تواصل جماعة الحوثي –كعادتها - فرض جبايات وإتاوات مالية للاحتفال بما يسمى "المولد النبوي" في المناطق الخاضعة لسيطرتها، في ظل تردي الوضع الخدمي والمعيشي للمواطنين وتفاقم الأزمة الإنسانية والمجاعة التي تعصف بمعظم السكان القاطنين شمال وغربي اليمن.
وعقدة الجماعة في صنعاء يوم السبت، اجتماع لعقال الحارات في أمانة العاصمة ترأسه القيادي "خالد المداني" مشرف الجماعة في الأمانة وحضره مشرفي المديريات والمسؤولين الثقافيين.
وضم الاجتماع، نحو750 عاقل حارة، وناقش الجبايات المالية والاتاوات التي تم تحصيلها في إطار الاستعدادات للاحتفال بالمولد النبوي، وفق ما أفادت مصادر مطلعة على الاجتماع.
وقالت المصادر، إن الاجتماع أقر قيام كل عاقل حارة بدفع خمسين ألف ريال لإحياء المولد النبوي، إضافة إلى إقامة فعالية احتفالية بالمولد النبوي في حارته ومربعه وعلى حسابه الشخصي.
وأضافت المصادر أن مشرف الجماعة، هدد عقال الحارات المتكاسلين والغير ملتزمين بـ"التغيير والسجن والغرامات المالية"، مؤكدا عليهم "أن يكونوا نموذج في العطاء والمساهمة في إحياء المولد النبوي، كي يقتدي بهم باكي المواطنين والسكان في حاراتهم ومناطقهم".
وشدد الاجتماع على ضرورة حث الناس وإجبارهم "على الاشتراك في تمويل احتفالات المولد النبوي ولو كان ذلك على حساب أكلهم وشربهم، كون المناسبة تظهر اعتزاز اليمنيين بالرسول الأعظم وولائهم لحفيده وآل بيته الذين يواجهون الدول العظمى دفاعاً عن الإسلام والمسلمين".
وتطرق الاجتماع، إلى اسباب تراجع المساهمة المجتمعية في احياء المناسبات الدينية، وعدم توفر تمويلات كافية للاحتفالات المخطط لها من قبل اللجنة المنظمة، خاصة وأمانة العاصمة هي التي تعكس صورة احتفاء اليمن بمولد الرسول الأعظم.
وفي وقت سابق، أفصح "فيصل امين ابوراس"، نجل رئيس المؤتمر المتحالف مع الحوثيين، عن فرض الجماعة "عشرة كباش من كل حارة كمساهمة في المولد النبوي.
وقال في تغريدة على تويتر "يحسب لتحذير قائد انصار الله امس أنه اوقف فرض عشر كباش (للمولد) فرضت على كل حارة".
وتستغل ميليشيا الحوثي مختلف المناسبات الدينية ومناسبات خاصة بها، لنهب وسرقة أموال المواطنين وابتزازهم وإجبارهم على تمويل المجهود الحربي والاحتفالات الطائفية التي ينظمونها بشكل متواصل منذ انقلابهم على الدولة واجتياح المدن في سبتمبر 2014م.
وكانت المليشيات بدأت بعد وقت قصير من اختتام احتفالاتها بما تسمى "ثورة 21 سبتمبر"، فرض اتاوات مالية وجبايات واشتراكات مالية كبيرة على التجار والمشايخ والوجهات في عدة محافظات، إضافة إلى ارسال "ظروف" بالأسماء إلى سكان المنازل تطالبهم بدفع اشتراكات الاحتفال بالمولد النبوي.
ومطلع كتوبر الجاري، أقرت الجماعة خصم قسط سنوي من رواتب الموظفين التي تمتنع الجماعة عن صرفها، بمناسبة ما يسمى "المولد النبوي"، وهو ما أثار موجة انتقادات واسعة لإجراءاتها الابتزازية، صدرت بعض تلك الانتقادات من قيادات معروفة في الجماعة ونشطاء محسوبين عليها.