تقرير حقوقي: 49 اعتقال تعسفي واخفاء قسري ارتكبتها مليشيا الانتقالي منذ مطلع العام الجاري
- متابعة خاصة الثلاثاء, 11 مايو, 2021 - 03:15 مساءً
تقرير حقوقي: 49 اعتقال تعسفي واخفاء قسري ارتكبتها مليشيا الانتقالي منذ مطلع العام الجاري

أعلنت منظمة "سام" للحقوق والحريات أن مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي ارتكبت 150 حالة انتهاك منها 49 حالة اعتقال تعسفي وإخفاء قسري منذ مطلع العام الجاري.

 

وقالت المنظمة في تقرير لها إن "قوات مكافحة الإرهاب بقيادة يسران المقطري ولواء العاصفة بقيادة أوسان العنشلي وبعض القوات المسلحة في مدينة عدن الواقعة تحت سيطرة المجلس الانتقالي المدعوم من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة، اعتقلت تعسفيا وأخفت قسريا عشرات الأشخاص في معتقل قاعة "وضاح" في العاصمة المؤقتة عدن والتي تتخذها مكانا للإخفاء القسري، وإن بعض هؤلاء ربما يكونون قد توفوا تحت التعذيب".

 

وأضافت المنظمة أن على السلطة المحلية في محافظة عدن حماية حقوق كل المعتقلين، والإفراج فورا عن جميع المحتجزين تعسفيا، ومنح أفراد العائلة والمحامين ومراقبين مستقلين إمكانية الوصول الفوري إلى مواقع الاحتجاز، للحد من مخاطر سوء المعاملة.

 

وتابعت المنظمة أن تصاعد وتيرة الاعتقالات في الآونة الأخيرة ضد نشطاء المجتمع المدني والمدنيين تصاعدت بشكل مقلق، حيث سجلت المنظمة  في الفترة ما بين يناير إلى أبريل 150 حالة انتهاك، منها 49 حالة اعتقال تعسفي وإخفاء قسري، على يد القوات المتنوعة التابعة للمجلس الانتقالي، وبعضهم لا تستطيع أسرهم معرفة أماكن وجودهم، ولا تبدو أسباب  الاعتقال واضحة لكن كثيرا منهم، بحسب شهادات موثقة، لاعتقالهم علاقة بالصلة بالحكومة المعترف بها دوليا، أو الارتباط بجماعة الحوثي الانقلابية.

 

وقال توفيق الحميدي، رئيس منظمة "سام" للحقوق والحريات، إن المنظمة رصدت تكرار حوادث اختطاف مدنيين وإخفائهم بشكل قسري لمدة جاوزت التسعة أشهر دون عرضهم على النيابة أو صدور أمر قضائي بتوقيفهم". وأضاف أن "الشكاوي والإفادات التي حصلت عليها المنظمة تشير إلى تورط قوة مكافحة الإرهاب ولواء العاصفة في ممارسات غير قانونية، شملت الحرمان من الزيارة والاحتياجات الأساسية والتعذيب، في مخالفة صارخة لقواعد القانون الدولي ذات الصلة".

 

وحصلت "سام" على إفادات لمعتقلين سابقين تم الإفراج عنهم تفيد أن مواطنا مجري الجنسية يدعى جورج كولتاي "Gyorgy koltai" معروف باسم عبد الحكيم فارس "كيمو" (44 عاما) قد توفي في معتقل قاعة "وضاح" في رمضان الماضي 2020.

 

وبحسب إفادات معتفل آخر فإن "جورج" عبد الحكيم اعتقل من أحد فنادق المعلا في مدينة عدن، بعد وصوله إلى عدن قادما من دولة المجر في عام 2020، من قبل رجال الأمن، ثم نقل إلى جهاز مكافحة الإرهاب المشرف على قاعة وضاح التي تقع في ساحل "جولد مور"، واستمر فيها ما بين الشهرين إلى الثلاثة أشهر، تعرض خلالها للتعذيب الشديد والمفرط  الذي تنوع بين الضرب بالأسلاك والعصي، حتى فقد أسنانه، حيث كان يعاني الضحية من أمراض القلب، كما أصيب بفيروس كورونا بعد ذلك دون أن تقوم إدارة المعتقل بأي إجراءات طبية، وتُرك يعاني من الفيروس حتى توفي في 27 رمضان من العام الماضي، وقد أشرف على التحقيق والتعذيب كلٌ من يسران المقطري، وشخص آخر يدعى "أصيل أبو خطاب" وثالث اسمه محمد إيهاب الصبيحي، من أبناء القلوعة ويعمل في عمليات مكافحة الإرهاب. بحسب الإفادات، عاني عبد الحكيم من المرض بشدة حتى بدأ الدم يتسرب من فتحات جسده، وبحسب شهادات  متعددة عندما كان السجناء يطلبون النجدة للمرضي في زنازين قاعة وضاح، كان رد مسؤولي القاعة عليهم "لا تنادونا لأجل أي مريض إلا إذا مات". وبعد وفاته "كيمو"  أخذ من الزنزانة، ويُعتقد أنه دفن. ولم يتسن لمنظمة "سام" الحصول على إفادات من جهة رسمية بشأن الواقعة.

 

وقالت المنظمة إن جورج كولتاي عمل في محافظة الحديدة ضمن فريق فني من العام 2009 إلى العام 2012، قبل اعتقاله من قبل جماعة الحوثي من الفترة 2015 إلى 2017، تعرض خلالها إلى تعذيب شديد قبل أن يتم الإفراج عنه ويعود إلى المجر ثم إلى اليمن في 2020.

 

وفي أغسطس من عام 2019، اعتقلت قوات مكافحة الارهاب "محمد علي فتيني" (31 عاما) و صديقه "ماجد عبد الله وهيب" أثناء مرورهما من نقطة "العلم" على طريق أبين أثناء عودتهما لمنزلهما في عدن، كما اختطفت تلك القوات "هاني أحمد حسين" (24 عاما)، من منزله وتم ترحيله لمعسكر تابع لقوات مكافحة الإرهاب التي يقودها "أوسان العنشلي" المُتهم بارتكاب مخالفات قانونية جسيمة بحق المدنيين.

 

وقال والد المعتقل فتيني لمنظمة  "سام" "لقد تم اختطاف ابني وهو في طريق العودة للمنزل، حيث تم تفتيشه هو وزميله ماجد عبد الله، وتم إنزالهما من السيارة وإرسالهما لمعسكر قوات مكافحة الإرهاب بمنظقة التواهي مقابل معسكر الشرطة العسكرية. لم نتمكن من زيارته منذ اعتقاله، ولم نستطع إدخال الطعام أو الملابس له، وفي آخر محاولة لزيارته لم يتم السماح لنا بإدخال بعض الاحتياجات الأساسية له، ولا نعلم إلى هذه اللحظة سبب توقيفه من قبل تلك القوات".

 

ويضيف "لقد تقدمت بعدد شكاوى لقضاة ووجهاء وللنيابة الجزائية لكن لم أتلق أي ردود إيجابية حول حالة ابني المختطف، مع العلم أن النيابة الجزائية أصدرت أمرًا لتلك القوات بالإسراع في إجراءات التحقيق، لكن لم تستجب قوات مكافحة الإرهاب ولواء العاصفة لأمر النيابة إلى هذه اللحظة".

 

وتابع والد المختطف "لقد تعرض ابني للتعذيب الممنهج والشديد حتى أصبح لا يقوى على النهوض، كما وصلتنا معلومات تفيد بتعرضه للإعاقة الجسدية نتيجة للتعذيب عند المحققين بغرض انتزاع معلومات منه أثناء التحقيق"، مضيفا "لم يسمحوا لي بزيارته منذ اعتقاله على رغم أننا سلمناهم مذكرة رسمية من المستشار القانوني في التحالف والتي تسمح لنا بزيارته والاطمئنان عليه وإحالة ملف الاستدلال للنيابة، ولكن تم مماطلة ذلك الطلب ولم يتم تنفيذه إلى هذا اليوم".

 

وأردف والد المختطف "لقد تواصلت مع القاضي يحيى المفلحي، وهو رئيس اللجنة الوطنية للمختفين قسريًا، كما حصلت على مذكرات من رئيس النيابة الجزائية ومن مدير أمن عدن ومن المستشار القانوني لألوية الدعم التابعة للتحالف، وتوجيهات من النائب العام للبت في قضية ابني، لكن تلك القوات تماطل في تنفيذ تلك التوجيهات دون مبرر قانوني ودون أن يكون هناك تحرك من تلك الجهات".


التعليقات