[ عبدالرحمن الراشد ]
قال الكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد ان المبعوث الاممي لليمن يستحق التقدير نظير قيامه ببناء مشروع متكامل يهدف إلى إنهاء الحرب، يبدأ بهدنة في العاشر من أبريل (نيسان).
و قال الراشد في مقاله بصحيفة الشرق الاوسط الصادرة اليوم 25 مارس/آذار بعنوان (مفاجأة ولد الشيخ: وقف الحرب) ان ولد الشيخ وضع برنامج عمل لثلاث لجان من الأطراف المعنية، وبنى أرضية الحوار بين الفرقاء المتحاربين على أساس قرار مجلس الأمن 2216.
وكشف الراشد في مقاله المواضيع التي حددها المبعوث الاممي وخطة العمل.
وقال أن الهدنة ستبدأ في العاشر من أبريل، وبعدها بثمانية أيام تعقد المفاوضات في الكويت.
وأضاف بأن ولد الشيخ حدد خمسة موضوعات، انسحاب الميليشيات، وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للدولة، والتفاهم على ترتيبات أمنية مؤقتة، وتفعيل مؤسسات الدولة مع حوار عام بين اليمنيين، وتشكيل لجنة تحل قضايا المعتقلين والسجناء.
واردف: طبعًا، لا أحد يضمن أن تسير الأمور وفق الخطة المفصلة التي وضعها الوسيط الدولي، لكن من الواضح أنه تواصل مع كل الأطراف اليمنية، ولم يعلنها في نيويورك إلا بعد أن راجع تفاصيل الخطة معها، وضمن تأييد القوى المختلفة بما فيها الولايات المتحدة وروسيا.
و على مستوى العمل السياسي المستقبلي، قال الراشد إن الخريطة تبين أن الانقلابيين على الارض المكونة من ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المعزول علي عبد الله صالح، فقدوا سيطرتهم وأصبحوا يدافعون عن مناطقهم الأصلية، في العاصمة صنعاء ومحافظات مثل صعدة.
و ذكر بأن التطور الجديد المهم أيضًا على الأرض أن كثيرًا من القوى المحلية صارت تتشكل وتنضم إلى التحالف العسكري ولم يعد بإمكان الانقلابيين العودة للقتال في المناطق التي خسروها أو انسحبوا منها.
وعن سبب قبول الانقلابيبن بالتفاوض قال الراشد ان ذلك يعود لسبب بسيط يتمثل بأن التفاوض يعد فرصتهم الوحيدة بعد فشل استيلائهم الكامل على الدولة سابقًا حتى صاروا أمام خيارين، إما المشاركة بحصة في الحكم وإما لا شيء.
ونقل الراشد عن من اسماه احد المشاركين في مشروع الترتيبات حول قبول التحالف بالتفاوض مع الانقلابيين اذا كان منتصراً، وذكر انه اجابه بأن هدف الحملة العسكرية في اليمن لم يكن إلغاء أي فريق، بل إعادة الشرعية، لا أن يترك اليمن في أيدي جماعة بقوة السلاح. "وما داموا قبلوا بالتفاوض، وفق قرار مجلس الأمن، فهذا يعني أننا وصلنا إلى الهدف المنشود، ولا أحد منا يريد حربًا، ولا نريد إلغاء أي فريق. طبعًا الأفضل التوصل إلى حل بالتفاوض والتراضي، خير من انتصار عسكري دون حل سياسي".
وقال الراشد ان خطة ولد الشيخ ترتكز على إعادة اعتماد مبادرة مجلس التعاون الخليجي، التي على أساسها وقع صالح على وثيقة التنازل عن الرئاسة وأعطت الحوثيين فرصة المشاركة في الحكومة، وهي قادرة على استيعاب الجميع، طبعًا من دون صالح نفسه.
واختتم مقاله بالقول: ولو ذهب الفرقاء اليمنيون في الشهر المقبل إلى الكويت واتفقوا على الأسس، حينها أتصور أنهم سيصلون إلى حلول معقولة، تنهي الحرب وتعيد الشرعية، ويبدأ الشعب اليمني من جديد في ترتيب بيته وتستأنف الحياة الطبيعية. على الأقل هذا هو أملنا.