[ نفوق كبير للأسماك الصغيرة في ساحل أبين وتحول لون البحر إلى الأخضر ]
تغيرٌ في لون البحر من الزرقة للاخضرار ونفوق لآلاف الأسماك وروائح كريهة تعم المناطق القريبة من ساحل أبين، ظاهرةٌ غريبة لم يعهدها سكان العاصمة المؤقتة عدن، وفسرتها وزارة الثروة السمكية بظاهرة ازدهار الطحالب الخضراء.
منذ نحو أربعة أيام بدأت الظاهرة، وبثت القلق بين أوساط المواطنين إلا أن انخفاض أسعار السمك، خصوصاً الثمد "التونة"، طمأن المواطنين بأن ما يشهده بحرهم ليس بالأمر الخطير فالصيادون مستمرون في مهنتهم والأسماك وفيرة وأسعارها انخفضت نسبياً.
وبحسب مواطنين تحدثوا لـ"الموقع بوست" فمنذ بداية الظاهرة انخفض سعر الكيلوجرام الواحد من سمك الثمد من 4 آلاف ريال إلى ألفين ووصل إلى ألف ريال.
وظلت الظاهرة المُريبة طيَّ الغموض لثلاثة أيام حتى أصدرت وزارة الثروة السمكية توضيحاً حول الظاهرة بناءً على مخرجات نزول خبراء من الهيئة العامة لحماية البيئة، وقالت إن ما يجري هو بسبب انتشار الطحالب الخضراء والنباتات البحرية المجهرية واستهلاكها لكمية كبيرة من الأكسجين الذائب في مياه البحر.
وأشارت الهيئة العامة لحماية البيئة في بلاغ صحفي، حصل "الموقع بوست" على نسخة منه، إلى أن استهلاك الطحالب الخضراء والنباتات البحرية المجهرية للأكسجين أدى إلى اختناق وموت الأسماك الصغيرة؛ لعجزها عن تحمل نقص الأكسجين الذائب، مما تسبب بنفوق كميات من القواقع البحرية والمعروفة بذات المصراعين ذات الحساسية العالية من نقص الأكسجين ودخول جزيئات الطحالب المجهرية إلى جهازها الداخلي.
وأوضحت أن هذه الظاهرة هي نتيجة لتغيرات بيئية في درجات حرارة مياه البحر وتركيز الأملاح الغذائية والمادة العضوية فيها، كما ينتج عن ظاهرة ازدهار الطحالب الخضراء تغير في نسبة الأكسجين المذاب والذي يؤدي إلى نفوق في كثير من الأحياء البحرية، ومنها أسماك العربي والطلياني والهوملان بالاضافة إلى أسماك المورينا "حنشان البحر" وقواقع المحار الرملية.
ولفتت إلى أن الهيئة تتابع باهتمام كبير مراحل نمو هذه الظاهرة ومدى انتشارها في المياه البحرية الساحلية لخليج عدن، والتي من المتوقع أن ينقضي عمرها بعد نحو أسبوعين.
وفي السياق ذاته، دشن المجلس المحلي بمديرية خورمكسر صباح اليوم الجمعة حملة مجتمعية لتنظيف ساحل أبين من الأسماك النافقة ورفعها بالتنسيق مع عمال صندوق النظافة.
وشارك في الحملة عشرات الشباب المتطوعين، وأنجزوا تنظيف الساحل الذي امتلأ بآلاف الأسماك النافقة التي لفظها البحر منذ بداية ظهور الظاهرة قبل أربعة أيام.
