شدد مسؤولون دوليون ودبلوماسيون ومسؤولون يمنيون، على التمسك بوحدة البلاد، والنظام الجمهوري، مطالبين بوقف الحرب والبدء في مفاوضات سلام تنهي مأساة البلاد الغارقة في الحرب منذ ثماني سنوات.
جاء ذلك خلال بيان صادر عن مؤتمر دولي عقد الإثنين، في العاصمة الأمريكية واشنطن، تحت شعار "نحو سلام مستدام وديمقراطية في اليمن" بمشاركة نخبة من السياسيين اليمنيين والباحثين والمسؤولين الغربيين، وعلى رأسهم المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينج، والحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، ومديرة منظمة (DAWN)، سارة ليي وايتسون، وعميد كلية الخدمة الخارجية في جامعة جورجتاون، جويل هيلمان.
وأكد البيان الصادر عن المؤتمر، على الحاجة الملحة لعقد مؤتمر وطني يمني يضم كافة الأطياف اليمنية لإنتاج قيادة يمنية جديده تعبر عن مصالح الشعب اليمني بآليات تتفق مع روح الدستور اليمني وبتوافق وطني شامل لقيادة المرحلة القادمة للبدء في مفاوضات السلام.
وقال البيان، بأن إنتاج القيادة الحالية للبلاد، وبالآليات التي أتُبعت أوصل جهود السلام التي يقوم بها المبعوثان الأممي والأمريكي إلى طريق شبه مسدود.
نص بيان مؤتمر واشنطن
في جو من الشعور العالي بالمسئولية بما يعانيه اليمن من مأساة الحرب المروعة التي تقف اليوم على مشارف عامها الثامن التي خلفت اكثر من نصف مليون قتيل وجريح ومعاق ومصاب وفي ظل انسداد الوضع العسكري والسياسي وانتهاء دور الإقليم والمجتمع الدولي عند فتح مطار هنا أو ميناء هناك بينما يوجد أربعه مليون نازح يعتمدون على المساعدات الإنسانية وعشرين مليون يعيشون تحت خط الفقر وتدمير شامل للبنية التحية وقبل هذا تعنت الحوثي وعدم تجديده للهدنة والتلويح مجددا بخيار الحرب، ثم إنحراف دور التحالف العربي عن المهمة التي جاء من أجلها إلى صناعة المليشيات وبناء الكانتونات هنا وهناك وتحويل قادة الفصائل المسلحة إلى قادة للدولة يأتي اجتماعنا هذا في واشنطن وبمشاركة من الأصدقاء في معهد الدراسات العربية المعاصرة في جامعة جورجتاون ومؤسسة توكل كرمان ومنظمة الديمقراطية في العالم العربي الآن (DWAN) بحضور المبعوث الأمريكي لليمن تيموثي ليندركينج
ونعبر نحن المشاركين في مؤتمر "نحو سلام مستدام وديمقراطية في اليمن" والذي عقد في جامعة جورجتاون بواشنطن في الـ 9 من ديسمبر 2023 عن تقديرنا لعقد هذا اللقاء الذي اتاح لهم مناقشة الوضع السياسي والانساني في اليمن بكل انفتاح وحرية، ونعبر عن بالغ شكرنا للذين سهلوا عقد هذا الإجتماع وشاركوا فيه من الأشقاء والأصدقاء وعبروا عن تضامنهم مع الشعب اليمني الذي يعاني من أوضاع بالغة السوء، منذ نحو ثمان سنوات.
ونؤكد نحن المشاركون أن الوصول للسلام الحقيقي يتطلب الوفاء بالإلتزامات التالية من قبل الأطراف المحلية المنخرطة في هذه الحرب أو الإقليم وفي المقدمة منه (التحالف العربي) والمجتمع الدولي كالتالي:
- ونشدد نحن المشاركين في فعاليات المؤتمر على التمسك بوحدة اليمن والنظام الجمهوري بلا تفريط في السيادة أو إنتقاص في مشروع الدولة الإتحادية المدنية الديمقراطية كما أكد على ذلك مخرجات الحوار الوطني، ونحيي جهود المجتمع الدولي الداعم لهذا الحق كما نصت عليه قرارات مجلس الأمن الدولي.
- نؤكد على الحاجة الملحة لعقد مؤتمر وطني يمني يضم كافة الأطياف اليمنية لإنتاج قيادة يمنية جديده تعبر عن مصالح الشعب اليمني بآليات تتفق مع روح الدستور اليمني وبتوافق وطني شامل لقيادة المرحلة القادمة للبدء في مفاوضات السلام، وحقة في دولة اتحادية مدنية ديمقراطية يحكمها القانون وتضع حقوق الإنسان والعدال والمساواة أساس وجودها وكينونتها وتدعو المجتمع الدولي إلى تأييد هذا المسعى لأن إنتاج القيادة الحالية وبالآليات التي أتُبعت أوصل جهود السلام التي يقوم بها المبعوثان الأممي والأمريكي إلى طريق شبه مسدود.
- ندعو نحن المشاركين في المؤتمر الحوثيين إلى الامتثال لطموحات وآمال اليمنيين في السلام الشامل المُستدام القائم على الأسس التي حُددت في مشروع مسودة الدولة الإتحادية بإقامة دولة إتحادية مدنية ديمقراطية ترعى مصالح كل اليمنيين من المهرة إلى صعده وتضمن الشراكة المتساوية لكل اليمنيين في السلطة والثروة، وستكون موافقة الحوثي على وقف الحرب والانخراط في مفاوضات جادة هي أقصر الطرق لإخراج البلاد من حالة الاقتتال والحرب إلى السلام وقطع الطريق على محاولات تمزيق وتفتيت اليمن على خلفية رفض الحوثي للدعوة للسلام سوى من قبل الأطراف المحلية أو الإقليمية أو المجتمع الدولي.
- نؤكد ان سحب سلاح المليشيات وجعل كل القوات في أطار وزارتي الدفاع والداخلية هو خارطة الطريق الأمثل للخروج من هذا التشظي الذي سيعيق الوصول للسلام
- ونرى أهمية أن تكون الدولة وحدها صاحبة الحق الحصري في امتلاك السلاح ولا يحق لأي طرف سياسي أو طائفي أو مناطقي أو قبلي أن يستمر في إمتلاك السلاح ليهدد بقاء الدولة ويضرب كيانها وقواعد وأسس أستمرارها.
- إن أي تسوية سياسية مقبلة في اليمن، يجب أن تتأسس على ما تم التوافق عليه في مخرجات الحوار الوطني الذي أنتج مشروع مسودة دستور الدولة الإتحادية قبل أن يتم تقويضه بالانقلاب والحرب، وأن تشمل العملية السياسية اليمنيين كلهم دون استثناء لأن الخروج عن وثيقة الحوار الوطني التي توافق عليها اليمنيون يعني العودة للعوامل والمسببات المنتجة للحروب التي مزقت اليمن منذ عشرات السنين.
إن وجود مسار واضح للعدالة الانتقالية هو احد سبل القضاء على مسببات إعادة إنتاج الحروب وعوامل التفكك التي طالت تنخر الجسد اليمني منذ عقود طويلة.
- نشدد على ضرورة أن تترافق الدعوة للسلام مع الدعوة لمؤتمر دولي لإعمار اليمن وإنجاز المسارين في وقت واحد لأن للسلام متطلبات إقتصادية ملحة تنتشل اليمنيين من وهدة الجوع والفقر وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
- نشدد على اولوية اطلاق سراح جميع المختطفين والأسرى وتعويضهم وإعادة تأهيلهم من كل الأطراف واقفال كافة السجون والمعتقلات .
-كما نطالب برفع كافة انواع الحصار عن الجمهورية اليمنية بشقيه الداخلي بين المدن الذي تفرصه الميليشيا والخارجي الذي تفرضه الامارات والسعودية وبما فيه رفع الحظر عن تصدير الغاز والمشتقات النفطية.
ونشدد على ضرورة خروج كافة القوات الأجنبية من اليمن وتسليم الموانئ والجزر والقواعد العسكرية الأجنبية لليمنيين.
- في ختام فعاليات المؤتمر نحيي نضالات المرأة اليمنية والشباب والطلاب وكل الفئات اليمنية الأخرى لحرصهم ومساهماتهم الفعالة في الخروج من حالة الحرب المدمرة إلى السلام الشامل ويحيي صمودهم وصبرهم على ما تحملوه من مشاق وصعاب جمه أنتجتها الحرب ونتائجها المريرة.