اتهم نائب رئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء، خالد بحاح، مليشيا الحوثي وصالح، بالعبث بالنظام المالي والنقدي والمصرفي في اليمن، لافتا إلى أنه نتج عن ذلك العبث، عُجوزات كبيرة في الموازين الاقتصادية، مشيرا إلى أن الأرصدة المسحوبة من البنك المركزي في صنعاء بلغت نحو ترليون ونصف الترليون ريال يمني في نهاية 2015م، حيثُ قُيدت قرض مباشر على حساب عام الحكومة.
وقال في البيان الصحفي الذي أدلى به اليوم الثلاثاء، في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، إن المليشيات استخدمت، جزء أساسي من هذه المبالغ في تغطية عملياتها الحربية ضد أبناء الشعب تحت مبرر أنها نفقات أجور ومرتبات، مشيرا إلى أن ميزان المدفوعات سجل عجزاً كبير حيث انخفض الإحتياط الخارجي من 5.2 مليار دولار في سبتمبر 2014م إلى نحو 2.3 مليار دولار في نهاية 2015م يتضمن الوديعة السعودية البالغة مليار دولار، بحسب رئيس الحكومة.
وأفاد بحاح، بأن الحكومة اليمنية حاليا إلى وضع حد لممارسات مليشيا الحوثي صالح، وكذلك الحفاظ على المنظومة المالية والمصرفية وجعلها في خدمة السياسة العامة للحكومة، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والوفاء بإلتزاماتها للشعب، واتخاذ الإجراءات القانونية والفنية التي تؤمن ذلك ووضع كل من خالف القوانين امام المساءلة والمحاسبة القانونية.
وقال بحاح في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم بأبو ظبي: " إن ما تمر به اليمن يأتي في إطار تغيرات إقليمية وتجاذبات تتجاوز خارطة بلادنا، وما وصلنا إليه هو نتاج غفلة في حقبات سابقة من الزمن حالت دون المساهمة المنظمّة والمجدية للارتقاء بالتنمية في اليمن ودعم نهضته، وما نحن فيه يحتاج إلى رؤية وخارطة جديدة تضمن التقارب الأكبر على مختلف الأصعدة بين اليمن وجيرانه الأشقاء في شبه الجزيرة وإعادة النظر في التعامل مع بلادنا وعدم نكران خطورة المستقبل المحدق بها والمنطقة ككل".
واستطرد قائلا: " إن علينا ونحن نبحث عن أي حلول لهذه الأحداث والمتغيرات.. أن نُجيب عن التساؤلات الفعلية التي تضمن عدم تكرارها.. وتقطع دابر من له أطماع في منطقتنا العربية وشبه الجزيرة على وجه التحديد، فاليمن تمر بتحدي كبير وهي عمق استراتيجي للمنطقة وظهرً لها، ويجب أن لا تترك وحيدة، ونحن نثمـن موقف مجلس التعاون لدول الخليج العربية على ادراكه للخطر المداهم لليمن وفطنتهم التي استدعت وقوفهم الشجاع مع بلادنا، الأمر الذي يتطلب التفكير بمزيد من الخطوات الإيجابية في التعاطي الشامل بين بلادنا والخليج، بما يضمن المصلحة المشتركة لنا جميعا ونحنُ قادرونُ على".
وأشار بحاح، إلى أن القيادة السياسية في اليمن، ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، وكافة أعضاء الحكومة جميعهم دعاة سلام، وهدفهم استقرار اليمن وازدهاره، مؤكدا في ذات الوقت سعي الحكومة والشرعية لإنجاح أي مشاورات جادة تُفضي إلى سلام حقيقي ودائم.
وثمن نائب رئيس الجمهورية، جهود الأمم المتحدة وأمينها العام السيد بان كي مون وكذا ومبعوثه إلى اليمن، السيد إسماعيل ولد الشيخ، متمنيا له التوفيق في جميع مهامه، كما شكر الجهود الكبيرة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وأمينها العام سعادة الدكتور عبداللطيف الزياني.
ووجه بحاح، رسالة لقيادة الإنقلاب، داعيا إياهم إلى قراءة التأريخ جيدا، وأن ينظروا في مصيرا من يقف أمام شعبه ويتسبب في معاناته بهذه الطريقة القاسية، متسائلا : "أي مكاسب تبحثون عنها وأيُ شيء تحملونه في قلوبكم يدفعكم على الإضرار بهذا الوطن الذي نبتت أجسادكم من خيراته، دعوات الأطفال والنساء والأبرياء ستصيب كل من عبث بأمنهم وسلامة عيشهم فالله يمهمل ولا يهمل".
واستطرد بحاح: " بلادنا في مفترق طرق، ولن نتجاوز هذه الحقبة إلا بتضافر الجهود فهو نداء لكل العالم بأن يلتفت إلى معاناة هذا الشعب ويسهم في رفع البلاء عنه فبالاضافة الى ما تفعله الحرب بأهلنا نجد أن ظروفا صحية صعبة في بعض المدن، فهاهي حضرموت وعاصمتها المكلا وعدد من المناطق تعاني من الحمُيات وحمى الضنك تحديدا والتي راح العشرات ضحيتها، محافظات تستغيث من جور الحصار الظالم، فتعز تنادي وتعاني وغيرها أيضا، لذا فإننا نتوجه لكل المنظمات الصحية والجهات الإغاثية المانحة للمساهمة بفاعلية، وسوف تكون الحكومة خير معين لهُم في ذلك".
ونحن نقف الآن في هذا الموقف، تجدر بنا الإشادة بكافة أبناء قواتنا المسلحة والأمن في شتى ربوع بلادنا، أنتم حماة الأمة والشعب ونعول عليكم كثيراً وأنتم أملنا الدائم في الدفاع عن هذا الوطن، وجباهُكم السمر تَحظى بقبلاتنا جميعاً، ودعواتُنا تحفكم، فالنصر حليفكم وحليفنا بإذن الله.
وعبر بحاح، عن سعادته، وافتخاره بدمج عددٍ من أفراد المقاومة في الجيش وانخراطهم في تدريبات منتظمة تجعلهم أكثرَ كفاءةٍ وثقةٍ بأنفسِهم، بعد أن قدموا صورا في التضحيةِ والمبادرة، فاستحقوا أن يكونوا ضمن مؤسسةِ الجيش الوطني، مؤكدا أن هناك المزيد أمام الحكومة لتقديمه على أرض الواقع، بعيداً عن فوضى الجماعات المسلحة والمليشيات والتطرف.
وأضاف :" كما نُـثني على الدور الكبير لقوات التحالف وجميع أبطالها، ومَـن قدّموا أرواحهم منهم نصرةً لشعبنا وسند لوطننا، ونثمّن الموقف التأريخي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وجميع قادة وزعماء دول التحالف في الإستجابة لنداء اليمن وإطلاق عاصفة الحزم وإعادة الأمل".
وتحدث نائب رئيس الجمهورية، عن الإرهاب، حيث قال: "لقد أًصبحنا اليوم نواجه إرهابا دخيلا بأشكال متعددة، هدفه سفك الدماء وقتل الأبرياء وتدمير المدن وإقلاق السكينة العامة، والذي يشكل كثير من الخطر على المناطق المحررة، في الوقت الذي تأمن بطشه مليشيا الانقلاب من جماعة الحوثي صالح".
وأشار إلى أنه لا سبيلَ إلا باقتلاع الإرهاب ومحاربتَه في كل المدن والعمل على تحصين الشباب عن فكرِه الضال ونهجه المنحرف الذي يهدد السِّلم والسلام، مضيفا أنه لن يتم ذلك إلا بمساهمةِ كل الجهات، وجهودٍ مشتركة بين الدولة والمجتمع.
وقال بأن تواجد هذه الجماعات المتطرفة.. حال دون إستكمال الإعمار في المناطق المحررة وشكَّـل تواجدها إرتداداً في المُضي قدما لترسيخ الأمن والإستقرار في تلك المناطق، مشيرا إلى أنه ليس ببعيد أن تكون على علاقة بأطراف معروفة في الساحة اليمنية، معقبا بالقول: " إلا أن يقيننا راسخ بزوالها وأن حصانة شعبنا ومدنيته وسلميته، ستلفضهم كما رفضتهم".
وقال بحاح: "إننا نعي بأن مهمة السلطات المحلية مهمةٌ للغاية، لذا فإننا نتجه في هذا العام لكي تكون كلُ مديرية بسلطتها المحلية قادرة على إيجاد الحلول للمشكلات التي تواجه المواطنين وأن تتحمل في المديريات والمحافظات مسؤليتها في ظل اعتلال السلطة المركزية بالعاصمة صنعاء، ونؤكد دعم الحكومة الكامل لتلك السلطات وتقديم كل الإمكانات المتاحة لهم والعمل معهم لكي نؤسس لنظام محلي قوي يتمتع بكافة الصلاحيات التي تجعله مساهما إلى جانب الحكومة في إنقاذ الوطن ومجتمعنا الحضاري العظيم".
وأشار إلى أن الحكومة بعد تحقيق الكثير من المكاسب والانتصارات خلال العالم الماضي، سوف تُولي الجانب الاقتصادي أهمية خاصة في العام الحالي لمعرفتها التامة بأهمية هذا الجانب وما له من أثر على كل الأصعدة ومختلف الجبهات، لافتا إلى أنها تعمل على تحريك الحياة الاقتصادية وإنعاشها في المحافظات المحررة ودعم الحياة الاجتماعية في المجتمعات المحلية من خلال إعادة الخدمات العامة كالصحة والتعليم والمياه والكهرباء والطرقات وغيرها، وتعبئة وحشد الموارد المحلية لهذا الغرض والدعم الخارجي.
وأشار إلى أنه تم توفير تخصيصات مالية لتمويل هذه المشاريع بمبلغ يقدر بعشرين مليار ريال يمني للربع الأول من عام 2016م، كما يتم حاليا الحصول على دعم خارجي مباشر للميزانية العامة للدولة لهذا العام.
وكان بحاح، ذكر في البيان الصحفي، بالتازلات التي قدمتها الحكومة، قبل انقلاب الحوثيين على الشرعية، وعلى وجه التحديد في التاسعِ عشرمن يناير 2015م، حيث كانت لا تزال في العاصمة صنعاء تدفع عنها بَغي فئةٍ متمردة قادت انقلابا على الدولة ومؤسساتِها وصادرت حُـلم أبنائها.
واختتم بحاح بيانه الصحفي بالقول: " أتوجه بخالص الشكر لكل دول التحالف وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على جهودهم الكبيرة ووقوفهم إلى جانب شعبنا، كما هي التحية لكل الأشقاء في دولة قطر والكويت والبحرين، وسلطنة عمان وكذا بقية الأشقاء في الأردن والسودان ومصر والمغرب وجيبوتي وكل من وقف معنا وبلادنا تمر بهذا الظرف الاستثنائي، ونعدكم أن نبقى حاملين لكم مشاعر الوفاء والعرفان".