خيم الحزن بين أوساط الإعلاميين والصحفيين اليمنيين اثر مقتل الصحفية رشا الحرازي وجنينها وإصابة زوجها بإصابة خطرة بانفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارتهما في العاصمة المؤقتة عدن جنوب اليمن، الواقعة تحت سيطرة  مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا.

ولقيت الصحفية رشا مراسلة قناة "العين" الإماراتية حتفها وجنينها وأصيب زوجها بجراح خطيرة، في انفجار استهدف سيارتهما في مديرية خور مكسر. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار، كما لم يصدر تعليق من السلطات في عدن.

وأثارت الحادثة موجة سخط وتنديد واسعين بين أوساط اليمنيين خاصة الصحفيين، ومن الحال الذي آلت إليه مدينة عدن التي زادت فيها وتيرة الاغتيالات المتكررة والتفجيرات دون أن تتمكن السلطات المسيطرة على المدينة من (مليشيا الانتقالي) من وضع حد لها.

وتسيطر مليشيات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، على عدن ضمن خلافات مع السلطة الشرعية، التي تخوض منذ نحو سبع سنوات حربا ضد جماعة الحوثي.

وتتهم منظمات حقوقية مليشيا الانتقالي بممارسة انتهاكات وجرائم متعددة بحق الصحفيين في عدن والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وفي السياق نعى وكيل وزارة الإعلام عبدالباسط القاعدي أسرة الحرازي وزوجها وقال "ضحايا جدد لخلايا الاغتيالات في العاصمة المؤقتة عدن، هذه المرة استهدفت هذه الخلايا الصحفية رشا الحرازي مع طفلها الرضيع وزوجها الصحفي محمود العتمي بوضع عبوة ناسفة بسيارتهم".

من جانبه قال أحمد الحاج مراسل وكالة "أسوشيتدبرس" عمل إجرامي بشع أدى إلى مقتل الزميلة الاعلامية رشا عبدالله وإصابة زوجها المصور محمد العتمي أثر انفجار عبوة ناسفة وضعت في سيارتهم وتم تفجيرها عن بعد كما تعتقد الأجهزة الأمنية بعدن".

من جهته قال الكاتب الصحفي عبدالرحمن الغابري "حزين وموجوع على ما أصاب رشا وزوجها وجنينها، اللعنة على الإرهاب ينتقي الابرياء الرائعين فيفتك بهم".

وأردف "إلى أين يا عدن ..يا تعز يا كل اليمن؟ من يعوض البلاد بمثل أبناءه الابرياء؟

بدوره غرد الإعلامي أحمد الزرقة قائلا إن "استهداف الصحافيين جريمة مروعة يجب أن تتوقف، وحالة الانفلات الأمني تسمح بإفلات القتلة والمجرمين من العقاب". وأضاف "بكثير من الحزن والالم، لبشاعة الجريمة ضد الصحفيين".

الصحفي أصيل ساريه، كتب "خبر حزين ومفجع، إستشهاد زميلتنا رشا الحرازي واصابة زوجها محمود إصابة بليغة، في إنفجار سيارة مفخخة في مدينة عدن جنوب اليمن"، مضيفا "رشا الطيبة والطموحة والمجتهدة حامل، الله يرحمها ويرحم زوجها".

الصحفي بسيم جناني اتهم جماعة الحوثي بأنها وراء العملية  وقال إن جماعة الحوثي استجوبت صحفيين في الحديدة بينهم اقارب محمود عن معلومات تفيد عن مكان تواجد محمود وزوجته في عدن ومقر سكنهما ورقم سيارتهما.

ونشر الجناني بصفحته على فيسبوك محادثة قال إنها على مواقع التواصل الاجتماعي "واتس آب" مع محمود في السادس من أكتوبر الماضي أبلغه أن الحوثيين استدعوا بعض الإعلاميين في الحديدة لأخذ معلومات منهم عن عنوان سكنه ونوع سيارته في عدن".

وأضاف الجناني "نصحته بمغادرة عدن ، ومنعه من ذلك أن زوجته على وشك أن تضع جنينها الثاني وينتظر بعد أن تضع الجنين ويغادر، فتم استهدافهم اليوم بعبوة ناسفة زرعت في سيارته".

وأشار إلى أن الحوثيين سبق وأن اختطفوا شقيق محمود للضغط عليه وعدد من الإعلاميين كذلك تم إختطافهم في الحديدة على ذمة تواصلهم بمحمود.

في حين قال الإعلامي سمير النمري "جريمة إرهابية بشعة بحق هذه العائلة البريئة تضاف إلى سجل الجرائم التي تستهدف الأبرياء في مدينة عدن.

وأضاف "نعبر عن إدانتنا واستنكارنا لهذا العمل الإجرامي ونطالب سلطات الأمر الواقع في التحقيق اللازم والكشف عن المتورطين في القضية والقضايا السابقة". 

الكاتب الصحفي رشاد الشرعبي  قال "الصحفيون دائما الضحايا الأسهل"، تقبل الله الزميلة رشا عبدالله شهيدة مع جنينها وشفى الله زوجها الزميل محمود العتمي الذين استهدفتهم اليوم في سيارتهم بمدينة عدن عبوة ناسفة وضعها خبراء ومتمرسي ارهاب واغتيالات".

الإعلامي أحمد ماهر كتب "فُجعنا باستهداف سيارة الزميلة رشا بعبوة ناسفة، هذه الواقعة المؤلمة والبشعة واحدة من أشد المجازر الذي تشهدها حرب اليمن".

وقال "استهداف وتصفية الصحفيين في عدن تطور خطير جدًا، متسائلا: كيف يستطيع أحد استهداف هذه الأسرة الجميلة وقتل أم حامل وطفل صغير بجانبها؟ ما هذا الوضع الذي أصبحنا فيه؟

وأضاف "عدن حزينة.. هذا ليست عدن التي نعرفها، ألا يكفي أننا نعيش حرب اقتصادية أيضًا يتم استهداف الكوادر الصحفية بأبشع صورة، تفحمت جث الأم وابنها وتفحمت معه قلوب أبناء عدن الذين ينظرون لحال مدينتهم".

الإعلامي علي الجرادي تساءل بالقول: من المستفيد يا عدن؟ أداة الجريمة البشعة كيف لها أن تغتال حياة صحفي أعزل  في قلب مدينة لم يكن يعلم أنها قد تحولت مسرحا للذئاب.

وقال: كيف طاوع القاتل نفسه ليهشم هذه الروح الشرهة والمعنى الادق للحياة؛ بعبوة ناسفة زرعت في سيارة الزميل الصحفي مراسل قناة العين الفضائية محمود العتمي لتغتال روح زوجته الزميلة الصحفية رشا؟

وتابع "تتجول الجريمة والموت في الشوارع وعلانية من أجهزت الأمن المنفلتة، القاتل صديق الشرطة وحده الحي يا عدن، ونحن القتلى في شوارعك الخائفة مثلنا عند كل فاجعة جديدة".

الناشط الحقوقي أحمد هزاع حمل ميلشيات الانتقالي كل ما يحدث في عدن، كونها سلطة الأمر الواقع.