توقف هدير الشاحنات جمعاء، المتراصة بشكل عشوائي أسفل نقيل العبدية جنوب شرق مأرب منذ أسبوع، حيث وصل سالم العزب بشاحنته التي أوقفها إلى جوار مئات الشاحنات، وانضم إلى عدد من سائقي الشاحنات المتوقفة الذين اجتمعوا تحت أحد الشاحنات.
قال الثلاثيني سالم العزب المنحدر من محافظة أبين وهو يجلس القرفصاء تحت ظل أحد الشاحنات، إنه يعلم جيدا أن فتح الطريق الوحيد الرابط بين مأرب والبيضاء أمام المسافرين والشاحنات التجارية لن يكون قريبا نتيجة استمرار المواجهات العنيفة على ذلك الطريق.
كان سالم العزب قد وصل لتوه من السعودية عبر منفذ الوديعة حاملا على شاحنته مواد غذائية تتبع أحد التجار بصنعاء كباقي الشاحنات التجارية التي تحمل مواد غذائية وسلع تجارية قادمة من المملكة أو من الموانئ التجارية في المهرة وحضرموت.
منذ سبعة أيام انقطعت عملية السير على طريق البيضاء مأرب بفعل استمرار المواجهات الشديدة بين الحوثيين وقوات الجيش الوطني في تلك المناطق الجبلية الوعرة التي تسمى جبهة ماهلية.
حيث تشتد المعارك كل يوم وتفتح لها أبواب نارية جديدة حول محافظة مأرب التي باتت بين هلالين وبمنفذ واحد جنوب شرقي المحافظة، توقفت حركته مؤخرا بفعل المعارك الدائرة في منطقة ماهلية والتي تشهد هجمات واسعة في الجبال والوديان والتي أفضت إلى تقدم ملحوظ لصالح الحوثيين في المناطق الجنوبية الغربية للمحافظة.
واستحدثت جماعة الحوثي الانقلابية ثلاث جبهات جديدة من حدود البيضاء باتجاه مأرب بعد سقوط مقاومة البيضاء التي قادها الشيخ القبلي ياسر العوضي خلال الأشهر الماضية وباتت قوات الجيش الوطني والمقاومة القبلية عاجزة عن سد تلك الثغرات الواسعة الناتجة بعد اقتحام الحوثيين آخر مناطق كانت لم تخضع لحكمها.
وباتت المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية حيث مسرح العمليات العسكرية حاليا تشكل خطرا كبيرا على بقاء مأرب خارج حكم الحوثيين والتي تعد المناطق الفاصلة بين حصار مأرب، وإذا ما تمكن الحوثيون من الوصول إلى الخط الرابط بين مأرب وشبوة الذي يبعد حوالي عشرة كيلومترات فقط من خط المواجهات الحالية بعد تقدم الحوثيين نحو الجبال المطلة على مديرية العبدية المحاذية لمديرية حريب جنوبي مأرب.
ومع اشتداد المعارك جنوب وجنوب غربي مأرب صعدت قوات الجيش الوطني من عملياتها العسكرية لإشغال الحوثيين في جبهات مختلفة وللتخفيف من حدة الهجمات الحوثية على مناطق قانية وما جوارها حيث شنت قوات الجيش الوطني هجمات متعددة على مواقع الحوثيين في جبهتي صلب والزغن وصرواح وهيلان التي أوقفت جماعة الحوثي عملياتها فيها خلال الأيام القليلة الماضية، وكذا شنت قوات الجيش هجمات على الحوثيين في شرق مأرب في جبهات العلم والنضود وشرق اللبنات والجدافر في الصحراء بين محافظة مأرب والجوف والتي نتجت عن تقدم واسع لقوات الجيش الوطني وتكبدت خلالها جماعة الحوثي الكثير من الخسائر في العتاد والعدة.
وفي السياق، قال قائد اللواء 56 العميد عرفج بن هضبان في تصريح خاص لـ"الموقع بوست" إن قوات الجيش الوطني حققت الثلاثاء انتصارات واسعة على مواقع الحوثيين في منطقة شرق معسكر اللبنات الذي لازال تحت سيطرة الحوثيين.
وأضاف هضبان أن هدف الجيش الوطني ليس تحرير محافظة الجوف وحسب بل تحرير كل شبر في البلد من الانقلابيين الحوثيين واستعادة الدولة والكرامة للمواطن والقانون والدستور.
كذلك في جبهة حويشيان الجبهة التي استحدثها الجيش الوطني مؤخرا شرق مأرب للتخفيف من الضغط الحوثي على جبهتي العلم والنضود التي تعمل على قطع خط إمداد الحوثيين نحو جبهاتهم في العلم والتي ستقطع طريقها خلال الأيام القليلة القادمة من منتصفه ومحاصرة الحوثيين في الجبهات المتقدمة في العلم، حسب قائد جبهة حويشيان.
وقال النقيب مبارك العصار قائد جبهة حويشيان إن قوات الجيش الوطني سيطرت خلال اليومين الماضيين على جبال حويشيان وما جاورها من المواقع المطلة على خط إمداد الحوثيين وأن التقدم كان مسافات واسعة نحو قطع خطوط إمداد الحوثيين نحو جبهتهم في العلم الواقعة شرقي محافظة مأرب.
وأضاف أن جبهة العلم ستنتهي قريبا بقطع خطوط إمداد الحوثيين نحوها والتي ستتحول إلى خط تقدم للجيش الوطني نحو حصار معسكر اللبنات الإستراتيجي الواقع شرق الحزم عاصمة محافظة الجوف وبذلك قطع آمال الحوثيين بالتقدم من جهتين نحو حصار مأرب عن طريق وصولهم من محورين إلى الخط الدولي خط العبر الوديعة، حد وصفه.
وقال قائد جبهة حويشيان النقيب العصار إنه نتيجة استمرار المعارك على خط مأرب البيضاء التي أدت إلى قطع الطريق أمام المسافرين والشاحنات التجارية الذي أدى إلى تكدس آلاف الشاحنات التجارية ومركبات المسافرين على طول خط العبر إلى مأرب مما أدى إلى بحث السائقين عن طرق بديلة للمرور نحو صنعاء.
وأوضح أن طريقا صحراويا من العبر إلى مفرق الجوف استحدثته الشاحنات وباتت تغامر بشكل مستمر من ذلك الطريق الخطر الذي يمر بجانب العديد من الجبهات المحتدمة بين الحوثيين وقوات الجيش الوطني والتي أدت إلى احتراق عشرات الشاحنات نتيجة مرور الشاحنات أثناء اشتداد المعارك والاشتباكات.
ودعا العصار سائقي الشاحنات والمسافرين إلى الامتناع عن المرور بذلك الطريق الصحراوي من وإلى صنعاء فذلك يشكل خطرا أكبر على حياتهم وإتلاف أو استهداف شاحناتهم نتيجة استمرار المعارك في العلم وحويشيان واللبنات وصلب وهي المناطق التي تمر بها تلك الطريق الصحراوية.
جماعة الحوثي بدورها صعدت من عملياتها العسكرية في الجبهات القديمة التي كادت أن تكون منسية جراء توقف العمليات العسكرية فيها لتباغت قوات الجيش الوطني لمحاولة إرباك الجيش أو فتح ثغرة لصناعة نصر لها نحو معسكر ماس الواقع على بعد مئة كم من خطوط المواجهات في جبهة الجدعان، وكذا صعدت جماعة الحوثي خلال اليومين الماضيين من عملياتها في جبهة المخدرة غربي مأرب وأحرزت تقدما على موقعين.