قال الزعيم القبلي البارز في محافظة الجوف، الحسن أبكر، إن "التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن أخفق بعد خمس سنوات من الحرب من تحقيق الأهداف التي جاء من أجلها، بل وللأسف ساهم في تشتيت شملنا وتجزئة مواقفنا ووحدتنا".

وأضاف أبكر -في منشور بصفحته على فيسبوك- أن خمس سنوات أثبتت للجميع في الداخل والخارج أن الشرعية بكل سلطاتها فشلت، وأن الحكومة بمؤسساتها فشلت، والإصلاح وجميع الأحزاب فشلوا.

وتابع "نحن في اليمن والتحالف كالمستجير من الرمضاء بالنار، أفلح ونجح في السيطرة على عدن وسقطرى والمهرة، وحرروها من أهلها". وأردف ساخرا "سئفوا لهم باللهجة المصرية".

واستطرد أبكر بالقول "يا تحالف لا داعي أن تذهبوا حيث لا عدو، ركزوا على مناطق الحرب والتمرد واتركوا مناطق السلم والطاعة، جعلتم من الإصلاح ذريعة لكم وحملتموه كل فشل، أنتم ومعكم كل القوى والأحزاب اليمنية".

واستدرك مخاطبا التحالف "وأنتم في الحقيقة لم تستطيعوا الاستغناء عن الإصلاح، تريدون لكم نجاحا بدونه، لكنكم في المقابل تحتاجون من الإصلاح أن ينتصر لكم، والإصلاح مدرك لهذه المسألة ولم يتمكن من إقناعكم أو يترك الميدان لكم ويعود للسياسة من جديد ميدانه الأساس وأصله الثابت، حزب سياسي مدني".

ودعا الزعيم القبلي الإصلاح إلى أن "يتنازل ويغض الطرف ويجعل الوطن فوق كل اعتبار، حتى ولو نسب الانتصار إلى غيره لا ضير، أليس العمل من أجل الله كما هو في أدبيات الإصلاح وفي عقول تابعيه، إذن على الإصلاح أن ينكر ذاته ويختبئ خلف ما تم تحقيقه من نجاح، والوطن يستحق ذلك منه".

وقال "الساسة اليوم والتحالف والشرعية بمؤسساتها في شتات، الكل بلا استثناء، ولذلك لا نصر في ظل هذا الوضح الممزق، وسيطول الأمد وتزداد المعاناة".

وأشار إلى أن هذه الصراعات والتباينات البينية تضعف الصف وتفتك بوحدة الموقف وتقتل الغاية والهدف، الجميع شرعية وأحزاب وتحالف سبب رئيسي في الهزائم وما آلت إليه الأوضاع بدون نقاش.

وأكد أنه لا خير فينا جميعا إن لم نكن صفا واحدا لأجل الوطن والعمل الجاد على إخراجه من هذه المحنة.

وأردف أن عقليات القادة والساسة وصناع القرار تحتاج إلى ضبط المصنع والاتجاه نحو اليمن، الدولة والأرض والإنسان.

كما دعا جميع شرفاء الوطن من كل التيارات والاتجاهات والمناطق إلى أن يلتقوا على كلمة سواء. وقال "يجب أن يلتقي الكل ويتفاهم الجميع وتطرح الآراء بحب وصدق بعيدا عن الابتسامات الصفراء والمجاملات الكاذبة التي في ظاهرها الود وباطنها الكراهية، صراحة أنتم أسوأ أمة (اجتمعت لتجتمع فشتت المجتمع)".

وختم أبكر منشوره بالقول "بلادنا بنا ولا قيمة لنا إلا بها، قوية وموحدة وآمنة ومستقرة، لا زلت أحلم ومستعد لبذل كل ما بوسعي ليجتمع اليمنيون في مشهد واحد ويتفقوا على ما يخدم اليمن".

يشار إلى أن الحسن أبكر من ابرز القيادات القبلية في الجوف التي واجهت جماعة الحوثي منذ 2014 وفقد اثنين من أولاده في تلك المعارك.