في رحيل أقل ما يوصف بـ"الموجع" لرجل العون، الدكتور عارف أحمد علي، أمين عام نقابة الأطباء ومدير إدارة مكافحة الملاريا بالعاصمة المؤقتة عدن.

توفي الدكتور عارف، أمس الثلاثاء، في محافظة مأرب، وهو بعيد عن أسرته ومبعدا عن مدينته عدن بعد قرار اتخذ بتصفيته هو ومعظم قادة التحرير، لا لسبب إلا لأنه شارك بفعالية في مواجهة الحوثي ووقف بكل استطاعته مع أبناء مدينته وهم يدفعون عن أنفسهم الموت القادم من مران.

عمل عارف بكل تفانِ وخاض مع مدينته معركة التحرير وخرج معها منتصرا، ولاحقا تعرض لصنوف التنكيل من قبل مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا بعد التحرير، عقب ذلك غادر عدن إلى الخارج.

في 31 يوليو 2018، تعرض عارف لمحاولة اغتيال، أصيب بسببها بجروح مختلفة، في حين أصيب ولده وبترت ساقه بالانفجار الذي استهدف سيارته في مدينة المعلا، مما اضطره لمغادرة مدينته وأهله إلى خارج الوطن.

وسبق أن اعتقلته مليشيات الإمارات بعدن في أكتوبر 2018، وأفرجت عنه في وقت لاحق.

هجر عارف عن موطنه وظل متنقلا من مدينة ومن دولة إلى أخرى يبحث عن الأمان الذي فقده في مدينته حتى توفي مساء الثلاثاء في مدينة مأرب.

في عدن الخاضعة لسيطرة مليشيات المجلس الانتقالي لم يتبق فيها أي صوت معارض لسياسة الانتقالي المتوحشة، فقد توزع رجال عدن الشرفاء على المقابر والسجون والمنافي بفعل السياسة التي استكملت حرب الحوثي على المدينة وفعلت ما لم يستطع فعله الحوثيون.

وفي السياق نعت الأمانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح، والمكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بعدن، الدكتور عارف عضو مجلس شورى الإصلاح في عدن، وأحد أبرز الكوادر السياسية والاجتماعية للإصلاح فيها، وعضو مجلسها المحلي سابقا.

وقال بيان النعي المشترك "لقد خسر الوطن، وخسرت مدينة عدن برحيل الدكتور عارف شخصية من أهم الشخصيات التي عرفها المجتمع، فقد كان سباقا إلى تقديم العون وصاحب أدوار جليلة قدمها رحمه الله من خلال موقعه كأمين لفرع نقابة الأطباء بعدن، وكذا عمله مديرا منسقا لبرنامج مكافحة الملاريا بمكتب الصحة بالمحافظة".

وتطرق البيان إلى جهوده في الدفاع عن مدينته وأهله في مواجهة الكوارث والأمراض والأوبئة، وأبرزها دوره المشهود في المشاركة الفاعلة بالمستشفى الميداني إبان معارك تحرير عدن ضد مليشيات الحوثي في العام 2015 والتي توجت بتحرير عدن في مثل هذه الأيام المباركة من ذات العام.

ووفقا لبيان الحزب سيظل اسم الدكتور عارف مرتبطا بالأدوار المشرقة، وهو يرحل اليوم عن الحياة بعد أن رحل قسريا عن عدن بعد تحريرها من مليشيات الحوثي، إثر تعرضه فيها للمضايقات والملاحقات والاختطاف ومواجهة التهم الكيدية التي لفقت له وعدد من زملائه من كوادر وكفاءات الحزب، وكوادر وكفاءات مدينة عدن التاريخية.

وتأتي وفاة الدكتور عارف في الوقت الذي تواجه فيه مدينته عدن خطر الأوبئة، والحميات بينها كورونا التي تقتل كل يوم عشرات الأشخاص.

وكانت الإحصائية الأخيرة للوفيات الصادرة عن رئيس مصلحة الأحوال والسجل المدني بعدن اللواء سند جميل، منذ مطلع مايو/آيار الجاري وحتى الأحد الماضي 950 حالة وفاة.