أدى ملايين المسلمين في أنحاء العالم العربي، الأربعاء، صلاة عيد الأضحى، وسط أجواء فرحة وتهليل وتكبير وخطب تدعو للصبر والوحدة والتماسك الأسري والتكافل.
جاء ذلك بحسب مراسلي الأناضول ووكالات الأنباء الرسمية في عدد من البلدان العربية، تزامنا مع بدء أول أيام عيد الأضحى بالعالم الإسلامي الذي يستمر 4 أيام.
ففي السعودية، أدى مصلون صلاة عيد الأضحى في المسجد الحرام ونظيره النبوي وفي مختلف أنحاء المملكة وسط أجواء آمنة مطمئنة، وخطب تحث على التقوى والفرح وتحقيق مقاصد الحج من الوحدة والإخوة، بحسب وكالة الأنباء الرسمية للبلاد "واس".
وفي فلسطين، أدى آلاف المسلمين صلاة العيد في مساجد وساحات قطاع غزة والضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة.
وفي ساحة بوسط مدينة غزة، دعا حسن الصيفي، القيادي بحركة "حماس"، في خطبة العيد "إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية والدفاع عن المسجد الأقصى، ورص الصفوف في وجه الاعتداءات الإسرائيلية".
كما أدى 10 آلاف من الفلسطينيين صلاة العيد في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوب الضفة، وسط إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة، وفق ما ذكر رائد مسودة مدير المسجد للأناضول.
وأكد مسودة أن تلك الجموع تؤكد أنه وقف إسلامي لا حق لغير المسلمين فيه، في إشارة إلى استيلاء إسرائيل على نحو 63 بالمئة منه عقب مذبحة عام 1994 التي ارتكبها مستوطن بحق المصلين الفلسطينيين داخل المسجد.
كما أدى حوالي 100 ألف مصلٍ، الأربعاء، صلاة عيد الأضحى في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، وفق بيان لدائرة الأوقاف الإسلامية.
وقال الشيخ يوسف أبو سنينة، خطيب المسجد، في خطبة العيد: "الله أكبر ما حافظ المسلمون على مسجدهم المسجد الأقصى وتواجدوا فيه على الدوام".
صلوات عربية حاشدة
وفي قطر، أدى أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، صلاة العيد مع المواطنين وقيادات الدولة وسفراء في مصلى لوسيل، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
وفي خطبة العيد بالمصلى، أكد الخطيب ثقيل الشمري قاضي محكمة التمييز، أنّ "عيد الأضحى مظهر من مظاهر وحدة الأمة، ويومٌ للبذل والعطاء والبر والوفاء".
وفي الإمارات، أدى رئيس البلاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان صلاة العيد في مسجد الشيخ زايد الكبير بأبوظبي، واستمع لخطبة ألقاها عمر الدرعي، مدير عام مجلس الإفتاء الشرعي، أكد خلالها على أهمية ترسيخ التماسك الأسري.
وفي البحرين، أدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، صلاة العيد في مسجد قصر الصخير، واستمع إلى خطبة ألقاها الشيخ راشد الهاجري رئيس مجلس الأوقاف السنية، أكد فيها على تعاليم الإسلام السمحة في التراحم والتكافل والتواصل.
وفي سلطنة عمان، أدى لسُّلطان هيثم بن طارق، صلاة العيد بأحد مساجد العاصمة مسقط، واستمع لخطبة ألقاها وزير الأوقاف محمد بن سعيد المعمري، أكد خلالها على أن "أيام الحج تجديد لنداء النعم، والوحدة والائتلاف، والعصمة من الفرقة والاختلاف".
وشهدت الكويت، توافد المصلين "من مختلف الأعمار على المساجد والمصليات والساحات ومراكز الشباب والملاعب الرياضية بمختلف المحافظات لأداء صلاة العيد، وسط "أجواء روحانية مفعمة بالفرح".
وفي مصر، شهد ملايين صلاة العيد، لاسيما في ساحات ومساجد المحافظات (27 محافظة) وسط خطب تدعو للفرحة والاطمئنان، فيما أدى الرئيس عبد الفتاح السيسي، صلاة العيد في مسجد القوات الجوية بحضور عدد من قيادات الدولة.
وبخلاف 598 مصلى للعيد في الأردن، أدى آلاف صلاة العيد في المصلى الرئيسي داخل مدينة "الحسين للشباب" وسط العاصمة عمان، وأكدت الخطبة التي ألقاها أستاذ الشريعة زيد الكيلاني على أهمية صلة الرحم خلال أيام العيد.
وفي العراق، اكتظت مساجد العاصمة بغداد، بينها مسجد مرقد الشيخ عبد القادر الجيلاني، بالمصلين الذين قدموا من مختلف مدن ومحافظات البلاد، وسط أجواء إيمانية مفعمة باللهجة والسرور، وفق ما رصده مراسل الأناضول.
فرحة العيد تنساب في "بلدان الأزمات"
وفي لبنان التي تشهد أوضاعا اقتصادية صعبة منذ 2019 وفراغ رئاسي، صلت جموع صلاة العيد في مسجد "محمد الأمين" وسط العاصمة بيروت، ومختلف أنحاء البلاد.
وبين دعوات بالتضامن والتكافل والوحدة، بين خطباء العيد، دعا الشيخ أمين الكردي، خطيب مسجد محمد الأمين "المسؤولين أن يرجعوا الى صوابهم والى السعي في حاجة الناس"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
وتساءل الكردي: "أين تحمل المسؤولية في إنجاز الاستحقاقات الوطنية لبلدنا، أين المتصدرون لمشهد المسؤولية من أنين الناس ووجعهم؟".
وفي ليبيا التي تعاني انقساما وأزمة سياسية منذ سنوات، أدى آلاف صلاة العيد في "ميدان الشهداء" وسط العاصمة طرابلس، فيما حثت الخطبة على "التوقف عن القطيعة والعمل على تجاوز الماضي والبدء في السلام".
وفي اليمن، الذي يشهد حربا منذ 9 سنوات، أدى رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، صلاة العيد في جامع عمر بمدينة المكلا مع كبار قيادات الدولة.
فيما أوصى الخطيب، الشيخ صالح الشريفي، بـ"الحق والصبر ووحدة الصف وانشغال الأمة بتخفيف معاناة المواطنين"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اليمينة.
ومساء الثلاثاء، توقع العليمي، في كلمة بمناسبة العيد تلقي حكومته دعما سعوديا الشهر الجاري لوقف تدهور سعر العملة المحلية، مع تسجيل سعر صرف الدولار الواحد إلى 1382 ريال يمني الاثنين، في أعلى تراجع لقيمة الريال منذ أبريل/ نيسان 2022.