[ مجلس الأمن الدولي ]
طالب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الأطراف اليمنية بالوقف الفوري للاستفزازات العسكرية والاتفاق على وقف شامل ومستدام لإطلاق النَّار على صعيد البلاد والاستعداد له.
جاء ذلك في إحاطة جديدة للمبعوث الأممي غروندبرغ، قدمها مساء الإثنين، لمجلس الأمن الدولي، لمناقشة المستجدات السياسية والميدانية على الساحة اليمنية.
وشدد غروندبرغ على ضرورة إحراز الأطراف اليمنية تقدما بشأن الاتفاق على مسار واضح لاستئناف العملية السياسية ما بين اليمنيين تحت رعاية الأمم المتحدة.
وقال المبعوث الأممي لمجلس الأمن: " إن العملية التي تضطلع فيها الأمم المتحدة بدور الوساطة هي عملية يملكها ويقودها اليمنيون وستتضمن وتعكس أولويات التعددية اليمنية بما يشمل النِّساء والرجال من جميع محافظات اليمن. أن اليمنيين لديهم قدرات غنية للبناء عليها في أي مفاوضات سياسية."
وأضاف: "لقد فتحت هذه الفترة من الهدوء النسبي الباب لمناقشات جادة مع الجهات اليمنية حول كيفية المضي قدمًا نحو إنهاء الصراع. المناقشات جارية ولكن إذا أردنا إنهاء الحرب بشكل مستدام، يجب أن تصل هذه المحادثات إلى اختراق جاد".
وأوضح المبعوث الأممي أن مكتبه عقده مؤخرًا اجتماعا للأطراف اليمنية، في عمان لمناقشة المزيد من الإفراج عن المعتقلين، بناءً على الإفراج الناجح على نطاق واسع عن المعتقلين في مارس، بالشراكة مع الصليب الأحمر الدولي.
وعن التصعيد العسكري والميداني قال غروندبرغ "على الرغم من الانخفاض الملموس في القتال منذ بداية الهدنة، إلا أن الجبهات لم تصمت بعد. فقد وقعت اشتباكات مسلحة في الضالع وتعز والحديدة ومأرب وشبوة. ويساورني القلق إزاء التقارير التي تفيد بوجود تحركات للقوات بما فيها تحركات بالقرب من مأرب إضافة إلى استعراض لمقاتلين في إب مؤخرًا."
وعن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة قال المبعوث الأممي: " تواصل الأطراف خوض معركة على جبهة أخرى ألا وهي الاقتصاد.. وكما يحدث دائمًا، فالمواطن اليمني هو من يدفع الثمن الأكبر للانقسامات الاقتصادية والتدهور الاقتصادي في البلاد."
وتطرق غروندبيرج إلى إغلاق الطرقات بين المحافظات والقيود المفروضة على المواطنين، قائلا: "لا تزال حرية التنقل أيضًا تمثل تحديًا كبيرًا. إن إغلاق الطرق بسبب النزاع يجبر آلاف اليمنيين كل يوم على سلوك طرق غير آمنة ".
وأضاف غروندبرغ بأنه و"على الرغم من انتهاء الهدنة، لا يزال اليمن وشعبه يشعران بالفوائد من أطول فترة هدوء نسبي منذ بداية الصراع"، مشيرا " لآخر تقرير للأمم المتحدة حول الأطفال والنزاع المسلح، حيث ساهمت الهدنة في انخفاض بنسبة 40٪ في الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال. مؤكدا أن هذا إنجاز ذو مغزى، ولكنه بحاجة إلى مزيد من التقدم.
ولفت المبعوث الأممي إلى إستمرار الفوائد الأخرى من بقاء الهدنة صامدة، حيث تواصل الرحلات التجارية بين صنعاء وعمان، مشيرا إلى ترحيبه بأول رحلة تجارية انطلقت الشهر الجاري، منذ 7 سنوات بين صنعاء والمملكة العربية السعودية، على متنها الحجاج اليمنيين.
وعن القيود التي تفرضها جماعة الحوثي على النساء العاملات في مجال الإغاثة قال المبعوث الأممي: "أصبحت القيود المفروضة على حرية حركة النساء والفتيات أكثر وضوحًا ... تمنع هذه القيود النساء من الوصول إلى احتياجاتهن الأساسية، ومن الانخراط في الفرص الاقتصادية، ومن المشاركة في السياسة وجهود صنع السلام."