لاقت عملية قصف جماعة الحوثي معسكرا للجيش الوطني في محافظة مأرب ردود فعل دولية وعربية، منددة بالجريمة التي راح ضحيتها أكثر من 100 قتيل وعشرات الجرحى من أفراد الجيش ومدنيين.

واستهدفت جماعة الحوثي معسكر الاستقبال في مأرب السبت الماضي بصاروخ باليستي، أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 160 جندياً من منتسبي اللواء الرابع حماية رئاسية ووحدات عسكرية أخرى.

وأثار الهجوم الصاروخي الذي استهدف معسكرا تدريبيا لقوات الجيش في مأرب أسئلة حول دور التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في إحباط مثل هذه الهجمات عبر منظومة دفاعه الجوي "باتريوت"، كما كان يحدث سابقا.

وفي السياق أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المقيم في السعودية أن مثل هذه العمليات الإرهابية التي ترتكبها جماعة الحوثي ضد التجمعات وصولاً إلى دور العبادة بما تمثله من اعتداء سافر فإنها أيضاً تجسد وجهها القبيح المجرد من القيم الدينية والأخلاقية.

وقال هادي إن الأفعال المشينة لجماعة الحوثي تؤكد دون شك عدم رغبتها أو جنوحها للسلام لأنها لا تجيد غير مشروع الموت والدمار وتمثل أداة رخيصة لأجندة إيران في المنطقة.

من جانبها، طالبت الحكومة الشرعية المبعوث الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث بموقف وإدانة واضحة لهذا الهجوم الوحشي.

وكانت وزارة الدفاع اليمنية اعتبرت في بيان أن الهجوم الذي راح ضحيته 160 جندياً يمنياً هو محاولة ثأر لمقتل قاسم سليماني، قائد فليق القدس في الحرس الثوري الإيراني بضربة أميركية في بغداد مطلع يناير الجاري.

الأمم المتحدة

من جهتها، قالت الأمم المتحدة إن الهجوم الصاروخي الذي تعرض له معسكر القوات الحكومية في مأرب قد يعطل العملية السياسية الهشة في اليمن أصلا.

وأدان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث الحادث والهجمات الجوية والصاروخية والبرية المتصاعدة في البلاد. وقال إن "التقدم الذي حققه اليمن بشق الأنفس لوقف التصعيد هش للغاية.. هذه التصرفات يمكن أن تعطل هذا التقدم"، وحث الأطراف على توجيه طاقاتها للسياسة والكف عن القتال.

الاتحاد الأوروبي

بدوره أدان الاتحاد الأوروبي الهجوم الإرهابي الذي نفذته جماعة الحوثي الانقلابية بمحافظة مأرب، شرق العاصمة صنعاء.

وأكد بيان لخدمة العمل الخارجي الأوروبي في بروكسل أن هذا العمل يهدد استمرار التصعيد العسكري ويقوّض العملية التي تقودها الأمم المتحدة في البلاد، داعيا جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس والمشاركة البناءة مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة لإنهاء النزاع.

وأوضح البيان أن لدى اليمن فرصة لتحقيق السلام الذي يجب ألا يضيع، وسيواصل الاتحاد الأوروبي دعم الأمم المتحدة في تحقيق ذلك بكل الأدوات المتاحة له.

الجامعة العربية

وفي السياق ذاته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط إن تصعيد الحوثيين في مأرب واستهدافهم مسجدا راح ضحيته أكثر من 100 قتيل لا يخدم سوى أجندات قوى أقليمية تسعى لاستخدام الحوثيين كمخلب قط.

واعتبر أبو الغيط في بيان اليوم الاثنين أن الهجوم الذي أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص بينهم مدنيون وإصابة العشرات "قد يكون الأكثر دموية منذ اندلاع الحرب اليمنية".

وأوضح البيان أن ذلك "يشير مجددا إلى محاولة أطراف خارجية تسخين الجبهة اليمنية لصرف الأنظار عما تواجهه من مشكلات وتحديات داخلية".

وذكر أن الهجوم "يأتي في توقيت دقيق وأن هدفه تقويض حالة الهدوء النسبي التي سادت خلال الفترة الماضية على الساحة اليمنية ومن ثم تعطيل أي تحركات جدية نحو الحل السلمي".

البرلمان العربي

طالب البرلمان العربي بمحاسبة جماعة الحوثي في اليمن على خلفية استهداف معسكر الاستقبال التابع للقوات الحكومية في محافظة مأرب.

وأكد رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي أن هذا الهجوم الإرهابي الجبان يُعد جريمةً بشعةً تُنافي كل الشرائع السماوية والقيم الإنسانية، بسفك الدماء المعصومة، وانتهاك حرمة بيوت الله، وترويع المصلين الآمنين.

وطالب رئيس البرلمان الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات فورية وعاجلة لمحاسبة الحوثيين على هذه الجريمة اللاإنسانية النكراء التي كشفت الوجه الإجرامي لها.

تركيا

وأدانت خارجية تركيا، في بيان لها، الهجوم الذي شنه الحوثيون على معسكر للحكومة الشرعية في مأرب، ودعت جميع الأطراف إلى الامتناع عن الأعمال التي تزيد من التوتر وتلهب أجواء الصراع، مشيرة إلى أنه يتعين على جميع الأطراف التركيز على إنهاء الأزمة الإنسانية.

وأكدت الخارجية التركية أنها تدعم بشكل كامل الجهود التي تقودها الأمم المتحدة نحو تسوية سياسية في اليمن.

السعودية

اعتبرت وزارة الخارجية السعودية اعتداء الحوثيين على مسجد مأرب تقويضا متعمدا للحل السياسي باليمن.

مصر

أدانت وزارة الخارجية المصرية، الاثنين، الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدا بأحد معسكرات الجيش الوطني، مؤكدة في بيان لها رفض مصر التام لكافة أشكال الإرهاب والعنف والتطرف، وتضامنها مع اليمن.