ماذا يحدث للصائم إذا شرب كمية كبيرة من الماء على الإفطار بسرعة؟ وما معدل شرب الماء الأقصى في الساعة الواحدة؟ وما التسمم المائي؟ الإجابات وأكثر في هذا التقرير.
ماذا يحدث للصائم إذا شرب كمية كبيرة من الماء على الإفطار بسرعة؟
شرب كمية كبيرة من الماء على الإفطار مرة واحدة -6 أكواب مثلا؛ أي لتر ونصف اللتر- قد يؤدي إلى التالي:
تعب وإرهاق.
تلبك في المعدة، التي تكون في حالة استراحة طيلة الصيام ثم تتعرض لصدمة دخول كمية كبيرة من الماء.
إذا تناول الشخص الطعام مع كمية الماء الكبيرة هذه فقد يصاب أيضا بنفخة.
ماذا يحدث للصائم إذا شرب كمية كبيرة من الماء على السحور بسرعة؟
تعب وإرهاق.
نفخة.
خلال الساعات اللاحقة سيضطر الشخص لدخول الحمام للتبول عدة مرات، ولن يستفيد كثيرا -في الأغلب- من كمية الماء الكبيرة التي شربها بسرعة.
ماذا يحدث للصائم اذا شرب كمية كبيرة من الماء
كم كمية الماء التي يوصى الصائم بشربها على الإفطار؟
كوب إلى كوبين مع بضع تمرات، ثم يمكنه أن يصلي، وبعدها يتناول الإفطار ويبدأ بالشوربة.
بعد ذلك يوصى بتوزيع كمية الماء وشربها طوال الفترة بين الإفطار والسحور.
كم كمية الماء التي يوصى الصائم بشربها على السحور؟
لا توجد توصية تنطبق على الجميع، يمكن مثلا شرب كوبين، لكن الأهم هو تناول أغذية تحتوي على الماء، والتي تبقى في الجهاز الهضمي ويمتص منها الجسم الماء ببطء، وبالتالي تحافظ على رطوبة الجسم فترة أطول، مثل:
البطيخ
الخيار
الطماطم
الشمام
البرتقال
العنب
حساء الخضار
ما معدل شرب الماء الأقصى في الساعة الواحدة؟
وفقا لجامعة هارفارد، فإن القاعدة العامة للأشخاص الأصحاء هي شرب كوبين إلى 3 أكواب من الماء في الساعة، أو أكثر إذا كنت تتعرق بشدة.
ما كمية الماء التي يجب أن تشربها في اليوم؟
القاعدة اليومية العامة هي شرب من 6 إلى 8 أكواب من الماء أو السوائل يوميا، وذلك للأشخاص الأصحاء، ويشمل هذا الماء أو السوائل الأخرى مثل العصائر والشوربات.
أما في حالة الصيام أو الجو الحار فيفترض شرب كمية أكبر.
في المقابل، إذا كنت مريضا قد يوصي الطبيب بشرب كمية أكبر أو أقل.
شرب الكثير من الماء والتسمم المائي
شرب كمية كبيرة من الماء خلال فترة زمنية قصيرة قد يؤدي إلى التسمم المائي، وهي حالة تسبب أعراضا مثل الغثيان والارتباك، وذلك وفقا لتقرير للكاتب أدريان سيتز في موقع "ميديكال نيوز توداي" (medical news today).
ما التسمم المائي؟
التسمم المائي -المعروف أيضًا بالسمية الناتجة عن الماء- عبارة عن اضطراب في وظيفة الدماغ ناتج عن الإفراط في شرب الماء، حيث يؤدي ذلك إلى زيادة كمية الماء في الدم، الذي بدوره يخفض "الشوارد" (electrolytes) الموجودة في الدم وعلى رأسها الصوديوم، فإذا انخفضت مستويات الصوديوم عن 135 ميلي مول في اللتر، فإن هذه الحالة تعرف من قبل الأطباء بنقص الصوديوم في الدم.
وأوضح الكاتب أن الصوديوم يلعب دورًا في موازنة السوائل في الخلايا بين الداخل والخارج، وعند الإفراط في استهلاك الماء تنتقل السوائل من خارج الخلية إلى داخلها، الأمر الذي يسبب تضخمها، وعندما يحدث هذا الأمر في خلايا الدماغ يصبح أمرًا خطيرًا ومهددًا للحياة.
مخاطر الإفراط في شرب الماء
عندما يقوم شخص باستهلاك كمية زائدة من الماء وتبدأ خلايا دماغه الانتفاخ يزداد الضغط على الجمجمة، مما يسبب أعراض التسمم المائي.
أعراض التسمم المائي:
الصداع.
الغثيان.
التقيؤ.
يمكن أن تؤدي الحالات الشديدة لتسمم الماء إلى أعراض أكثر خطورة مثل:
النعاس.
ارتفاع ضغط الدم.
اضطراب الرؤية.
ضيق التنفس.
كما يمكن أن يؤدي التسمم المائي إلى الوذمة الدماغية، وهو تراكم السوائل في الدماغ، والتي يمكن أن تؤثر على البنية الجذعية للدماغ وتسبب خللًا في الجهاز العصبي المركزي، كما أنه وفي الحالات الشديدة يمكن أن يسبب التسمم المائي نوبات وتلفًا في الدماغ وغيبوبة، وقد يسبب الموت.
ما الذي يسبب التسمم المائي؟
التسمم المائي أمر نادر الحدوث، وكما سبق ذكره فإن شرب الكثير من الماء لا يأتي عن طريق الصدفة، ومع ذلك يبقى حدوثه واردًا، فقد كانت هناك العديد من التقارير الطبية عن تسجيل وفيات ناتجة عن الإفراط في شرب الماء.
وفي هذا السياق، يذكر التقرير أن التسمم المائي يؤثر على وجه الخصوص على الأشخاص المشاركين في المنافسات الرياضية أو تدريبات التحمل، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من حالات معينة على مستوى الصحة العقلية.
الأحداث الرياضية والتسمم المائي
ويضيف الكاتب أن التسمم المائي شائع على وجه الخصوص بين ممارسي رياضات التحمل، ويحدث ذلك حين يقوم الشخص بشرب كميات كبيرة من الماء لا تتوافق بشكل صحيح مع الإلكترولايت التي يتم فقدانها، ولهذا السبب غالبًا يحدث نقص الصوديوم في الدم أثناء المنافسات الرياضية الكبرى.
ووفقًا لإحدى الدراسات، فمن بين المشاركين في ماراثون بوسطن 2002 البالغ عددهم 488، عانى 13 رياضيًّا من نقص الصوديوم في الدم، وتسببت حالات التسمم المائي التي وقعت في هذا الحدث الرياضي في وفاة أحد الرياضيين.
التسمم المائي والصحة العقلية
الإفراط في شرب الماء يمكن أن يكون بسبب عطش الماء القهري (psychogenic polydipsia)، وهو أحد أعراض الحالات المتعلقة بالصحة العقلية، حيث تنتشر هذه المشكلة بين المصابين بالفصام، ولكن قد تظهر أيضًا عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عاطفية أو ذهان أو اضطرابات الشخصية.
التسمم المائي يمكن أن يكون قاتلًا
سُجِّلَتْ حالات عديدة لوفيات ناتجة عن تناول كميات زائدة من الماء، والأشخاص المعرضون للوفاة نتيجة للتسمم المائي هم الذين يخوضون منافسات رياضية أو تدريبات تحمل أو تدريبات عسكرية، ومن غير المرجح أن يموت الشخص بسبب الإفراط في شرب الماء من دون القيام بشيء آخر موازاة مع ذلك.
متى تتجاوز الكمية اللازمة من الماء؟
الإفراط في شرب الماء أو التسمم المائي يحدث عندما يشرب الشخص كمية من الماء تفوق الكمية التي تستطيع الكُلَى التخلص منها عن طريق البول، غير أن كمية الماء ليست العامل الوحيد حيث يلعب الوقت دورًا في ذلك، ويعطي الكاتب مثالا، حيث أصيب شخص يبلغ من العمر 22 سنة ويتمتع بصحة جيدة بتسمم مائي بعد شربه 6 لترات من الماء خلال 3 ساعات، في حين تعرضت فتاة في التاسعة من العمر لهذا الأمر بعد أن شربت 3.6 لترات في مدة تراوحت بين ساعة وساعتين.
الوقاية من التسمم المائي
يمكن أن يؤدي شرب الكثير من الماء إلى التسمم المائي، ولكنها تبقى حالة نادرة ولا تحدث سوى في صفوف الرياضيين. ومع ذلك، لا توجد إرشادات رسمية حول كمية الماء التي يجب شربها، ومن أجل الوقاية من التسمم المائي توصي بعض المصادر بشرب ما لا يزيد على 0.8 إلى 1.0 لتر من الماء في الساعة، أي 3 إلى 4 أكواب، وفقا للكاتب.