أكدت المنسقية العليا لثورة 11 فبراير، على استكمال تحقيق الأهداف المشروعة للثورة مهما كلف ذلك من ثمن، مشيرة إلى أن الثورة لا تنتهي وهي مصير لا حياد ولا تراجع عنه.
وقالت المنسقية في البيان الصادر عنها، في الذكرى الخامسة لثورة 11 فبراير، إن تضحيات شباب الثورة ونضالات مختلف أبناء اليمن في الجبهات لن تذهب هدراً، ولن توأد أحلام وتطلعات الملايين في التحول المدني وبناء وطن آمن ومستقر قائم على الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية.
وأوضحت في البيان، أنه " في مثل هذا اليوم العظيم الخالد خرج شعبنا اليمني الأبي ثائرا في وجه الاستبداد والظلم والفساد وعبث الفرد، في ثورة شبابية شعبية سلمية انطلقت في الـ 11 من فبراير 2011م في أروع يوم تاريخي شامخ كشموخ رواد مسار التغيير حماة الحاضر وأمل المستقبل،وعظيم كعظم مشروعهم الوطني ببناء اليمن الجديد والدولة المدنية الاتحادية الحديثة".
وأضاف: " في هذه الذكرى العظيمة وشعبنا اليمني يسطر أروع صور التضحية والفداء في جبهات الشرف والبطولة نستحضر تضحيات أولئك الأبطال الشرفاء الذين واجهوا آلة القمع ببسالة وشجاعة وتضحية ذوداً بأرواحهم عن وطنهم الذي أنهكته أياد الفساد والإجرام والاستبداد فسقط الشهداء والجرحى واعتقل الأبطال الذين لا يزال بعضهم رهن المعتقلات حتى اللحظة".
ولفت البيان إلى أن ذكرى ثورة الشباب الشعبية السلمية تحل والوطن يشهد تداعيات كبيرة التي خلفتها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية ضد الشرعية والتي طالما حذرت منها ومن مخططاتها، وكانت الثورة هي الحل الأنجع لإيقاف عبثها واقتلاع جذور الفساد والاستبداد.
وأكد البيان أن القوى الانقلابية لم تكتفي بتشويه الثورة وعرقلة المسار السياسي للعملية الانتقالية، بل إنها انقضت على الدولة ككل وأبرزت عقليتها الدموية وفكرها العنصري الإمامي الرجعي الكهنوتي، وعمدت على تدمير البنى التحتية وتعطيل الاقتصاد الوطني والتخريب الممنهج لمنشآت الدولة ومؤسساتها ، وزرع الفتن وبؤر الصراع داخل المجتمع، وصولاً إلى تنفيذ انقلابها المشؤوم الذي دمر الوطن وأراق دماء أبنائه الطاهرة الزكية في تحالف الشر والفساد والدمار تقويضا للسلم الاجتماعي، وخروجا على الإجماع الوطني والهروب من تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل، وجر اليمن إلى مربع العنف والاقتتال الذي طال كل الوطن وأراق دماء أبنائه الزكية وعبث بكل المقدرات والمكتسبات الوطنية.
وأشار إلى أن رهانات الانقلابيين ستبوء بالفشل أمام عزيمة وإصرار الشعب اليمني، وشباب الثورة الذين قطعوا على أنفسهم العهد بأن لا تخبو أصواتهم أو تتوانى عزائمهم عن استكمال تحقيق أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية والحفاظ على مكتسبات ثورة سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.
وجدد البيان التأكيد على تنسيق الجهود بين القوى الوطنية والسلطة الشرعية وتجاوز كل الخلافات لتحقيق الأهداف العامة التي تضمن إنهاء الانقلاب ودحر الميليشيا المصرة على الاستمرار في الإجرام وإراقة الدماء وتدمير الوطن أرضاً وإنساناً والانطلاق نحو تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وبناء الدولة المدنية، وأهمية الإدارة الرشيدة للمرحلة التي يمر بها الوطن باعتبارها من أخطر المراحل التاريخية، سعياً للتغلب على كل الطرق التي تستغلها القوى الانقلابية للإسهام في تمديد فترة بقائها.
وقال" أن معاقبة الشعب وحرمانه من حقوقه والتي تمارسه المليشيا الانقلابية وزيادة الانتهاكات في حق الإعلاميين والسياسيين وحملات الاعتقالات بقوة السلاح ستنعكس عليها وبالاً، ولن يطول أمد هذا العبث الذي بات يلفظه كل أبناء الوطن بلا استثناء".
وأضاف البيان "تمثل الثورة الشبابية الامتداد الحقيقي للثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وانتصارا لكل النضالات الوطنية كما تعد أهدافها المنطلق الفعلي لمشروع بناء اليمن الجديد المتمثل في وثيقة الحوار الوطني الشامل والتي انقلب عليها تحالف الحوثي وصالح، وهاهو الشعب اليمني يواجه هذا الانقلاب بكل صبر وعزيمة وتقوم الثورة اليوم بواجب الدفاع عن الوطن وأهداف ثورته عبر مقاومة شعبية تصطف مع الجيش الوطني لإنهاء الانقلاب والعودة إلى استكمال تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل وصولا إلى الدولة الاتحادية الحديثة".
ودعت المنسقية العليا للثورة اليمنية كافة المؤسسات الإنسانية والحقوقية إلى رصد كل تلك الممارسات واطلاع العالم عليها والعمل على تقديم المجرمين وملاحقتهم أمام المحاكم المحلية والدولية.