[ الصحيفة: الحوثيون يعتبرون الانتصار في معركة مأرب ضروريا قبل أي حل سياسي (رويترز) ]
يحاول المتمردون الحوثيون منذ فبراير/شباط الماضي السيطرة على محافظة مأرب اليمنية الغنية بالنفط للتخلص من آخر معاقل الموالين للسلطة المعترف بها دوليا، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى، وسط معركة دبلوماسية دون أفق للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وقالت صحيفة ليبراسيون (Liberation) الفرنسية إن معركة مأرب تبدو حاسمة بالنسبة لمستقبل اليمن، مشيرة إلى أن الاشتباكات في جميع أنحاء البلاد خلفت 67 قتيلا خلال 24 ساعة الماضية بين الجنود الموالين للحكومة والمتمردين الحوثيين الذين يبذلون قصارى جهدهم للسيطرة على المدينة الواقعة على بعد نحو 120 كيلومترًا من العاصمة صنعاء، والحصول على الحلقة الرئيسية المفقودة بالنسبة لهم في شمالي البلاد.
وفي الأيام الأخيرة -كما تقول الصحيفة- اشتد القتال حول مأرب، حيث قتل نحو 400 مقاتل من كلا المعسكرين في سبتمبر/أيلول الجاري، وقُتل 3 آلاف من الجيش الوطني والقبائل والحوثيين طوال عام 2020 في معارك هذه المدينة، حسب معطيات حكومية.
وقالت مصادر عسكرية لوكالة الصحافة الفرنسية إن 58 متمردا و9 جنود حكوميين قتلوا "في معارك وغارات جوية" في محافظتي مأرب وشبوة، حسب ما أكدته كذلك تقارير طبية، وقد نفذ التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي يدعم القوات الموالية للسلطة المعترف بها -حسب مصادر حكومية- أكثر من 20 غارة على المتمردين المدعومين من قبل إيران والذين يسيطرون على العاصمة صنعاء منذ عام 2014.
وقد أدت معركة مأرب -حسب الصحيفة- إلى تعميق الصراع في اليمن، حيث تقدر المنظمات الدولية أن الحرب تسببت في مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين، وحيث تنتشر أسوأ كارثة إنسانية في العالم، كما تقول الأمم المتحدة، محذرة من خطر مجاعة واسعة النطاق، خاصة وأن حوالي 80% من سكان اليمن البالغين 30 مليونا يعتمدون على المساعدات الإنسانية التي تعاني من نقص في التمويل.
جهود دبلوماسية غير مجدية
وفي الوقت الذي تدعو فيه الأمم المتحدة وواشنطن إلى إنهاء هذا الصراع، يطالب الحوثيون -حسب الصحيفة- قبل أي وقف لإطلاق النار أو مفاوضات بإعادة فتح مطار صنعاء الذي يحاصره التحالف منذ عام 2016، وقد فشلت جهود الأمم المتحدة في السنوات الأخيرة في كل محاولاتها لإنهاء القتال.
وكان مبعوث الأمم المتحدة السابق إلى اليمن مارتن غريفيث قد أعد تقريرا أعلن فيه عن الفشل بعد مهمة استمرت 3 سنوات، وبعده دعا خلفه الدبلوماسي السويدي هانز غروندبرغ إلى "سلام دائم"، وقال إنه "من الضروري بذل كل الجهود لإعادة إطلاق العملية السياسية التي يمكن أن تولد حلولا دائمة تلبي تطلعات اليمنيين رجالا ونساءً".
وأشارت ليبراسيون إلى أن محافظة مأرب تؤوي أكثر من مليوني نازح موزعين على 139 مخيما، وهذا الملجأ مهدد بهجوم الحوثيين، خاصة وأن قبائل مأرب المختلفة تمثل السور الواقي للجنوب والغرب معا من زحف المتمردين، وهي آخر معقل للحكومة المركزية في الشمال.