[ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي (أرشيفية) ]
توفي ظهر اليوم الاثنين العلامة الدكتور يوسف القرضاوي المؤسس والرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في العاصمة القطرية الدوحة، عن عمر ناهز 96 عامًا.
وأعلنت الحسابات الرسمية للعلّامة الراحل نبأ الوفاة، واكتفى ابنه الشاعر عبد الرحمن يوسف بإعلان الخبر الحزين بكلمتين فقط قائلًا “ترجّل الفارس”.
وللقرضاوي الذي مات والده وعمره عامان وتولى عمّه تربيته، 4 بنات هن إلهام وسهام وعلا وأسماء و3 أولاد هم محمد وعبد الرحمن وأسامة.
وفور إعلان وفاة الشيخ القرضاوي، تصدّر اسمه منصات التواصل الاجتماعي في مصر ودول عربية وإسلامية عديدة.
وللقرضاوي ما يزيد على 170 مؤلفا تشمل كتبا ورسائل، وله كثير من الفتاوى والعديد من حلقات البرامج الدينية منها التسجيلية والحية.
وقال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عبر منصاته إن “الإمام يوسف القرضاوي وهب حياته مبينا لأحكام الإسلام.. وقد فقدت الأمة الإسلامية عالمًا محققًا من علمائها المخلصين”.
نشأته ومؤهلاته
ووفق سيرته الذاتية، ولد الشيخ القرضاوي عام 1926 في قرية صفت تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية المصرية، وأتم حفظ القرآن الكريم وأتقن أحكام تجويده وهو دون العاشرة من عمره.
والتحق بمعاهد الأزهر الشريف فأتم فيها دراسته الابتدائية والثانوية، وكان دائمًا في الطليعة، وكان ترتيبه الثاني في الشهادة الثانوية على مستوى مصر رغم ظروف اعتقاله في تلك الفترة.
التحق بعد ذلك بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ومنها حصل على العالية عام 1953، وكان ترتيبه الأول بين زملائه وعددهم 180، ثم حصل على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954 وكان ترتيبه الأول بين زملائه من خريجي الكليات الثلاث بالأزهر، وعددهم 500.
وفي عام 1958حصل على دبلوم معهد الدراسات العربية العالية في اللغة والأدب، وفي 1960 حصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين ثم حصل على الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من نفس الكلية عام 1973 عن “الزكاة وأثرها في حل المشاكل الاجتماعية”.
أعماله الرسمية
عمل الدكتور القرضاوي فترة بالخطابة والتدريس في المساجد ثم أصبح مشرفًا على معهد الأئمة التابع لوزارة الأوقاف في مصر، ونقل بعد ذلك إلى الإدارة العامة للثقافة الإسلامية بالأزهر الشريف للإشراف على مطبوعاتها والعمل بالمكتب الفني لإدارة الدعوة والإرشاد.
وفي عام 1961 أعير لدولة قطر عميدًا لمعهدها الديني الثانوي فعمل على تطويره وإرسائه على أمتن القواعد التي جمعت بين القديم النافع والحديث الصالح، وفي عام 1973 أنشئت كليتا التربية للبنين والبنات نواة لجامعة قطر فنقل إليها ليؤسس قسم الدراسات الإسلامية ويرأسه
في عام 1977 تولى تأسيس وعمادة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، وظل عميدًا لها إلى نهاية العام الجامعي 1990، كما أصبح المدير المؤسس لمركز بحوث السنة والسيرة النبوية بجامعة قطر، وظل قائما بإدارته حتى وفاته.
حصل العلامة الراحل على جائزة البنك الإسلامي للتنمية في الاقتصاد الإسلامي لعام 1411هـ، كما حصل على جائزة الملك فيصل العالمية بالاشتراك في الدراسات الإسلامية لعام 1413هـ.
وحصل كذلك على جائزة العطاء العلمي المتميز من رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا عام 1996، كما حصل على جائزة السلطان حسن البلقية (سلطان بروناي) في الفقه الإسلامي لعام 1997.