[ أطفال ضحايا قصف حوثي استهدف حيا سكنيا في تعز ]
كشفت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان ومقرها أمستردام بهولندا، عن أن ضحايا الحصار الحوثي المفروض على محافظة تعز منذ منتصف 2015 حتى منتصف 2022 تجاوز عددهم 10 آلاف مدني بينهم 2720 قتيل.
جاء ذلك في تقريرٍ حقوقي صدر اليوم بعنوان (تعز.. الحصار المميت) خصص لرصد وتوثيق المعاناة والانتهاكات التي طالت سكان المناطق العالقة في محافظة تعز (المدينة والريف) وشملت 7 مديريات ، هي ( صالة - القاهرة - المظفر - جبل حبشي - التعزية - مقبنة - صبر الموادم ) ، خلال الفترة من أيار/مايو 2015 حتى أيار/مايو 2022.
وقال التقرير، بأن فرق الرصد الميدانية وثّقت أنواع ضحايا الحصار والاعتداءات الحوثية بمحافظة تعز طوال الفترة التي يغطيها التقرير، والتي بلغ إجمالها ( 285445 ) حالة تنوعت بين ضحايا القصف والقنص والألغام والقتل عند الحواجز إضافة لضحايا انعدام الأوكسجين، وضحايا الحوادث المرورية الناتجة عن سلوك طرق بدائية بديلة، وكذلك وفيات مرضى السرطان والفشل الكلوي الذين تسببت ظروف الحصار في وفاتهم، إضافة لضحايا سوء التغذية الحاد من الأطفال والذين يمثلون النسبة الكبرى من هذه الإحصائيات المفزعة.
وأوضح أن ضحايا القتل والوفاة بسبب الحصار بلغ لدى فئة الرجال الذين تصدروا النسبة الأعلى بعدد 1831 تليهم فئة الأطفال بعدد 470 ثم النساء بعدد 225 امرأة ثم رابعاً المسنون من الجنسين بعدد 194 حالة قتل ووفاة.
وأفاد التقرير أن عدد قتلى القصف الحوثي على المدنيين في تعز بلغ 851 منهم 400 رجل و246 طفل و110 نساء و95 من المسنين، بينما بلغ عدد القتلى نتيجة القنص 669 حالة غالبيتهم من الرجال بعدد 411 يليهم الأطفال بعدد 125 ثم النساء بعدد 69 امرأة ثم المسنون بعدد 64 حالة قتل.
وحول ضحايا قتلى الألغام أشار التقرير إلى أن العدد بلغ 262 يتصدرهم الرجال بعدد 151 ثم الأطفال 59 ضحية يليهم النساء بعدد 31 امراة ثم المسنون بـ 21 حالة، بينما بلغ عدد ضحايا الوفيات والقتل عند الحواجز 63 حالة ، الرجال منهم 37 و 10 أطفال و 8 نساء و 6 من كبار السن.
وعن أعداد الجرحى نتيجة الحصار والجرائم الحوثية في تعز، فقد بلغ 7329 جريحاً ومُصاباً، وهو رقم لا يشمل ضحايا سوء التغذية، وذوي الأمراض المزمنة (سرطان وفشل كلوي) والبالغ عددهم 3634، المتوفين منهم خلال سنوات الحصار التي يغطيها التقرير 664 حالة وفاة.
ولفت التقرير إلى أن عدد ضحايا سوء التغذية من أطفال محافظة تعز بسبب الحصار ومن واقع كشوفات رسمية موثقة بلغ ( 274482 ) منهم 12 حالة وفاة.
وأكد التقرير، أن الفئة الأكثر معاناة والأسوأ تأثراً بحصار تعز هم ذوي الأمراض المزمنة إذ تقول الإحصاءات التي وثقها فريق رايتس رادار أن عدد من توفوا نتيجة انعدام الأدوية وتعطل المراكز المعنية بسبب الحصار 664 حالة تشمل الرجال والنساء ، وأن هذا الرقم يتداخل مع ضحايا انعدام الأوكسجين في المرافق الصحية في مدينة تعز والذين بلغ عددهم 57 حالة بينهم 18 طفلاً و 7 نساء و 6 مسنين.
وأشار إلى أن عدد من لقوا مصرعهم من المسافرين عبر الطرق البديلة نتيجة الحصار بلغ عددهم 142 حالة وفاة.
وطالبت المنظمة، الحكومة اليمنية بحماية وتأمين وصول المساعدات الإنسانية وجميع المؤن والاحتياجات والبضائع التجارية إلى مدينة تعز، وإزالة كافة العراقيل والعوائق التي تحول دون دخولها أو تزيد في كلفة وصولها إلى المدينة، ومن ذلك وقف كافة اشكال الجبايات غير القانونية وصيانة الطرق لعبور ناقلات الشحن الكبيرة.
كما طالبت الحكومة، بتسهيل وحماية تنقل المسافرين من وإلى مدينة تعز ووقف كافة أشكال التفتيش غير المبررة ومنع الإجراءات التعسفية والتمييز المناطقي لسكان مدينة تعز من قبل التشكيلات العسكرية في مناطق المحافظات الجنوبية.
ودعت المنظمة، الحكومة اليمنية، لتكثيف الجهود في إزالة الألغام المزروعة في المناطق التي كانت تسيطر عليها جماعة الحوثي.
وجددت المنظمة مطالبتها لجماعة الحوثي برفع الحصار المفروض على سكان مدينة تعز، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والمؤن والاحتياجات والبضائع التجارية عبر المنافذ الرئيسية للمدينة وإنهاء كافة أشكال العراقيل والعوائق ومن ذلك منع الجبايات غير القانونية.
ودعت المنظمة، جماعة الحوثي، لفتح المنافذ والخطوط الاسفلتية الرئيسية الشرقية والغربية والشمالية لمدينة تعز المغلقة من قبل مسلحي جماعة الحوثي، والسماح بمرور وانتقال المسافرين والبضائع من وإلى مدينة تعز عبر تلك الخطوط والمنافذ والطرق الرئيسية.
وشددت المنظمة، على جماعة الحوثي بالتوقف عن زراعة الألغام والعبوات الناسفة، وإزالة ما تم زراعته في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وضرورة تسليم خرائط الألغام التي زرعتها في المناطق التي فقدت السيطرة عليها إلى الحكومة المعترف بها دوليا. بالإضافة لضرورة تسهيل دخول المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية إلى مدينة تعز ورفع كافة اشكال العوائق والعراقيل أمام دخولها ومن ذلك اعمال التفتيش غير المبررة والإجراءات الروتينية المعقدة.
ودعت رايتس رادار، الأمم المتحدة وهيئاتها المعنية لاستخدام سلطاتها ونفوذها الدولي في الضغط على كافة الأطراف المتنازعة لوقف الحرب والدخول في حوار يفضي إلى اتفاق سلام شامل، وممارسة الضغط الكافي لإجبار جماعة الحوثي على رفع حصارها على مدينة تعز والتوقف عن زراعة الألغام والسماح بمرور السكان ودخول المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية من وإلى مدينة تعز وعبر منافذها الرئيسية.