نظم التجمع اليمني للإصلاح بوادي حضرموت اليوم السبت، بمدينة سيئون بمحافظة حضرموت شرقي اليمن، ندوة بعنوان "حضرموت تجمعنا " ضمن احيائه ذكرى تأسيس الحزب، وأعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.
وفي افتتاح الندوة التي حضرها نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة أكرم نصيب العامري وعضو مجلس الشورى رئيس مرجعية قبائل حضرموت الشيخ عبدالله صالح الكثيري، أشار القيادي في إصلاح وادي حضرموت علي خميس صبيح أن الإصلاح رفع شعار "حضرموت تجمعنا" لتتكاتف الجهود من أجل حضرموت وليكون العمل لها حاضر في حياة أبناء المحافظة، مشيرا إلى ما يتمتع به الحضارم من السلام والمحبة والود، وتمسكهم بدولة النظام والقانون والمحافظة على مؤسسات الدولة ونبذ العصبيات والخلافات.
وتضمّنت الندوة ثلاث أوراق عمل الأولى قدمها الكاتب والباحث مرعي حميد حول "الفاعلية الحضرمية" ، فيما الثانية بعنوان "حضرموت أولا" قدمها الشخصية الاجتماعية وعضو المؤتمر الشعبي العام يسر محسن العامري، بينما تناول في الورقة الثالثة عبدالله بن شهاب (نموذج المجتمع الحضرمي في السلم الاجتماعي).
في الورقة الأولى عرّف المفكر والباحث مرعي حميد الفاعلية الحضرمية بقوله "قدرة الحضارم على الإنجاز الإيجابي البنّاء والاستمرار فيه وتجاوز التحديات والصعوبات بكفاءة واقتدار حفاظاً على المكتسبات المشروعة خدمة للصالح العام والخاص بما يتوافق مع الحق والخير والعدل شرعا وعرفا وقانونا وعقلا" .
إلى ذلك تناول يسر العامري في الورقة الثانية المحطات البارزة في تاريخ حضرموت منذ صدر الإسلام واسهامات الحضارم في نشره شرق آسيا عبر المعاملة الحسنة صدقاً وأمانة والتاريخ العريق إلى جانب التجارة والإسهام البارز في الفكر والأدب والدعوة والفقه ومختلف الميادين ، وصولاً للتاريخ المعاصر لحضرموت الذي يعتقد " العامري " أنّ أبناءها لا زالوا يمتلكون القدرات والإمكانيات التي تؤهلهم لصنع المعجزات وخدمة وطنهم ومجتمعهم.
ولفت إلى أنّ شعار "حضرموت أولاً" تم رفعه في العام 2018 م ويسعى من خلاله الخيريين من أبناء المحافظة لتحقيقه على أرض الواقع عبر استشعار المسؤولية وخوض التحديات بكل عزيمة وإصرار على تحقيق المستقبل الأفضل والأجمل لحضرموت ، والذهاب معاً لتحقيق مستقبل حضرموت في الحد الأدنى " اقليم حضرموت ".
وأكد العامري أنّ حضرموت إقليم مستقل بكامل الصلاحيات مطلب حضرمي بحت ، ومحل إجماع من كل المكونات الإجتماعية والسياسية " حضرمية الهوى والهوية ".
ونوه إلى أنّ اقليم حضرموت بكامل الصلاحيات مع تعديل فقرات مسودة الدستور التي تحد من صلاحيات هذا الإقليم هدف سامي ونبيل للحضارم وهو المخرج من التبعية التي عانت منها حضرموت بعد الاستقلال و الوحدة .
وشدّد العامري على أنّ حضرموت الجوهرة الثمينة بحاجة إلى من يقدرها ويخاف عليها وألا يُفرّط في حاضرها ومستقبلها، ويتطلّب اليوم إنعاش واستنهاض النخوة الحضرمية والإعتزاز والافتخار بكل ما هو حضرمي دون غرور أو تعصب بل بتواضع وأخلاق حميدة كما عُرف عن الأجداد الحضارم.
وبيّن أنّ أي خطوة أو مغامرة غير محسوبة ستُكلّف حضرموت الآمنة المستقرة مقارنة ببعض الأماكن ثمناً باهضاً يجعل المخلصين من أبناءها يضربون أخماساً في أسداس.
و تطرّق عبدالله بن شهاب في ورقته الثالثة إلى مفهوم السلم الإجتماعي الذي يُمثّل لأي مجتمع القاعدة الإجتماعية الأساسية التي ينطلق منها أفراد المجتمعات في بلدان العالم في تأمين تعايشهم الديني والسياسي والاقتصادي والإجتماعي والتعليمي والثقافي ، ومن خلاله يتحقق لهم توفير أمنهم واستقرارهم والبحث عن مصادر معيشتهم ومصالحهم المادية.
ولفت إلى أنه في رحاب السلم الإجتماعي يُمكن تحقيق التنمية والتقدّم والبناء مع حفاظ الجميع على صون ممتلكاتهم وتبادل منافعهم المشتركة.
وقدّم بن شهاب شرحاً للعقد الإجتماعي والنزاعات التي تعد مظهر للتوتر بين طرفين.
وأوضح في هذا السياق إلى نماذج من تاريخ حضرموت ، حيث كان لمكونات المجتمع في حضرموت دور ومكانة كبيرة في الحياة الإجتماعية والسياسية في حل قضايا الثأر والخلافات ومعالجتها والقضاء عليها كونها أحد أكثر القضايا تدميراً للسلم الإجتماعي بين الناس .إلى جانب توصّل قادة المجتمع الحضرمي للعديد من اتفاقيات الصلح بين القبائل وكذا بين السلطنتين القعيطية والكثيرية في تلك الفترة .
واختتمت الندوة التي حضرها عضو مجلس النواب الأستاذ سعيد دومان وعضو المجلس المحلي بالمحافظة المُهندس محمد أبوبكر حسان وعدد من الوجهاء والشخصيات الإجتماعية ومقادمة الحويف ، إلى عدد من المُداخلات التي أوصت بالدعوة لميثاق حضرمي لجميع المكونات يتنازل فيه الجميع لمصلحة حضرموت وبناءها وتنميتها وإنشاء مكتبة تضم التاريخ الحضرمي والعمل على نشره في أوساط الشباب في المدراس والجامعات حتي يكون نبراساً لهم في حياتهم ومستقبلهم.