[ علاقة الحوثيين بتنظيمي القاعدة وداعش ]
قال الباحث والخبير الإستراتيجي العسكري علي الذهب إن علاقة جماعة الحوثي بتنظيمي القاعدة وداعش، أو بين أذرع وفصائل منها، تعود إلى ما قبل 2014.
وأضاف الذهب في تصريحات لموقع الجيش "سبتمبر نت"، أن إثارة قضية ارتباط جماعة الحوثي بالتنظيمات الإرهابية في هذه المرحلة مهم، رغم أنه جاء متأخراً، وذلك كون أجهزة الدولة بمؤسساتها المختلفة منشغلة بالحرب وفي إعادة بناء هياكلها، التي سطت عليها مليشيا الحوثي منذ انقلابها وسيطرتها على العاصمة صنعاء.
ويرى الدكتور الذهب أنه حان الوقت ليعلم العالم كله بأن الجماعات الإرهابية والتنظيمات هي نسيج واحد، لا يمكن أن يكون هناك فرق بين إرهابي وآخر على الإطلاق، والتفريق بينهم ضرب من الغباء، لأن هذه التنظيمات هي إجرامية وتخريبية، وإرهاب عابر للحدود الوطنية بشكل عام.
وأرجع الذهب علاقة الحوثيين بتنظيمي القاعدة وداعش، أو بين أذرع وفصائل منها، إلى ما قبل 2014، مضيفاً "حين كان الحوثيون يتقدمون من صعدة وعمران باتجاه العاصمة صنعاء، كانت القاعدة تنشط في مناطق أخرى وتذبح الجنود، وهذا العمل كان محفزاً لقوى دولية حينها لأن تنظر إلى الحوثيين بأنهم الجناح الذي يمكن الاعتماد عليه أو الجماعة المسلحة التي يمكن الاعتماد عليها، في ضرب عناصر تنظيمي القاعدة وداعش".
وأشار إلى أن القاعدة وداعش لم يكونا إلا وسيلة لجماعة الحوثي للحصول على التأييد الدولي والشعبي، في نفس الوقت ما يمارسه القاعدة نفسه، كان في الحقيقة كونه الذراع الأخرى للحوثيين، هذا هو الواقع بطريقة أو بأخرى وإلا لماذا كان هذا التوقيت.
وأفاد بأن إجرام القاعدة وظف لصالح جماعة الحوثي التي كانت تدعي المظلمة، ثم صارت تمارس السلوك الإجرامي نفسه وحتى اليوم، مشيراً إلى أن الحوثيين في مراحل عدة كانوا يوظفون أعمال القاعدة لمصلحتهم، وهذا التوظيف لم يأت من فراغ لكن لتعزيز نفوذهم وقبضتهم على مفاصل الدولة وهياكلها وتوسعهم على الأرض.
وقال الذهب "كلما خفت صيت الحوثيين وتعالت جرائمهم، أوعزوا إلى فصائلهم في تنظيمي داعش والقاعدة لتخرج بما يثير الرأي العام وما يثير الموقف الدولي والإقليمي تجاهها، فيستغل الحوثيون ذلك في إعادة تشكيل ملامحهم المهشمة والملطخة بالأعمال القذرة".
وأكد أنه في العام 2013، كشف له مسؤول أمني كبير حينها بأنه تم القبض على خلايا بعد مقتل عبدالكريم جدبان، منها عناصر إرهابية تنتمي إلى أسر سلالية تعمل مع الحوثيين.
وتابع أنه "للمليشيا ذراع داخل الجماعات الإرهابية من وقت قديم، وهو ما يدل على أن هناك ارتباطاً بين هذه الجماعات وأن أعمالها الإجرامية والإرهابية لمصلحة الحوثيين، حيث كانوا ينشرون بأن مليشيا الحوثي ستكون المخلص من الجماعات الإرهابية".
وعن التقرير الاستخباراتي الأخير يرى الذهب أن على الحكومة أن تعمل وفق استراتيجية واسعة، تشمل إظهار إرهاب الحوثي وارتباطه بالقاعدة وداعش على المستوى الإقليمي والدولي عن طريق السفارات والقنصليات والملحقيات.
وأشار إلى أنه يجب الاشتغال عليه إعلامياً وعقد الندوات والمؤتمرات الصحفية في الدول ذات التأثير عربياً وإقليمياً ودولياً.
وأكد أن الأمر يتطلب جهداً كبيرا وأن تعمل مؤسسات الدولة ضمن نسيج واحد، وفي إطار عمل مشترك، لينجح عرض القضية وتغيير نظرة العالم، لتصنيف مليشيا الحوثي كجماعة إرهابية ووضعها في مكانها الصحيح.