعل.
ولفت قاسم إلى أن تصريحات رئيس الانتقالي حول استخدام القوة لن توقف المخططات ضد الجنوب، لكنها قد تكون لها حسابات أخرى، وقد يكون من بينها تخفيف حدة الخطاب الإعلامي والضغوط ضد المجلس الانتقالي.
وهدد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن عيدروس الزبيدي، أمس الأحد، "باستخدام القوة لحماية تطلعات المجلس المتمثلة بانفصال محافظات جنوب اليمن واستعادة الدولة".
وقال الزبيدي، خلال ترؤسه اجتماعا موسعا لقيادات القوات العسكرية والأمنية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، عبر الاتصال المرئي: "القوات المسلحة الجنوبية لن تتهاون في الدفاع عن شعبنا الجنوبي، وقضيته الوطنية، وحماية تطلعاته المشروعة".
وأكد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو عضو مجلس القيادة اليمني، أن "القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الجنوبية ستقوم أيضا بواجبها لحماية حضرموت من الإرهاب الذي يستهدفها، في الوقت المناسب".
وحسب موقع المجلس الانتقالي الجنوبي، فقد "وقف الاجتماع أمام تصعيد الحوثيين المتواصل في مختلف خطوط التماس في جبهات بيحان، و كرش، وطور الباحة، ويافع، والضالع، وناقش إجراءات الهيكلة العسكرية والأجهزة الأمنية، وخطط التأهيل والتدريب للقوات الجنوبية والوحدات الأمنية وتعزيز قدراتها ورفع كفاءتها القتالية في مسرح العمليات".
وتجمع آلاف من أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي، الجمعة الماضي، في محافظة حضرموت الغنية بالنفط (شرق اليمن).
وفي 25 من يونيو/ حزيران الماضي، أعلن رئيس مجلس القيادة اليمني منح محافظة حضرموت تجربة الحكم المحلي ذي الصلاحيات الواسعة، بعد 5 أيام من إعلان تشكيل مجلس سياسي في المحافظة يمثل تطلعات أبناء تلك المحافظات، التي تمثل ثقلا سياسيا وجغرافيا في اليمن.
ويطالب المجلس الانتقالي الجنوبي باستعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، التي كانت قائمة في محافظات جنوب اليمن، وتوحدت مع شماله في 22 مايو/ أيار 1990، مكونة الجمهورية اليمنية، مبررا ذلك بتعرض أبناء المحافظات الجنوبية إلى ظلم واضطهاد من الشمال عقب حرب صيف 1994.