أصدر ائتلاف الإغاثة الانسانية, اليوم الأحد, تقريرا عن الأوضاع الإنسانية في محافظة تعز خلال يناير الماضي, تضمن الخسائر البشرية والمادية جراء الحرب والحصار الخانق المفروض على المدينة.
و تحدث التقرير عن مقتل 169 مدني, و إصابة 736 آخرين بينهم عشرات الأطفال والنساء خلال شهر يناير فقط, جراء عمليات القنص والقصف العشوائي للأحياء السكنية.
وتصدرت فئة الرجال الرقم الأعلى من بين أعداد الضحايا, حيث بلغ عدد قتلى المدنيين منهم 83, كما جرح 560 آخرين, في حين تصدر الأطفال الفئة الثانية في أعداد الضحايا, ووصل عدد الضحايا منهم إلى 61 قتيل, و 137 جريح, بينما قتلت 25 امرأة, وجرحت 39 أخريات, أغلب الإصابات كانت خطرة.
و أوضح التقرير أن عملية التعليم في المدينة عادت بصورة تدريجية, من خلال افتتاح شقق جديدة, و عمارات لم يتم تجهيزها بعد للسكن, و تقسيمها كفصول دراسية لطلاب مراحل الأساسية المختلفة, من قبل مبادرات أهلية وشبابية, بعد الدمار الذي تعرضت له المدارس جراء القصف العشوائي عليها.
كما أشار إلى أن الخدمات الأساسية للمواطنين لا تزال معدومة كليا في المحافظة, والمتمثلة بخدمات المياه والكهرباء, والتدهور البيئي.
و أضاف التقرير بأن الخدمات الصحية في المدينة وصلت إلى حالة كبيرة و مأساوية من التدهور, برغم الدعم الذي قدمه الائتلاف لمستشفيات المدينة والتي بلغت قيمتها الإجمالية ما يزيد عن 124 مليون ريال يمني.
وفصل التقرير تكلفة تلك المساعدات الطبية بحسب المشاريع المختلفة, حيث بلغت تكلفة الأدوية والمستلزمات الطبية المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة عن طريق الإنزال الجوي لطائرات التحالف في تعز, 43 مليون ريال يمني, بالإضافة إلى 66 مليون ريال يمني, كانت تكلفة 3 آلاف غسلة لمرضى فشل الكلى بمستشفى الثورة, والتي تولى صندوق رعاية المرضى الكويتي ايصالها إلى مدينة تعز, بالإضافة إلى متابعة أدوية ومستلزمات طبية تم ايصالها إلى مستشفى "خليفة" بمدينة التربة جنوبي تعز.
وبحسب التقرير فإن ائتلاف الإغاثة بتعز قام أيضا بتسليم أدوية ومستلزمات طبية إلى مستشفى الروضة بتعز, والمقدمة من منظمة أطباء بلا حدود, مشيرا إلى أن الائتلاف لازال يقدم يوميا 420 وجبة تغذية للكادر الطبي العامل في المستشفى الميداني.
وأورد التقرير أن ائتلاف الإغاثة بتعز دشن خلال يناير الماضي مشروع توزيع 100ألف سلة غذائية مقدمة من مركز الملك سلمان, بواسطة هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية, وتمكن من توزيع ما يقارب نصف الكمية, ولا زالت عملية التوزيع مستمرة في بقية المديريات في فبراير الجاري. حيث بلغت الكمية الإجمالية السلل الغذائية التي تم توزيعها ما يزيد عن 56 ألف سلة غذائية.
فيما بلغت كمية مياه الشرب والاستخدام التي تم توزيعها من قبل الجمعيات والمؤسسات الأعضاء في الائتلاف على الأحياء السكنية والمناطق المتضررة والأشد ضررا ما يقارب 5 مليون لتر.
أما في مجال التدريب, فقد دشن الائتلاف المرحلة الأولى من البرنامج التدريبي الخاص ببناء قدرات منظمات المجتمع المدني في مجال الحد من النزاعات المجتمعية.
وتعيش محافظة تعز أوضاعا إنسانية بالغة السوء منذ بدء الحرب عليها في إبريل الماضي وانتهاء بالحصار الخانق المفروض عليها منذ ما يزيد عن خمسة أشهر, ومنع إدخال أي مواد أو مستلزمات غذائية أو طبية أو مياه شرب أو حتى اسطوانات أكسجين للجرحى والمرضى في المستشفيات.