[ العمراني يبعث رسالة إلى القادة العرب المشاركين في القمة العربية بالرياض ]
بعث البرلماني اليمني علي أحمد العمراني رسالة مناشدة إلى القادة العرب المشاركين في القمة العربية بالرياض بشأن ما يجري في بلاده من مؤامرة تمزيق وتجزئة اليمن.
وقال العمراني -في رسالة نشرها في صفحته على فيسبوك- مخاطبا القادة العرب "إننا نخاطبكم وقمتكم العربية، على وشك الانعقاد، في مدينة الرياض العزيزة، عاصمة المملكة العربية السعودية الشقيقة، وندرك أنكم تتابعون ما يجري في بلادنا الجمهورية اليمنية منذ ثمان سنوات، من حرب مدمرة، تسببت فيها جماعة إرهابية، متطرفة".
وأضاف "مما يؤسف له كثيرا، أنه بدلاً من تحرير اليمن، من هذه الجماعة الأصولية الإرهابية، يجري الآن الدفع باليمن نحو التشظي والتجزئة والتقسيم، في مؤامرة تنسف نضالات اليمنيين، وتعزز الانقسام في مجتمعهم، وتضاعف الاحتقان والفوضى في بلدهم، وتهدم ثوابتهم، وتستهدف أراضيهم".
وأكد أن مشروع التقسيم نفسه ينال من منجز عربي ساهم في صناعته ونضجه عدة دول عربية في محطات زمنية عديدة.
وقال "كانت أمتنا العربية تتطلع، فيما مضى، إلى الوحدة لكل أقطارها، تطل اليوم مشاريع تقسيم المقسم، وتجزئة المجزأ، وباتت ماثلة، وتلوح في الأفق، بل تجري على قدم وساق، ولن تكون اليمن الأخيرة في هذا المسار الخطير الشرير، وإن أهلكم في اليمن، يتطلعون إلى موقف أكثر حزمًا، ووضوحا، من قمتكم الموقرة، تجاه وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه".
وطبقا للعمراني فإن أهلكم في اليمن يتوخون أن تكون رسالتكم برفض مشاريع التقسيم والانفصال واضحة وقوية، بما لا يقبل التأويل، ومثلما أكد بيان وزراء الخارجية الذي انعقد بخصوص سوريا، على وحدة سوريا العزيزة، واستقلالها وسلامة أراضيها، فإن أهلكم في اليمن يتطلعون منكم أيها القادة الأفاضل، إلى الموقف ذاته، تجاه اليمن.
وتابع البرلماني اليمني إن "تجاهل ما يجري في اليمن، من محاولات التجزئة سيكون سابقة، تنذر بأخطار على الوضع القائم في العديد من دولنا، لا يمكن التنبؤ به".
وأردف "لعلكم تدركون يا أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، أن مشاريع الانفصال في العالم لا تقوى وتتعزز، ويصبح صخبهاً مرتفعاً وضجيجها عالياً إلا في حال وجد الانفصاليون دعماً خارجياً، يمول ويشجع ويرعى ويدعم".
ويرى العمراني أن التساهل تجاه المشاريع الانفصالية يعني أن هذا الداء الخبيث سينقل عدواه إلى دول عربية أخرى، خاصة في ظل المؤامرات المستمرة على منطقتنا العربية، واستمرار مهددات بقائها، والمطامع بأرضها وجغرافيتها وشعوبها، وهو أمر نرفض أن يطال أي شعب عربي.
واستطرد أن المشروع الانفصالي في بلادنا، هو في الأصل والفصل والأساس، صنيعة دول خارجية، لا تخفى عليكم، وهذا المشروع التقاء بين أطماع خارجية، وجماعة أقلية معدومة الوطنية والنزاهة، كل همها أن تثرى وتتصدر المشهد على حساب وحدة وطنها وشعبها، حتى لو لم يتعدَ حكمها قرية صغيرة، تحت أمرة وصي خارجي وأطماع دول خارجية، تتصرف دون بعد نظر وبحسابات ضيقة، مسكونة بالغرور والأطماع والأوهام.
يمضي العمراني بمخاطبة القادة العرب بالقول "أصحاب الفخامة والجلالة والسمو؛ لا نطالبكم اليوم بأن تجهزوا الجيوش للذهاب لليمن لتحافظوا على وحدته وسلامة أراضية، رغم أن هذا قد يندرج ضمن الواجب إن كنتم تستطيعون، ولكنا نطالب بمجرد موقف وبيان واضح لا لبس فيه في اجتماعكم المزمع، يؤكد على وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه".
واستدرك "أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قد يفيد هنا التذكير بموقف الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي حاليا) الذين اتخذوا قراراً تاريخياً في أول اجتماع لهم في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا عام 1963، باعتبار الحدود القائمة، حدود أبدية ونهائية، ولعل مثل ذلك القرار يعبر عن النضج وبعد النظر، لما يخدم الأمن والاستقرار في أفريقيا، فبموجب ذلك القرار حافظت الدول الإفريقية على وحدتها، واستقلالها، وسدت ذرائع الكثير من الاضطرابات والاحتراب، والتناحر، وعوامل عدم الاستقرار في أفريقيا، ولنا أن نتخيل كيف كان يمكن أن يكون حال الدول الأفريقية لو أنها سمحت بتغيير حدود الدول التي استقلت عن الاستعمار؛ وفتحت الباب أمام دعاوى الانفصال استنادا إلى اختلافات عرقية أو مظالم تاريخية.
وتأتي رسالة العمراني بعد إقرار اللقاء التشاوري الجنوبي الذي نظمه المجلس الانتقالي الجنوبي (المدعوم إماراتيا) عددا من الوثائق، التي تؤكد على الانفصال، وإخراج أي قوات غير جنوبية من محافظات الجنوب، في ظل صمت سعودي وعربي مطبق.
وتضمنت الوثائق أسس المرحلة المقبلة، بما فيها التوافق على بناء ما تسميها دولة الجنوب، وإتمام السيطرة العسكرية لقوات المجلس الانتقالي، وترتيب أوضاع أي تشكيلات عسكرية جنوبية غير منضوية في إطار هذه القوات.
والجمعة، كشفت مجلة بولتيك الأمريكية عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بالاستعانة بشركة علاقات عامة لدعم مطالب ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي بفك الارتباط، بمبلغ مليون ومائتي ألف دولار.
وتحدثت المجلة في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" عن قيام أبو ظبي بالاستعانة بعدة شركات علاقات عامة منها شركة "هايبر فوكل" لدعم مطالب المجلس الانتقالي بانفصال جنوب اليمن عن شماله.