[ معمل الأسرة المُحترق ]
يقف الشاب محمد درهم على أطلال مخلفات مبعثرة وإطارات محترقة كانت قبل وقت قريب مصدر رزق عائلته الوحيد قبل أن يحترق معمله في شارع صنعاء بمحافظة مأرب.
يعيل محمد محمود درهم أسرة مؤلفة من 5 ذكور و4 إناث، تقطن الأسرة شارع صنعاء بمدينة مأرب، وقامت بإنشاء مشروع "بنشر" في ذات المنطقة قبل أربع سنوات ليكون مصدر عيش للعائلة.
يسلط "الموقع بوست" الضوء في هذه المادة على القصة كاملة، حيث وجدت أسرة محمود فجأة ذاتها بلا مصدر دخل بعد احتراق المعمل الذي كان يشكل مصدر العيش الوحيد للأسرة التي باتت في مواجهة الخطر والمأساة في بلاد طحنتها حرب لا أفق قريب لانتهائها.
وعلى الرغم من الوضع المُحبط وحالة الحرب التي تشهدها اليمن؛ يكافح المواطنون لكسب معيشتهم بمشقة بالغة في ظل اتساع دائرة الفقر وتضاؤل فرص العمل بسبب النزاع المستمر منذ 5 سنوات.
حلول الكارثة
يروي "طارق" الشقيق الخامس من الذكور لمحمد بالقول: "كنا نملك معملا في مأرب "بنشر" متخصصا في إصلاح إطارات السيارات، وكنا نجني منه دخلا جيدًا، لكنه احترق بفعل انفجار إسطوانة غاز كانت مركونة إلى جانب عبوة كانت تحوي مادة البنزين داخل المعمل".
يقول: "أحيانا يلعب الإهمال دورا كبيرا في الأحداث التي تجري من حولنا، والتي عادةً ما نربطها بالقدر وحده بينما لا نساعد أنفسنا على الوقاية من تلك الكوارث".
يؤكد طارق أن الحريق الذي التهم المعمل حدث بسبب انفجار إسطوانة غاز كانت مركونة بجوار "مكينة" اللحام، مشيرًا إلى أنه كان يجهل وجود عطب في الإسطوانة.
ويقول إن الحريق بدأ في ورشة اللحام ثم تمدد في كافة أرجاء المكان وخرج عن السيطرة ليلتهم المعمل بكافة محتوياته.
وبحسب طارق فإن الأمر الذي ضاعف اللهب سريعًا هو سقف المعمل المؤثث بالخشب، الأمر الذي جعل النيران تنتشر بشكل سريع دون أن يتمكن أحد من إيقافها.
"لقد احترق المعمل بالكامل وانتهى معه كل شيء"، يقول طارق. يواصل: "لقد فقدنا مصدر عيشنا الوحيد ولا نعلم ماذا نفعل بعد الآن".
يتابع الحديث بحسرة: "منذ أربع سنوات افتتحنا هذا المعمل ليكون مصدر دخلنا"، ويقول إن أسرته مؤلفة من خمسة ذكور وأربع إناث، وهم أيتام الأب، وأضحت بلا مصدر دخل بعد الآن.
مناشدات
ناشطون قاموا بنشر صور للحريق الذي التهم المعمل وجّهوا من خلالها مناشدات للوقوف مع الأسرة المثابرة وتعويضها ومساندتها لترتيب مصدر دخل بديل.
الصحفي "فارس الحميري" قال في تغريدة على تويتر: "يقف محمد محمود درهم على بقايا أسلاك ورماد في شارع صنعاء بمدينة مأرب"، مناشدًا بمساعدة الأسرة المنكوبة.
ويضيف مراسل وكالة "شينخوا" الصينية "كان لمحمد وإخوانه وأسرتهم الكبيرة، معمل "بنشر" لكن حريقا التهمه وأنهى مصدر دخلهم الوحيد".
وناشد طارق في ختام حديثه لـ"الموقع بوست" للوقوف مع عائلته بعد الكارثة التي حلت بها، قائلاً: "نحتاج للوقوف بجانبنا لبناء مصدر رزق بديل للأسرة".