هطلت على اليمن وما حوله أمطار غزيرة جدا بمناسيب عالية غير مألوفة، يزيد من خطورتها أن البنية التحتية للبلاد ليست جاهزة لهذا النوع من السيول.
فقد تسببت الفيضانات التي شهدتها صنعاء وعدد من المدن التاريخية في حدوث أضرار بالغة في المواقع الأثرية في المدينة القديمة من العاصمة و"ناطحات السحاب" الطينية في شبام حضرموت وغيرهما من المدن المصنفة من قبل منظمة العلوم والتربية والثقافة، "يونسكو" من بين أهم المواقع الأثرية في العالم. وشهد سد مأرب شرق صنعاء أول فيضان خطير له منذ إنشائه قبل 34 عاماً ما يهدد أقدم وأكبر منطقة أثرية في البلاد.
ذلك ما تنبأت به في أوائل تسعينيات القرن الماضي رسالة مشفوعة بتقريرٍ علمي طويل لمجموعة من الخبراء وعلماء الطقس الفرنسيين بعثها الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران إلى الرئيس اليمني الراحل على عبدالله صالح وربما إلى زعماء آخرين في المنطقة يبشر ويحذر في آنٍ معاً بأن اليمن سيدخل مع المنطقة "بعد عقدين أو ثلاثة" في مرحلةٍ مداريةٍ ومناخية جديدة تجعله "بلداً مطيراً" و"شديد الإخضرار".
وكانت أهم توصية في هذه الرسالة أن هذا الوضع قد يستمر لمدة 400 سنة، مع توقع أن يشهد النصف الجنوبي للكرة الأرضية الوضع ذاته، وأن ينحسر مستوى المطر عن النصف الشمالي من أوروبا.