المطلوب منكم أن تحبوا اليمن وشعب اليمن وتحفظوا الولاء له ، دون سواه وأن تضحوا بمصالحكم الخاصة في سبيله ، فما يؤلم الشعب اليمني أنه يريد تحرير قرار الشرعية ، لكن البعض منكم يتواطأ على الشعب وعلى شرعيته مع قوى غير شرعية..الشعب اليمني حريص على أن يمنحكم الشرعية بما تمثل من امتداد للقرار الوطني ، لكن البعض يبحث عن الشرعية الخارجية .

المطلوب منكم أن تتحملوا مسؤلية الوطن والشعب وأن تعبروا عن وحدة الأرض والإنسان وتتمسكوا بثوابت اليمن التاريخية ، لكن البعض يمسح تاريخه العميق ليتشبث بتاريخ طارئ ويدمر ثوابته الحامية لوجوده ليتشبث بالخارج الذي سيستبدله يوما ما بعبد آخر يحقق له مصلحته..

الشعب اليمني ثابت على شرعيته ، فأين أنتم من هذه الثوابت الوطنية ؟ أين دور المؤسسات في الحفاظ على الدستور وسيادة اليمن ؟ وأين تمسكها باستقلال القرار الوطني ؟ لماذا تماهى مسؤلي هذه المؤسسات مع تمزيق الأرض والإنسان ؟ أين مواقفهم في إنقاذ الشعب ؟ لماذا ترك الشعب يستجدي مستلزمات الحياة ؟

لا يريد منكم الشعب سوى تحرير قراركم وقرار وطنكم وهذا حق مكفول لكم في القرار 2216 ، وفي أهداف تحالف دعمكم ، فلا تتخوفون من ممارسة حق هو لكم.. إن صمتكم عن حقكم في ممارسة القرار جعل اليمن دولة منقوصة السيادة والقرار ، فلماذا تفرطون بذلك ؟

الشعب يريد منكم وضع أيديكم على الاقتصاد ، كي تؤمنوا لأنفسكم ما يغنيكم عن مذلة السؤال ممن لا يريد منكم سوى أن تكونوا بنادق للإيجار ، ويريد منكم أن تؤمنوا له الغذاء والدواء والكهرباء وجميع مستلزمات الحياة ليوفر لكم شرعية البقاء..

لقد اتضح جليا أن أمريكا تحقق مصالحها من خلال عصابة الحوثي واتضح أن أمريكا لا تحب السعودية والإمارات ، وكراهيتهما تنعكس علينا في اليمن ، فلا تطيلوا البقاء في حضرة القرار السعودي الإماراتي، لأن الانتظار يعني مزيدا من تمكين عصابة الحوثي من لعب دور في تمكين أمريكا وإيران من ابتزاز دول الخليج..

لستم بحاجة الآن إلى تقييم من يتحمل المسؤلية فيما وصلنا إليه ، فبالتأكيد مجلس القيادة الرئاسي يتحمل المسؤلية حاليا ، كونه هو السلطة الفعلية وهو على رأس الهرم في البلاد ، ومن ثم رئيس البرلمان ورئيس الحكومة وقادات الأحزاب السياسية جميعهم يتحملون أيضا المسؤلية..

فعليكم أن تنظروا أيهما أهم ، علم الجمهورية اليمنية ، أم علم الإمارات ؟ وأيهما أهم أن تسيطروا على ثروات بلادكم وتنفقون منها ، أم تنتظرون لمذلة الوديعة التي لن تأتي ، لأن آل جابر وأبو خليفة قد تصرفوا بها سلفا ؟ وأيهما أهم أن ترفعوا رسالة إلى الأمم المتحدة لتحديد وضع جزيرة سقطرى ، أم تتعاملوا مع احتلالها وكأنه لا يعنيكم ولا تعنيكم سيادة بلد أنتم الآن مسؤولون عليها ؟

أما السؤال الأكبر فهو لكل أستاذ في الجامعة و معلم في المدرسة و قاض في المحكمة ومحام في النيابة وقائد في حزب ، ألم تأكلوا من خيرات اليمن ، وترعرعتم في حضنها ؟ فلماذا هذا الصمت ، ولماذا لا تقومون بواجبكم تجاه شعبكم واتجاه السلطة ، ولماذا هذا الصمت المطبق عن الانحراف والفساد ؟

ويبقى السؤال دائما ، ماهو الحل ؟ الحل هو أولا أن يؤمن أعضاء مجلس القيادة الرئاسي بأن شرعيتهم مستمدة من الشعب اليمني وليس من آل جابر وأبو خليفة ، هذا أولا ، أما ثانيا ، فالمطلوب تكليف حكومة تليق باليمن شماله وجنوبه ، وأعتقد أن الدكتور يحيى الشعيبي موقعه على رأس هذه الحكومة سيكون أفضل من موقعه كمدير لمكتب الرئيس ، لأنه سيمثل كل الأطراف وسيحرص على اختيار وزراء يتمتعون بالكفاءة والأخلاق والقانون ، هذا على المستوى الرسمي ، أما على المستوى الشعبي ، فنحن بحاجة إلى جبهة وطنية عريضة تقوم بدور المعارضة للحفاظ على عدم انحراف القرار الوطني .