[ أحمد الصياد يشن هجوما لاذعا على قيادات الدولة المقيمين في الرياض ]
شن سفير اليمن السابق لدى اليونسكو أحمد الصياد هجوما حادا على قيادات الدولة المقيمين في فندق الريتز كارلتون في العاصمة السعودية الرياض.
وقال الصياد -في مقال له حمل عنوان "تائهون في الرياض"- إن من يعيش في ريتز الرياض لا بد أنه قد ربط عينيه بقطعة من قماش حالك السواد، لا بد أنه قد ألغى عقله وفقد ضميره، مشيرا إلى أن قيادات الدولة فقدوا الضمير وأصابهم العمى.
وأضاف "أنتم اليوم عميان تائهون، وإن لم تصدقوا ذلك فاخرجوا إن استطعتم من الريتز إلى أحد الأسواق الشعبية في الرياض، وهناك لا تتفاجؤوا عندما يعرف الناس البسطاء الفقراء أنكم تسكنون الريتز".
وتابع "إذا ما قاموا بقذفكم بالنعال وضربكم بالعقال، لأنكم بكل بساطة تنهبون أرزاقهم وتتاجرون بقوت أطفالهم".
وأردف الصياد مخاطبا قيادات الحكومة الشرعية "حكومتكم مثلكم فقدت المصداقية وأصابها الفساد، وإذا كانت الحكومة بطبيعتها فاسدة -كما يقول ألبيرت كامو- فإن حكومتكم أصبحت بلا ضمير ولا أخلاق، فهي تؤصل فيكم العمالة، وتلغي عنكم الكرامة وحب الوطن".
وقال "قد تفلتون يا سادة من عقاب القانون، وقد لا تسمعون آهات المعوَّقين والجرحى والمشردين في بلادكم، قد تكدسون الأموال وتشترون العقارات، لكنكم لن تنجوا من عقاب ضمير وغضب فقراء اليمن وجرحاه، ولا من لعنة أبناء وبنات ونساء الشهداء والمفقودين".
واستطرد الدبلوماسي اليمني قائلا "إن الحكومة التي يشكلها الأجنبي ويحميها عساكره، ويغرقها بأمواله وأهوائه وطموحاته، هي حكومة عميلة، لا يمكن لها أن تكون حكومة شعب يضرب تاريخه في أعماق الأرض ويرفع حريته وكبرياءه إلى عنان السماء، حتى وإن كان فقيرًا ممزقًا كما أردتم له أن يكون".
واستدرك "عمالتكم يا سادة ولجوؤكم للأجنبي المحتل، هو السبب الذي أخر انتفاضة الشعب اليمني في وجه دعاة العنصرية الجديدة التي كانت ثورتا سبتمبر وأكتوبر قد وأدتها ورفعت على أنقاضها راية المواطنة المتساوية والحرية والوحدة والرخاء".
يمضي السفير اليمني السابق لدى اليونسكو بالقول "ربما أصبحتم تدركون اليوم أن الدعوة للأجنبي حتى وإن كان عربيًا لشن الحرب على بلادكم واقتطاع أراضيه وتدمير بنيته، لن تعيدكم إلى السلطة لأنكم غير مؤهلين لها".
وأشار إلى أن شبكات الفساد والسرقة التي أقامها مسؤولو الحكومة أصبحت اليوم أكبر وأعمق من شبكات الصرف الصحي في الرياض والتي تمتد إلى ما بعد الفندق الذي يقيمون فيه.
وتساءل الصياد مخاطبا المسؤولين بالقول "ألا يكفيكم أيها التائهون في الرياض استثماراتكم في مزارع السودان وفي حظائر أبقارها وأغنامها وعقارات القاهرة، ودبي، وعمان التي سجلتموها باسم الأبناء والأحفاد والأصهار؟".
وختم الدبلوماسي اليمني مقاله بالقول "اعرفوا يا سادة أن خدمات فندق الريتز يمكن أن تغسل ثيابكم وتبعد عنها رائحتكم الكريهة، لكنها لا تستطيع أن تعيد ضميركم ولا أن تطهر عقولكم، وأعرفوا أيضاً أن خائن الوطن هو من يكون سببًا في خطوة يخطوها العدو في أرض الوطن".