[ نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي (ارشيف) ]
أعرب نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الخارجية عبدالملك المخلافي عن أمله بـ «تحرير تعز» من قبضة جماعة الحوثيين قريباً.
وحمّل الجماعة مسؤولية إتاحة بيئة داعمة لـ «القاعدة» في بعض المناطق، نافياً أي وجود لـ «داعش» في اليمن «إلا في إعلام تحالف الحوثيين – علي صالح».
وأكد المخلافي في حديث إلى «الحياة» في بيروت، أن لا فتور في الموقف الأميركي من دعم الشرعية اليمنية، معتبراً أن الفتور يكمن في «الضغط اللازم لتنفيذ القرار 2216»، ومذكّراً بأنه صدر تحت الفصل السابع. وشدد على أن بعض منظمات الأمم المتحدة لا يؤدي دوره في اليمن «كاملاً أو في شكل محايد»، محمِّلاً الحوثيين مسؤولية التراجع عما التزموه في جولة المفاوضات الأخيرة في سويسرا، بالتالي تأخير التفاوض.
وهنا نص الحديث مع صحيفة الحياة اللندنية:
> ما الذي يؤخر حسم معركة تعز؟
- أهمية المعركة تجعل تحالف جماعة الحوثيين وعلي صالح يكرّس كل ثقله لتفادي الهزيمة هناك، إذ يدرك أنها ستكون المحطة النهائية لهزيمة كاملة، لذلك يدفع بمزيد من القوات (إلى القتال). المقاومة تستبسل، لكن من الضروري أن يكون هناك جيش وطني منظّم يحرر تعز، والخطوات العملية لتحقيق هذا الهدف بدأت.
> ولكن، هل تحتمل الأوضاع الإنسانية لسكان تعز، تحت الحصار الحوثي، انتظار تأهيل الجيش للحسم؟
- المقاومة مستمرة، والدولة وجدت نفسها في وضع يتطلب إعادة بناء جيش وطني. قطعنا شوطاً كبيراً في هذا المجال، ونأمل بتحرير تعز قريباً.
> متى تتوقعون استئناف المفاوضات مع الحوثيين، التي ترعاها الأمم المتحدة؟
- لا نتحمّل أي مسؤولية عن تأخير التفاوض. قلنا مرات إننا مستعدون للذهاب الى المفاوضات في أي مكان وأي موعد. الموعد السابق كان 14 كانون الثاني (يناير الجاري)، والطرف الآخر هو الذي تراجع وأعلن عدم التزامه ما كان التزمه في جولة سويسرا، بما في ذلك إطلاق المعتقلين والسماح بوصول الإغاثة الى كل المناطق اليمنية. جماعة الحوثيين ما زالت ترفض استجابة مساعي موفد الأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي يحاول إقناعها بالمشاركة في جولة ثالثة للتفاوض. وهو عاد من صنعاء من دون نتائج إيجابية لجهوده، وقد يذهب مجدداً الى العاصمة اليمنية، لتحديد موعد جديد للمفاوضات. الحكومة أبلغته استعدادها للمشاورات في أي وقت.
> هل صحيح ما قيل عن وساطة عُمانية بين الشرعية اليمنية وتحالف الحوثي- علي صالح؟
- لا وجود لأي وساطة، فالطريق الوحيد للتفاوض هو عبر الأمم المتحدة.
> وهل تعتبرون الأمم المتحدة محايدة، حيال الحرب؟
- هي مُلزمة بتنفيذ القرار 2216 الصادر تحت الفصل السابع (يجيز استخدام القوة لتطبيقه)، وإلزام أي طرف بالتطبيق.
موفد المنظمة الدولية يؤدي دوراً إيجابياً، وندعمه، لكن بعض المنظمات التابعة للأمم المتحدة لا تؤدي دورها كاملاً أو في شكل محايد. فعدم الحياد يشوب تقاريرها، ولا تطرح صورة شاملة للأوضاع في اليمن من كل الجوانب. على رغم ذلك نواصل حواراً معها ومع مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، لتقويم عملها وجعلها أكثر قدرة على مقاربة الحياد، والوصول الى كل المناطق اليمنية (للإغاثة).
كثير من المنظمات الإنسانية وصل اخيراً الى تعز للمرة الأولى، ونأمل بأن تكون تلك بداية لتضطلع الأمم المتحدة بدورها، في نقل حقائق المشهد بحياد.
> ألا يبدو موقف الإدارة الأميركية من الشرعية اليمنية ودعمها فاتراً؟
- لا. لا دولة إلا وتؤيد الشرعية والقرار الدولي 2216، واستكمال تطبيق المبادرة الخليجية.
إذا كان هناك فتور فهو موجود في الضغط اللازم لتنفيذ القرار 2216. على كل دول مجلس الأمن أن تسعى الى تطبيقه، وأن توجّه رسالة موحّدة، فحواها عزمها على التنفيذ، لكي نصنع السلام في اليمن على مسار أسرع.
> ما مدى صدقية المعلومات التي تشير الى «انفلاش» تنظيم «داعش» في اليمن؟
- مشكلة «القاعدة» وليس «داعش»، كانت في السابق ولا تزال موجودة في البلد، والحكومة ملتزمة محاربتها؟
إن حرب الحوثيين أدت إلى إتاحة بيئة داعمة لـ «القاعدة»، أعني تدمير مؤسسات الدولة، ولدى الحكومة خطط لمحاربة هذا التنظيم. أما «داعش» فلم نسمع به إلا من إعلام الحوثيين وعلي صالح. لا وجود في اليمن لهذا التنظيم كما في سورية والعراق، وتسميته تُستخدم لتبرير الحرب الحوثية.
> هل يشارك الجيش المصري بقوات برية، ضمن صفوف قوات التحالف العربي؟
- مصر عضو في التحالف، ولكن ليست لكل دولة قوات برية على الأرض.