حددت معظم الدول العربية، يوم غد الخميس، بداية شهر رمضان المبارك، الذي ينتظره الناس لممارسة طقوس وتقاليد حميمة.

ويتوارث اليمنيون في جميع المحافظات، تقريباً، تقاليد متنوعة يستقبلون فيها شهر رمضان الفضيل، وهي تقاليدٌ عملت الحرب على تراجع واختفاء بعضها، بينما تقاليد لا تزال صامدة؛ ومنها تقليد “يا نفس ما تشتهي”، الذي ما زال حاضرا، وإن بشكل محدود، على الرغم من الظروف المأسوية التي فرضتها الحرب.

“يا نفس… ما تشتهي”، تقليد تلتقي بموجبه العائلة، في 28 أو 29 شعبان، على أكلات متنوعة في بيت العائلة الكبير أو في أحد المطاعم؛ فيأكلون في طقوس احتفائية، مليئة بمشاعر المحبة، وكأنهم يودعون بواسطتها أيام الفطر، بينما هم يهيئون أنفسهم لاستقبال شهر رمضان، من خلال تجديد أواصر العلاقة فيما بينهم كعائلة.

عيسى لطف،41 سنة، طبيب، من أبناء صنعاء القديمة، اعتاد هو وأخوته على أن يلتقوا في منزل والدهم يوم 28 شعبان من كل عام، وهناك الكل يأتي بما جاد من طعام مع عائلته، ويتم الجلوس على ما يشبه الوليمة، والكل يأكل مما جاد به الآخر في جو يُعيد تجديد المودة بين فروع العائلة، ويعزز من أواصر القُربى أيضاً؛ إذ أن الكل يأكل من طعام الآخر؛ وهذا يُدخل الجميع في شهر الصيام وقد تخففت نفوسهم من أي ضغينة؛ ليكون رمضان شهرا مباركا وعبادة متقبلة.

أما عبد السلام الذماري،52 سنة، موظف حكومي، فقد انقطع عن هذه العادة منذ خمس سنوات؛ فظروف الحرب أوصلته إلى تجاهل عادات أخرى مرتبطة برمضان.

وفي فلسطين، سيمنع الاحتلال، خلال الشهر الكريم، القاصرين والأطفال والشباب والرجال وحتى سن 45 عاما من دخول المسجد الأقصى أو القدس، وهذا يعني، وفق الإعلامي المقدسي منير الغول، أن أكثر من 40 % من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة ممنوعون من الدخول للقدس خلال رمضان.

وفي مصر، يتزايد عدد الذين يستمعون لإذاعة “القرآن الكريم”، والتي تعد أصلا في المرتبة الثانية على مستوى الإذاعات في معدل الاستماع عند المصريين، وفق دراسة ميدانية أجراها المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام (تكامل مصر)، أواخر عام 2020. لكن، على ما يبدو، فإن تمرير إعلانات خلال بث الإذاعة، بات يثير استياء البعض، إذ دعت النائبة ألفت المزلاوي، في طلب للبرلمان، إدارة الإذاعة بمنع الإعلانات على هذه المحطة ذات الخصوصية، حيث “لا يصح قطع أجواء الترتيل والتلاوة بإعلانات عن الضرائب وحفر الآبار”.

ولفتت إلى أن ما يراه الناس ويسمعونه في بقية المحطات والقنوات يجب أن يختلف عما يسمعونه من إذاعة للقرآن الكريم.

أما في تركيا فيستعد 3 آلاف و400 مسحراتي للتجول في أزقة شوارع إسطنبول، لإيقاظ الناس لتناول وجبة السحور قبل أذان الفجر.

إلى ذلك، سمح الدوري الإنكليزي لكرة القدم للاعبين المسلمين بتناول الإفطار أثناء المباريات خلال شهر رمضان. وذكرت شبكة “سكاي سبورتس” الرياضية، أن هيئات تحكيم مباريات كرة القدم في بريطانيا أصدرت توجيهات لحكام المباريات للسماح بإيقاف المباريات بشكل طبيعي لتمكين اللاعبين المسلمين من تناول الإفطار خلال شهر رمضان.

وأوضحت الشبكة أن التوجيهات تشمل السماح للاعبين بتناول السوائل أو المكملات الغذائية عند وقت الإفطار في المباريات الليلية في رمضان.

وذكرت أن التوجيهات تشمل اللاعبين ومسؤولي المباريات المسلمين، مشيرة أن على حكام المباريات تحديد اللاعبين المسلمين قبل انطلاق المباراة للاتفاق على وقت معين لاستراحة تناول الإفطار.